رئيس التحرير
عصام كامل

دولة حمدين توزيع للغنائم!


رغم أن هناك شكوكا كبيرة لدى كثيرين في إمكانية فوز الأستاذ حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية التي بدأت بتصويت المصريين في الخارج، تعالوا نتخيل معا حمدين رئيسا للجمهورية، لنحاول تصور ماذا سيفعله بعد دخوله مقر الاتحادية.


وبالطبع سوف يبادر محبو ومؤيدو حمدين بقول إنه إذا صار رئيسا سوف ينفذ على الفور وعودهم الانتخابية، خاصة تلك الوعود التي تتعلق بالعفو عن كل الشباب الذين صدر بحقهم أحكام قضائية، أو تلك الخاصة بتوزيع فدان على كل شاب أو حتى السيطرة على أموال كل الصناديق الخاصة، ناهيك أيضا عن وعوده الخاصة بتحجيم دور القوات المسلحة سياسيا واقتصاديا.

وفي المقابل أيضا سوف يبادر خصوم ومعارضو حمدين بقول إنه سوف يصدمه الواقع وسوف يعجز عن تحقيق وعوده التي أسرف في إطلاقها لجذب مزيد من الناخبين له في ظل مواجهته لمنافسة قوية مع مرشح يحظى بشعبية تفوقه.

لكن بغض النظر عن كل هذه التوقعات المتعارضة ودون الانحياز لأي منها فإننا لا نستطيع أن نغفل احتمال مطالبة كثيرين ممن أحاطوا بحمدين وساهموا بقوة في حملته الانتخابية بمطالبته بدفع الثمن، ثمن مساندتهم له على الوصول إلى مقعد الرئاسة ويعزز ذلك أنه قال بوضوح ويكرر إن نجاحه في الانتخابات يساوي وصول الثورة والثوار إلى السلطة.

لذلك.. السمة الغالبة على دولة حمدين صباحي هي سباق على الغنائم!.. ستكون دولة حمدين هي دولة توزيع الغنائم.. أولا: لأن كثيرين سيقدمون أنفسهم بوصفهم بذلوا جهدا لوصوله إلى مقعد الرئاسة ودون هذا الجهد ما كان له أن يدخل قصر الرئاسة، ولذلك من حقهم أن يشاركوه السلطة..

وثانيا: لأن حمدين خلال فترة الترشح أفرط كثيرا في منح الوعود، بل إنه كما قال تحدث تفصيلا عن تشكيل فريقه الرئاسي من مستشاريه ومساعديه، وسيكون مطالبا حال فوزه بإرضاء هؤلاء وإلا انقلبوا عليه على عكس منافسه الذي بادر مبكرا بإعلان أنه ليس مدينا بسداد فواتير لأحد حال فوزه في الانتخابات.

الجريدة الرسمية