فتوى قتل المعارضين وأبواب الجحيم
أثارت فتوى قتل المعارضين على اعتبارهم من المفسدين من أحد الشيوخ الذين يرون أنهم يملكون القدرة على الإفتاء وقد لا يتعدى الأمر وجهة نظر ولكن سامح الله الفضائيات والقائمين عليها التى تلتقط مثل هذه الفتاوى وتنشرها وتجعلها علنية .
وسرعان ما تسرى سريان النار فى الهشيم وتثير المزيد من اللغط والاحتقان .. وللأسف فإن ذلك ينسب إلى الإسلام ويزيد من تشويه الدين الإسلامى وذلك بسبب ادعاء من لا يفقهون فى أمور الدين ولا يعرفون سوى السطحيات فهم قد يقفون على بعض النماذج الباهتة والضعيفة أو يفتون بغرض التميز أو لكى ما يكتسبون المزيد من الشهرة أو حتى قد يكون ذلك بحسن نية ولكن حسن النية فى مثل هذه المواقف الحرجة والفارقة قد يقودنا إلى جهنم ..
فالقرآن يحرم قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق وذلك هو شرط التقييد وأن مصدر تحريم القتل هو الله تعالى وهو بالقطع الحق والقرآن الكريم يقول " من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " ومن ثم فإن مجرد ظهور هذه الفتوى التى بغير علم وفى ظل هذه الظروف التى تمر بها البلاد من احتقان وفتن واضطرابات وتظاهرات وأزمة اقتصادية خانقة لابد وأن تفتح علينا أبواب جهنم ولابد وأن تقود إلى حروب أهلية ولاسيما فى ظل حالة الانقسام الذى تعيشه مصر والذى أخذ بعداً مؤسسياً فى صورة جماعات مسلحة أو ميليشيات وهو ما يؤهل الوضع فى مصر كما يرى الكثير من المهللين السياسيين إلى انتشار الاغتيالات كأحد مفردات العمل السياسى .. ومن ثم فإن مثل هذه الفتوى يمكن أن تقود إلى المزيد من العنف وأن تيسر ذلك الأمر والمحصلة المؤقتة هى انتشار المزيد من أعمال القتل ولكن عندما يتطرق الأمر لرموز المعارضة فإن ذلك لابد وأن يلهب الشارع ويفتح أسباباً أمام حرب أهلية طويلة ومعقدة تجعلنا نقترب وبقوة من نموذج العراق ونموذج سوريا وفيما يبدو أن عملية الخلط ما بين الدين أو تدثير السياسة بالدين فى هذه المرحلة بالنسبة للعديد من ثوار الربيع العربى التى سيطرت فيها القوى الإسلامية سوف يرشح هذه الدول للحروب الأهلية وهى المقدمة للانقسام بالتأكيد على غرار ما حدث بالسودان النموذج أو المشروع الاستعمارى الاسترشادى الذى نجحت فيه الطائفية بامتياز فى تحقيق الحلم الاستعمارى ..
فالوضع فى مصر مشتعل ومؤهل للانفجار ومن ثم فإن مجرد شرارة صغيرة متمثلة فى فتوى دينية قد يلتقطها البعض ويؤيدها من البسطاء وبحكم أنها قد تدثرت بعباءة الدين أى أنها تتعلق " بالله " هكذا حسب بساطة الفكر ومن ثم وجوب تطبيقها وعدم تطبيقها يعنى العصيان والكفر بالله وهو ما قد يضع أصحاب الحريات والديمقراطية والمعارضة السياسية أياً كانت نوعها فى مواجهة الله ولا يعتبر خلافتهم خلافاً سياسياً ومجتمعياً بينهم وبين بعض .. وقانا الله شر هذه الفتنة الملعونة .