رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا تريد الداخلية من الحقوقيين؟

نيرمين البحطيطي
نيرمين البحطيطي

في خضم صراعنا من أجل مساعدة أحد المساجين المصابين بمرض السرطان للحصول على العلاج اللازم لحالته ومابين أضابير الروتين ومحاولات التعاون مع المعنيين والالتزام بالقانون ومراعاة كافة القواعد والالتزام باحترام السلطات وإنفاذ القانون ومناشدة روح القانون! والنوايا الطيبة للإصلاح ! ومساندة العديد من قيادات الداخلية لعملنا ومساعدتنا وتفهم رغبتنا في مساعدة المحتجزين والمفرج عنهم وحينما قاربنا على تأكيد الثقة بأن هناك نبراس أمل وغد أفضل قادم للجميع ! فوجئنا بأزمة المركز المصري بالإسكندرية والقبض على بعض الحقوقيين في وقفة لمساندة ماهينور المصري ! بل والاقتحام بعد انتهاء الوقفة مباشرة!

فالمتظاهرون لم يقبض عليهم في الشارع أسفل المركز لاتهامهم بخرق قانون التظاهر وعدم الحصول على تصريح مسبق ولم يقبض عليهم يحملون السلاح ويوجهونه للداخلية ولم يقبض عليهم وهم يقتحمون منشآت عامة ولم يقبض عليهم وهم يحملون الميكروفونات ليقوضوا هدوء الشوارع وأمان المارة ! 

ولعل صوت الجسمي في "بشرة خير" على كاسيت سيارة قد تدعو للانزعاج أكثر من عدد من الناشطين يرددون هتافات لتسريع استئناف ماهينور أو معرفة السجن الذي تم ايداعها فية أو الاطمئنان عليها أو ضمان حق معتقلين لم يوجة إليهم الاتهام بعد؟ والمتزايد عددهم -مؤخرا- بلا أدنى داع! أو حتى تفريغ شحنات غضب مكتومة من عدم الالتفات لمطالبهم! قد أتفهم وجود اعتقالات بالجملة بالجامعات للمتظاهرين حاملي السلاح والشماريخ للسيطرة وبسط الأمن لإعادة النظام لمكان تلقي العلم وحتى محاولات التعبير عن الرأي والرأي الآخر وكمرحلة مؤقتة حتى استقرار الأحوال!

وقد أتفهم الحملات الأمنية المتتالية والقبض العشوائي ثم الإفراج عن العاطل وترك الباطل بعد الإنهاك النفسي المزمن للبعض ممن لاذنب لهم ولا جريرة سوى التواجد في المكان غير المناسب ! وقد أتفهم صعوبة المرحلة وضغوط الإخوان ووفيات الشرطة والرغبة في فرض الاستقرار للبدء من جديد ! ولكنني أبدا لن أتفهم اقتحام مركز محاماة ووقفة سلمية واعتقالات بالجملة!

الحقوقيون يدافعون عن رغبتهم في قانون عادل ومنهجية في التطبيق ووطن يسع الجميع يدافعون عن الحق في وطن متعدد المحاور والأطراف وبرغم هذا لا يقبل إلا التطرف فالداخلية أقصى اليمين والإخوان أقصى اليسار ومابينهما إما خائن أو عميل أو ممول ! القبض العشوائي والقرارات التي لاتعتمد على قانون واضح والقبض ثم إخلاء السبيل أو الإفراج المؤقت جميعها تحمل في مجملها عشوائية التصرف، فلا الوقفة كانت لتخرج ماهينور ولا الأصوات كانت لتؤثر على قرار بتحديد موعد الاستئناف ! ولكن القبض على كل هؤلاء هو بالنسبة لى ولكثيرين محاولة تحرش بالوطن!  
جميعنا يريد مصر أخرى مصر الأمان مصر العدل مصر القانون لا أحد -إطلاقا- يرغب في الفوضى ولا أن تصبح السجون بيوتا للقلوب العامرة بحب الوطن، بعض العقل لن يضر والتعقل والتغيير والعدل لن يضر. 

نيرمين البحطيطي مدير عام مبادرة ابدأ للعدالة المجتمعية وحقوق الإنسان
الجريدة الرسمية