كاتب بريطاني: ليبيا تتجه نحو التفكك والحرب الأهلية
سلط الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن الضوء على التطورات التي تشهدها ليبيا وتصاعد أعمال العنف والتوترات في البلاد بين المليشيات المتناحرة.
وقال كوكبيرن في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن "المليشيات المتناحرة تجعل البلاد في تفكك وتتجه ليبيا لحرب أهلية وتتواجد المليشيات بين الجانبين مع وضد محاولة الانقلاب التي قام بها اللواء المنشق خليفة خفتر؛ حيث دفعت الحكومة المركزية نحو التفكك، ما يعمق الأزمة، في حين دعا رئيس أركان الجيش أن القوات تعاني من الضعف وقلة التسليح والمليشيات الإسلامية دعت إلى الحفاظ على الحكومة".
وأوضح كوكبيرن أن دعوة رئيس أركان الجيش جاءت بعد اقتحام القوات بقيادة خفتر لمقر البرلمان في طرابلس بعد مهاجمته للمليشيات الإسلامية في بنغازي، ما يشير إلى أن المعارضة لا يمكنها سد الفراع الذي خلفه سقوط الزعيم الراحل معمر القذافي فيعد القتال الأعنف منذ ثورة 2011، وهناك أيدلوجيات مختلفة بين عناصر قوات الأمن ما يجعل البلاد في استعداد لخوض حرب أهلية.
وأشار باتريك إلى الخطوات التي اتخذها حفتر بغلق المطار وقتل ما يقارب من 43 شخصًا وإصابة 100 شخص ومهاجمة البرلمان وإغلاقه في طرابلس ومهاجمته للمليشيات الإسلامية في بنغازي.
ويري كوكبيرن أن هناك بعض المفارقات مثل المليشيات التي تقاتل ضد ومع الحكومة تحصل على مخصصات من الموازنة المركزية للدولة وكان للقذافي قوات قوامها 100 ألف جندي مازلوا يحصلون على مرتبات شهرية على الرغم من أن الكثير منهم لا يمارسون عملهم وهناك مليشيات تحذو نحو القاعدة مثل أنصار الشريعة التي يحاربها حفتر وتعهد بالقضاء عليها.
وأضاف كوكبيرن أن أنصار الشريعة لديها نفوذ قوي في بنغازي وهي المسئولة عن العنف والفوضى في بنغازي بينما في طرابلس استولى زعماء المليشيات الإسلامية ورجالهم على طوابق كاملة من أفضل الفنادق.
ولفت كوكبيرن إلى أن درع ليبيا دعا لوقف عمليات خفتر ومواجهته في حين أعلن لواء التوحيد انضمامه لأنصار الشريعة لمحاربة حفتر وترتكز الحركات المتناحرة الشبه عسكرية في مصراتة على الساحل الشرقي من طرابلس والزنتان في الجبال نحو الغرب ويبدو أن الزنتان تدعم حفتر، وأعداء المليشيات تؤيد حفتر.
وهناك الكثير في طرابلس يعربون عن تعاطفهم مع إدانة حفتر للمليشيات الإسلامية مع تزايد الشعور باليأس إزاء انهيار الحكومة المركزية ولكن قوات حفتر تعتمد على تحالفات مليشيات أخرى، والليبيين بحاجة لاستعادة النظام والأمن وهم يؤيدون من يحقق لهم ذلك بأي وسيلة.
