الأدب الإسرائيلي.. بوابة قتل وإبادة العرب.. يصورهم بلا كرامة..جبناء.. وحيوانات شرسة.. والمصري مخلوق مشوه عدائي.. له أسنان ذئب
"يا أطفال صيدا وصور.. إني أتّهمكم.. ألعنكم لأنكم مخربون..ستنامون محطمي العظام في الحقول والطرقات.. لا تسألوا لماذا.. فإنه العقاب.. والآن حان عقابُكُم"، هي جزء من كلمات قصيدة كتبها الشاعر الإسرائيلي " أفرايم سيدوم "، تعكس الحقد الدفين بصدور اليهود تجاه الشخصية العربية بصفة عامة، والفلسطينيين خاصة، وهو ما يظهر جليا في الأدب اليهودي.
الأدب الإسرائيلي يكشف ما يدور في صدور العدو الأول للعرب جميعا، والأغرب أنه تتم ترجمته لمختلف دول العالم لينقل صورة إبداعية، لحشد مثقفي العالم لأهداف الكيان الصهيوني في ظل غفلة المثقفين العرب، نتيجة إحجام الأوساط الثقافية عن متابعة هذا النتاج الأدبي تحت شعار "رفض مبدأ التطبيع".
الأدب العبري بمختلف أشكاله، يهدف لترويج الفكر الصهيوني، وتزييف الشخصية العربية، ورسمها في أقتم صورة، فقد جاءت أوصاف العرب في الأدب العبري، أنهم أشخاص "متخلفون، همجيون، ويتسمون بالوحشية"، ففي رواية "من عدو إلى محب"، للكاتب "شموئيل يوسف عجنون"، يصف العرب بأنهم "شعوب قاسية لا ترحم ويريدون فقط الاحتفاظ بالأرض"، وفي رواية أخرى، يصفهم أيضا بأنهم "بلا كرامة وقتلة ومزعجون"..
وفي قصة "خربة خزعته" الشهيرة يعكس فيها الأديب الإسرائيلي "سميلا نسكي" رؤيته للعرب بأنهم "مجموعة من الجبناء الذين لا يقدرون على القتال، وأنهم ضعفاء وبعيدون عن صفات الشهامة والنبل والأخلاق، كما أنه شخص متخلف وحيوان شرس وكائن طفيلي في الأرض ومخرب، بل هو خال من القيم الأخلاقية، فهو لص وغادر وسفاك دماء) وكثير من سمات بشعة ألصقها هذا الأدب بالشخصية العربية.
الأدب الصهيوني كشف الكراهية العنصرية الدفينة، في صدور اليهود، تجاه العرب، بسبب مواقفهم الرافضة للمد الصهيوني، والانتهاكات التي يمارسونها ضد الشعوب العربية.
لم تكن كتابة الأدب الصهيوني من قبيل الصدفة، أو أدب من أجل الأدب، بل لصنع جدار من الكراهية والحقد والاحتقار للعرب لدى القارئ الإسرائيلي، وتحذير اليهودي عند قتل أو تشريد وإبادة العربي، بل يعد أسلوب حضاري، تقوم عليه جميع عمليات الإبادة العنصرية والتطهير العرقي على مدى التاريخ كله.
الثقافة الإسرائيلية لا تقف عند حد الكتابة فقط، وإنما التواصل مع جميع الثقافات المختلفة خاصة العربية، والمصرية في المقدمة، فلا يخرج عمل مصري، إلا ويترجم للعبرية، كما أن أغلب الكتاب البارزين على الساحة، من المتوقع أن يكون لهم ملفات في إسرائيل، على سبيل معرفة الآخر.
الأدب الإسرائيلي ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول يتناول مختلف جوانب المجتمع الإسرائيلي بأحلامه وأوهامه وواقعه، ويحمل داخله نوايا الفكر الصهيوني، أما الثاني فيختبئ خلف مبادئ السلام والحوار بما يطلق عليه في الوسط الثقافي الإسرائيلي "أدب الاحتجاج"، أما الثالث فهو الأدب الديني الذي يضج بالشكوى مما تعرض له اليهود على مر العصور من نوازل وكوارث وشتات.
ومع اهتمام الأدب الإسرائيلي بالعرب، فتجد على النقيض إهمالا كبيرا من قبل العرب، بالآخر، فأثبتت الدراسة أنه لا يوجد في مصر سوى 17 كتابا مترجما عن إسرائيل، في حين أن إسرائيل لديها معهد للترجمة العبرية أنشئ سنة 1962 بمئات الملايين، ويعد أكبر خطر على مصر والعالم العربي حيث تعد وظيفته الأساسية ترجمة كل الإنتاج الفكري والأدبي للعقل الإسرائيلي إلى جميع لغات العالم خاصة الإنجليزية والعربية.
وجاءت صورة العربي في استطلاع الرأي الذي أجرته إسرائيل، كالآتي: العرب كسالى 53%، العرب أقل ذكاء 74%، العرب يحملون الحقد 78%، العرب أشد قسوة 75%، العرب أقل شجاعة 80%، العرب الأحط شأنا 67%.
الأطفال لم يسلموا من هذا الفكر العنصري المسموم، بل صور أدب الأطفال أيضا العربي بأنه مخلوق مشوه، عدائي، وتكررت تلك الصفات في العديد من الأعمال الأدبية للأطفال وأشهرها "الجواسيس الشباب في عملية سيناء"، للكاتب "حازي لابين"، الملقب بـ(إيدو ستير)، الذي يصف الحارس المصري في لقائه الأول مع بطلها الطفل الإسرائيلي (إيلي)، بقوله: "وتقدم نحوه – أي: الحارس المصري - خلال الظلام، ما أبشع هذا المصري بشاربه الأسود الكثيف، وعينيه القاسيتين اللتين كان ينظر بهما نحوه – أي: نحو الطفل إيلي - كما تنظر القطة إلى الفأر المعلق بين مخالبها، ثم سأله: ما اسمك؟ ورأى إيلي أسنان ذئب مفترس تتبدى من تحت شاربه الأسود".
ومع كل شعور الكراهية التي تحتضنها الرواية الإسرائيلية، إلا إنها استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة الأدبية العالمية، فحصل الروائي الإسرائيلي "شاي عجنون" على جائزة نوبل سنة 1966، وفي الإطار نفسه فرض أدباء إسرائيل أعمالهم بقوة موضوعاتهم مثل: "أهارون ميجيد"، و"موشي شامير"، و"يهوادا إميهاي"، و"يوران كانيوك"، و"يائيل دايان".
العدو الإسرائيلي يسعي جاهدا لبث أفكاره، وكان للأدب دورا كبيرا في ذلك، وعلي النقيض نجد الثقافة المصرية لم تهتم بأدب إسرائيل رغم ما يحمله من صور زائفة للعرب، وحض على الكراهية والعنف، وغرس قيم الحرب والدمار والقتل حفاظا على الأرض في عقول أطفال وشباب إسرائيل.