رئيس التحرير
عصام كامل

نرصد مسيرة« المنيعي »الإرهابية من المهد إلى اللحد

شادي المنيعي
شادي المنيعي

بدأ شادي المنيعي قائد جماعة بيت المقدس الإرهابية نشاطه مع عصابات إسرائيلية كانت تخترق الحدود وتقيم خياما بها مستشفى داخل شبه جزيرة سيناء، بالتنسيق مع عصابات من البدو، وتقام في منطقة قرب منفذ العوجة، ومهمة ذلك المستشفي أخذ عينات من الأفارقة الذين يستعدون للتهريب إلى داخل إسرائيل، للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض معدية، ويتم تحليل تلك العينات، للتأكد من سلامة الأفريقي، ومدى مواءمة أعضائه البشرية لما هو مطلوب في مستشفيات إسرائيل لمرضى يحتاجون إلى زرع أعضاء بشرية للعلاج، وفي حالة تطابق المواصفات كان يتم قتل الأفريقي وسرقة أعضائه البشرية.


وكان شادي المنيعي يرأس العصابات التي تشرف على ذلك، بدأ التغير يطرأ على حياة شادي المنيعي، خلال فترة وجوده في السجن، حيث تم اعتقاله بسبب تهريب الأفارقة، وفي السجن، التقطته عناصر سلفية جهادية، كانت معتقلة على ذمة قضية تفجيرات دهب ونويبع، وقاموا بتجنيده في جماعة «التوحيد والجهاد»، وبدأ نشاطه في تلك الجماعات بعد خروجه من السجن، وكان يستخدم مسجدا بالقرب من طريق «الجورة - وادي العمرو» في الاجتماع مع العناصر التكفيرية، وبدأ يروج للفكر التكفيري، كما أجرى اتصالات وقام بالتنسيق الكامل مع جماعات مماثلة توجد في منطقة الشيخ زويد، وتحديدا جماعة أبوفيصل، أبوحمدين، وجماعة أبومنير، وهي جماعات تكفيرية تختلف إلى حد ما عن جماعة التوحيد والجهاد التي كان يتبعها شاد.

وأنشأ «المنيعي»، مركزا على أرض تمتلكها أسرته في منطقة المهدية لاستقطاب العناصر الشابة، واللافت للنظر أنه كان يختار شبابا في مقتبل العمر، أعمارهم بين 18- 16 عاما، وكان يخصص لهم راتبا بقيمة 200 دولار شهريا، وكان يتم التدريب على الأعمال القتالية، وكذلك على الرماية من على ظهر الخيل، وأثناء ركوضها، وكانت منطقة الرماية هي منطقة الجميعي، التي تقع خلف مطار الجورة الذي تستخدمه القوات الدولية، وكان التدريب يتم 3 مرات في الأسبوع، مع تغيير مستمر في أيام التدريب باستثناء يوم الجمعة في الفترة قبل صلاة الجمعة، وهو كان يوما أساسيًا في التدريب، كما كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد «أبومنير»، وكانت الصلاة في ذلك المسجد عندئذ مقصورة على تلك الجماعات التكفيرية، وأعلن بعد ذلك أنه تولى قيادة الجناح العسكري للحركة، والتي تبنت عدة عمليات تحت أسماء مختلفة، منها «حركة الرايات السوداء»، و«حركة المرابطون»، و«أكناف بيت المقدس»، ثم اسم «كتائب شهداء الأقصى»، «وهو نفس اسم كتائب الأقصى التابعة لحركة فتح الفلسطينية»، ثم أخيرا «كتائب أنصار بيت المقدس»، وكلها أسماء بعيدة عن «التوحيد والجهاد»، وهو التنظيم الأساسي، في تحرك يهدف إلى تشتيت جهود الأمن وتضليله.

كما يبدو أن شادي كان يتلقى دعما على كل تنظيم، باعتبار أنه تنظيم جهادي جديد، ولكن في الحقيقة فهو لم يكن إلا تنظيما واحدا.

 ومن أشهر العمليات التي شارك فيها «شادي المنيعي» عمليات تفجير خطوط الغاز في سيناء، والهجوم المتكرر على الكمين الموجود في طريق الريسة- العريش، وكذلك عملية خطف العمال الصينيين، بخلاف أن جماعته كانت نفذت عملية خطف ضباط الشرطة المصريين في أعقاب ثورة 25 يناير، والملاحظ أنه بعد خطف الصينيين أعلن شادي أنه يتبع تنظيم القاعدة، وأنه يخضع لإمارة أيمن الظواهري، وأيضا قدم التسهيلات والدعم اللوجيستي لجماعة جلجلات وجيش الإسلام، من غزة المنفذين لعملية قتل الجنود في رفح في شهر «رمضان»، ثم بعد ذلك أعلن أنه يتبع جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي نظمت العديد من العمليات الإرهابية في سيناء، منها استهداف طائرة حربية أسفرت عن مقتل 7 طيارين ومساعديهم.
الجريدة الرسمية