رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تتوغل في الصين.. إقامة خط جوي مباشر بين تل أبيب وبكين.. وصحيفة صهيونية تكشف تفاصيل شراء بكين لأكبر شركة مواد غذائية في الكيان الصهيوني

فيتو

تبذل إسرائيل جهودها المكثفة -وبكل ثقلها- للتوغل في شتى أنحاء العالم، ولم تغفل بالطبع أكبر قوة بشرية وهى الصين ، فقد فتحت ثغرة في سور الصين العظيم وحصلت على اعتراف منها بكونها دولة، ولعبت دورا في التأثير على سياستها تجاه الصراع "العربي – الإسرائيلي"، بهدف كبح جماح التعاون العسكري "الصيني – العربي"، والحصول على حيز أكبر في السوق الصينية ؛ وخاصة في مجال التعاون العسكري والتكنولوجي.


خطة شاملة للتوغل الصهيوني

وفى إطار التوغل الإسرائيلى في آسيا ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن اللجنة الوزارية للتعاون الاقتصادي مع الصين برئاسة "بنيامين نتنياهو" -رئيس الحكومة الإسرائيلية- صادقت على خطة شاملة لتوطيد العلاقات بين إسرائيل والصين.

وقالت الإذاعة العبرية إن الهدف وراء هذه الخطة هو مضاعفة الصادرات الإسرائيلية إلى الصين خلال 5 سنوات ليصل إلى 5 مليارات شيكل سنويًا.

ممثلية تجارية في الصين

وأوضحت الإذاعة أنه في إطار الخطة، صادقت اللجنة على فتح ممثلية تجارية جديدة في الصين، ودراسة إمكانية إقامة خط جوي مباشر بين إسرائيل والصين، واعتراف الحكومتين بالمشاريع التجارية المشتركة بين البلدين، ولتنفيذها تم تخصيص ميزانية سنوية بقيمة 49 مليون شيكل.
واهتمت وسائل الإعلام الصهيونية الصادرة اليوم الخميس بنبأ بيع شركة "تنوفا" الإسرائيلية إلى شركة "بريت فود" الصينية.

صفقة مميزة

وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية تفاصيل صفقة بيع "تنوفا" التي تمت بمبلغ 8.6 مليار شيكل ،والصين تمتلك حاليًا 56% من أسهم الشركة، كما أن الشركة الصينية وعدت بأنها ستواصل خدمة المستهلك الإسرائيلى.
وبموجب الصفقة فإن أي طرف من الجانبين يتراجع عنها، سيلزم بدفع 140 مليون شيكل تعويضا إلى الجانب الآخر.


تهديد الأمن الغذائي الإسرائيلي
وتعد الشركة الصينية شركة حكومية بالكامل، وهذا يعني أن الأمن الغذائي القومي الإسرائيلي سيكون في قبضة الحكومة الصينية، خاصة وأن "تنوفا" تسيطر على 70% من سوق الألبان ومنتجاتها في إسرائيل، بما في ذلك أيضا سوق البيض واللحوم والدواجن.
ونقلت الصحيفة العبرية عن المسئولين الصينيين قولهم: نحن فخورين بهذه الصفقة، لأن الحديث يدور عن استثمار ثابت وطويل المدى سيساعد في تحول شركة "تنوفا" لتصبح شركة عالمية.

شركة إستراتيجية

وكانت اللجنة الاقتصادية في الكنيست الإسرائيلي، دعت قبل 3 اشهر حكومة بنيامين نتنياهو، إلى رفض بيع شركة "تنوفا" الإسرائيلية للألبان إلى شركة صينية، والسعي إلى وضع خطوط وقواعد بيع الشركات الإستراتيجية ذات الأهمية للأمن الغذائي والأمن القومي الإسرائيلي.
وحذر رئيس الموساد الإسرائيلي السابق "إفرايم هليفي" خلال جلسة طارئة للجنة الاقتصاد في الكنيست من إتمام صفقة بيع الشركة الإسرائيلية، إلى شركة صينية.

قضية أمن قومي

وبحسب "هليفي" من شأن هذه الصفقة أن تعرض الأمن الغذائي الإسرائيلي إلى الخطر، ومنه نحن أمام قضية أمن قومي".
وقال هليفي لأعضاء اللجنة: إن الصين كدولة عظمى، تستثمر عشرات المليارات من الدولارات، في مجالات تدخل في المفهوم الصيني للأمن القومي،وقد استثمرت الصين في العقد الأخير، خارج حدودها، نحو 671 مليار دولار في 90 دولة، وفق تقارير دولية.

تقنيات إسرائيلية متقدمة

وأشار هليفي، في حديثه أمام اللجنة، إلى أن الشركة الصينية ليست معنية بالأساس في الإنتاج داخل إسرائيل، بقدر ما هي معنية عمليا وبالأساس في الحصول على التقنيات التي تم تطويرها في إسرائيل، وبإمتلاك براءة الإختراعات التي طورتها "تنوفا" في هذا المضمار، بتمويل حكومي، تماما على غرار ما حدث مع شركة "أجان مختاشيم" التي بيعت للصين، والتي تنشط أساسا في مجال استخراج المعادن والبوتاس، وطورت بدورها براءات اختراعات كبيرة كانت تشكل ذخرا إستراتيجيا لإسرائيل.

تحذير "هرش"

وبدوره حذر البروفيسور الإسرائيلي "ميخائيل هرش" من خطر امتداد بيع ما سماه بالشركات الإستراتيجية ذات الأهمية القومية لإسرائيل وأمنها.
وقالت مصادر إسرائيلية، إنه اتضح من مداولات اللجنة أن الصين في سعيها للاستثمار وتطوير علاقاتها الاقتصادية بإسرائيل تفرض قيودًا على نشاط شركات إسرائيلية في الصين نفسها وتمنع بيع شركات صينية لجهات أجنبية، بينما تسارع وبشكل منهجي إلى شراء الشركات المهمة والأساسية، أينما استطاعت.

وحاولت الصين قبل صفقة "تنوفا" شراء شركة الألبان النيوزلندية، إلا أن الحكومة النيوزلندية رفضت ومنعت بيع الشركة الوطنية لجهات أجنبية.

الجريدة الرسمية