رئيس التحرير
عصام كامل

احتراف التسول


لا يستطيع أحد أن ينكر أن مصر تمر بأزمة اقتصادية حقيقية خلال الثلاث سنوات الأخيرة وإذا شئنا الدقة نستطيع أن نقول إنها تمر بمحنة - نتمنى خروجها منها سالمة - ويساندنا في تجاوزها الأشقاء العرب وعلى رأسهم الإمارات والسعودية والكويت والبحرين، ولا تخلو وسائل الإعلام المصرية والعربية من إعلان هذه المساندة على الملأ، وبمناسة وبدون مناسبة حتى أن الإعلان عن دعم الدول المذكورة لمصر بات يتصدر جدول أعمال مسئولى البلدين والجمل التي تتردد أصحبت محفوظة للجميع، من عينة أن الأشقاء العرب لن يديروا ظهرهم لأشقائهم المصريين، وأن استقرار مصر هو استقرار للعرب جميعا.


حتى أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي لخص الحالة التي نمر بها أنه من العيب أن تتسول مصر غذاءها، وإن كان البعض يري ما يفعله الإخوة العرب معنا على أنه مساندة من باب الخجل فإن الحقيقة التي لا هروب منها أنه تسول، وقد أدمنا هذه الحالة حتى أصبحنا محترفى التسول بمناسبة وبدون مناسبة، حتى أصبحنا نتسول الكحل من العين، ولم يعد تشغلنا الاستثمارات المحلية وتوفير بيئة مناسبة لمضاعفتها أو جذب استثمارات أجنبية جديدة توفر ملايين فرص العمل وتكفل حياة كريمة لمئات الآلاف من الأسر المصرية.

ولماذا نشغل أنفسنا بعناء البحث عن طرق أبواب جديدة للسياحة؟ وما الدافع لحث المواطنين على العمل من خلال خطة حقيقية وليس حديث المصاطب؟ فما هو العمل الذى نقوم به وما هي الخطة الموضوعة؟ لا أحد يعرف، حتى رئيس الوزراء نفسه الذي عاد أمس من دبي حاملا بشرة سارة للمصريين أنه سمع من الإخوة الإماراتيين أن الدعم العربي مستمر ولن يتوقف، وأن الإخواة العرب لن يخذلوا أشقاءهم المصريين، ونسي المهندس إبراهيم محلب أن هذا في عرف الاقتصاد لا يسمن ولا يغنى من جوع نحن لا نريد عطايا العرب نحن نريد استثمارات الإخوة العرب الحقيقية، فمصر في ظل الظروف التي تمر بها أولى من أوربا وأمريكا، نريد المشروعات الضخمة التي تدار بأموال عربية وتملأ عواصم العالم من أجل إعادة بناء الاقتصاد المصري لتوفير ملايين فرص العمل للشباب فهذا هو الاقتصاد الذي نريده فقد كرهنا التسول.

الجريدة الرسمية