رئيس التحرير
عصام كامل

مظاهرات "المشى فى جنازة القتيل"


ومن عجائب ما فى الكائنات الحية أن تخرج علينا جماعة التأسيس للعنف فى تظاهرات تحت شعار "لا للعنف"، فى محاولة غير مقنعة مثلما يسمى حبشى ابنه بالأبيض أو أن تجد من تعمل بالدعارة وتحمل فى بطاقتها الشخصية اسم شريفة أو أن تجد واحدة لم يترك القبح مساحة لم يسكنها فى بدنها ووجهها ويسميها أبوها "جميلة".

ومن عجائب ما فى الحيوانات أنها لا تأكل بعضها بعضا، بينما تجد ذلك واحدا من أخلاقيات البشر والحيوان لا يخطف نفس فصيلته، فلم نر أسدا وقد خطط بليل لخطف أسد آخر بينما تجد هذا السلوك متأصلا فى بنى البشر.
والحيوانات لا تكذب، فإن قتلت لا تبرح مكان القتل حتى لو جاءت الشرطة بينما البشر يخطفون بعضهم بعضا ويعذبون بعضهم بعضا ويقتلون ويزورن فى القتل،  بل ومن آفاتهم أن بعضهم يختطف بعضهم للاغتصاب.. هل رأيت نمرا يغتصب فيلا؟ فى عصر الإخوان يغتصبون الشباب بما لا يخالف شرع المرشد.. حدث التعذيب أيام مبارك ويحدث فى عصر مرسى بعدد أيام حكمه.. كل يوم يختفى شاب.. لا يختطفه أسد ولا حيوان برى دموى، قاتل وإنما يختطفه واحد من جماعة.. جماعة الإخوان أو جماعة الشرطة فكلاهما واحد بعد أن التحت الداخلية ودخلت الجماعة فى واحدة من حالات الكفر.. الكفر بالحوار، الكفر بحق الناس فى حياة عادلة وكريمة، الكفر بدور الشباب.
وجماعة لا للعنف، التى خرجت فى مظاهرات لا أعرف حتى تاريخه مغزاها لأنى لم أكن أعرف فى يوم من الأيام معنى لأن يمشى القاتل فى جنازة القتيل إلا إذا كان ينتمى إلى جماعة الإخوان أو كان يقوم بدور محمود المليجى فى أفلام الشر القديمة، ألم يكن من الأفضل أن تعلن الجماعة أولا اعتذارها للتاريخ وللشعب؟ اعتذارها للأجيال الحالية والقادمة والماضية؟ ألم يكونوا هم من وضعوا مصر والمنطقة العربية كلها فى هذا الموقف المتخلف حضاريا؟ ألم يخوضوا الحروب ضد الدولة الوطنية لأن فكرة تافهة، سطحية، خرافية تعشش رءوسهم؟ ألم يضيعوا المنطقة كلها فى معارك لو خضناها للتنمية لأصبحنا فى مصاف الدول المتقدمة؟
هل خروج مظاهرات لا للعنف تأصيلا للسير فى جنازة القتيل أم تمثيل لدور عادل أدهم؟ وبعد جمعة لا للعنف هل يكون غريبا أن خرجت علينا جماعات مقلدة للتظاهر تحت شعار لا للاغتصاب ثم لا للقتل ثم لا للسرقة؟ وكأننا جئنا للبشرية من العصر الحجرى نبتغى تعليم العالم المتخلف أن العنف مرفوض والاغتصاب مرفوض والقتل مرفوض، والسرقة أيضا ثم يكتشف العالم أننا نحن اللصوص والقتلة والمغتصبين؟!!
 
الجريدة الرسمية