رئيس التحرير
عصام كامل

"الشحاتة" أخلاق !!


بعد أن تابعت في الأيام الأخيرة شماتة أنصار حمدين صباحي، وفئة كبيرة من المصريين في اتجاه حملة عبد الفتاح السيسي المرشح الفائز برئاسة الجمهورية، على اعتبار ما سيكون، لتوزيع لمبات موفرة على المواطنين، كنوع من الدعاية للسيسي، تراجع بي الزمن لفترة حكم الإخوان المسلمين، وقت أن قامت الدنيا ولم تقعد بسبب إقدامهم على نفس التصرف، بتوزيع الزيت والسكر، لكسب أصوات المصريين لصالح مرشحهم محمد مرسي، ومن قبله في انتخابات مجلسي الشعب والشوري المنحلين، وكأن الأيام تعيد نفسها.


ورغم أن البعض، وأقصد هنا الشباب فقط، على اعتبار أن جيل العواجيز لا يعارض ويكتفي بالرقص والتطبيل، هاجم السيسي وحملته، واتهموهم بمحاولة رشوة المصريين باللمبات الموفرة للحصول على أصواتهم، إلا أن الواقع المرير والحقيقة المرة هي أن قطاعا من الشعب المصري تحول إلى متسول كبير، لا يهمه سوى تحصيل أكبر مكاسب شخصية من الانتخابات، حتى لو أتت على حساب صوته أو مبادئه، أو حتى على الأقل مخالفة للذوق الاجتماعي العام، ولغوا من عقولهم أن مصر هي أعظم وأجمل وأسمى بقاع الدنيا.

ومنذ أن شاهدت هذه المشاهد، والأسئلة تدور داخل رأسي مثل عقارب الساعة، فلماذا يقلل المصريون من كرامتهم للحصول على زجاجة زيت أو لمبة موفرة؟، وهل تعود أبناء بلدي على منح أصواتهم لمن يدفع أكثر؟، وهل ستعود أيام الحزب الوطني وبلطجيته ورشاويه؟، وهل سيتحكم المال السياسي في مستقبل مصر؟، وأسئلة عديدة من هذا النوع، لكنني لم أجد لها تفسيرا أو إجابة سوى أن المصريين أو فئة كبيرة منهم هي التي دفعت سماسرة الانتخابات للتفكير في تقديم هذه الهدايا للفوز بثقتهم وأصواتهم، وأن المرشحين ما كانوا ليقدموا على مثل هذه التصرفات لو حافظ هذا الشعب على أخلاق وروح ثورة يناير.

الطريف في الأمر أن الإعلاميين و"مطبلاتية المبادئ" تخلوا عن أفكارهم، وكأن ما حدث حرام على الإخوان، وحلال على السيسي وأتباعه، ونسوا أن مصر ما زالت تمتلك عقولا تفكر، وشبابا لا يرضى بالإهانة، ولكنني لم ولن أعيب عليهم بعد أن سقط عنهم غطاء المصداقية، وبعد أن سلموا أنفسهم مرة أخرى للسلطة وجبروتها وحكامها.

بعيدًا عن ذلك:
# الإعلاميين.. النظام القادم لن يرحمكم.

# المخترع الصغير.. هروبك كشف مستقبل مصر.

# محمد صبحي.. فنان فقد وزنه.

# محمود عبد الدايم.. أفضل ما جنيته من عالم الصحافة.

# ابنتي "فريدة".. آسف أني أنجبتك في هذا الزمان.
الجريدة الرسمية