كفر (ريهام سعيد)!
تابعت بشغف مخلوط بالانبهار ممزوج بالإعجاب والحُب والاحترام والغبطة، الحوار الذي لم يكتمل بين المُذيعة الناجحة المُتألقة المتفوّقة الجميلة الأنيقة اللذيذة (ريهام سعيد)، والذي شرعت في إجرائه مع واحدة مُلحدة اسمها الدكتورة (نُهى)، وهو الحوار الذي لم يكتمل، بل كاد أن يتحوَّل لخناقة شوارع، مع استعمال ألفاظ من عينة: يا إبرة مصديَّة ع الكوم مرمية، و(أحمد يا عُمر)، مع ما تيسَّر من شد الشعر، والخربشة بالضوافر، وتبادل البصاق، والتصفيق على الوسط، قبل أن تتراجع كُل منهما رُبما لأسباب إنتاجية، وتكتفى (نُهى) باتهام (ريهام) بأنها غير مُحترمة، بينما (ريهام) صاحبة الأرض والجمهور والبرنامج والمُعدين والمصورين والكاميرات تطردها من الاستوديو، قائلة لها يا مجنونة، والحمد لله إن الأمر لم يتطوَّر لذكر الأب بسوء، أو بمعايرة الأم كما اعتدنا في مثل هذا النوع من الخناقات!
كُل هذه كانت عوامل وعناصر دافعة بل وإجبارية كى يتضاعف إعجابى بـ(ريهام)، خاصةً وهى تُدافع عن المصريين والعرب، بل وعن الدين الإسلامى نفسه، في مواجهة الست (نُهى) المُلحدة، والتي تم تقديمها كضيفة بهذه الصفة، وكأن كون الواحدة مُلحدة فهذا أمر عادى في مُجتمعنا، زيَّها زى المُمرضة والداية والمُدرّسة وبياعة الفجل، ومن الطبيعى أن يتم استضافتها في برنامج تليفزيونى لتقول آراءها، وكأنه من الطبيعى كمان أو من المتوقَع، وهو توقع عبيط الحقيقة إن آراءها دى تكون مدح في الإسلام، واحترام للمسيحية، وتبجيل لسيدنا (محمد) عليه الصلاة والسلام!
وعلى هوجة كأن هذه، فكأن أختنا المُذيعة اللامعة المُتألقة المحبوبة اللى بتنوَّر في الضلمة ولا أجدعها لمبة ليد من اللى هاتوفَّر لنا كهربا جامد دى، لم تكُن تعلم ـ المُذيعة وليست اللمبة ـ إن الست المُلحدة جاية تشتم في الإسلام، وتغلط في سيد الخلق أجمعين، وتهلفط بكلام فارغ عن القرآن والصوم والصلاة، تكونش فاكراها هاتيجى شايلة سبحة وتقعُد طول الحلقة تقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، واللا حتى هاتفضل تغنى لنا يا سيد الخلق يا (طه)، أو جانى في منام يا آبا دوبنى دوب؟!
طبعًا لا يُمكن لأى طفل أن يظن السوء في (ريهام سعيد) المُتألقة المحبوبة اللامعة اللى بتنوَّر... إلخ..
مُعتقدًا أنها بهذه السذاجة، وأنها ظنَّت في نفسها القُدرة على إخراج الإيمان العميق من قلب هذه السيدة المُلحدة، والمُحترفة إلحاديًا إذا جاز التعبير، وقد يعتقد السُّذج أيضًا على سبيل الخطأ أو الهطل أن (ريهام) كانت تنوى هداية هذه المسكينة اللعينة، وبنفسها من غير ما تستعين بشيخ مُتخصص مثلًا، وكُل هذه أمور لا يُمكن هضمها، وأكيد مُذيعتنا الخطيرة كانت تعلم تمامًا بمُجريات الحوار.
وبالكلام الفارغ الذي سيُقال، يعنى مش معقول تجيب دكتور يتكلم لنا في تغيير جلدة الحنفية، أو تستضيف سائق توكتوك ليُحدثها ويُحدثنا من وراها عن غزو الفضاء، أو تقعُد قُدام واحدة مُلحدة، وتتوقع منها إنها تقول لنا إنها بتصوم اتنين وخميس كُل أسبوع، بل كان الأمر مُدبرًا تمامًا من أجل صنع ضجة إعلامية ـ زى كدة ـ والأهم منها جماهيرية، وهو ما حدث بالفعل، ميت ألف مبروك!
في الصباح التالى، قال لى سائق التاكسى، شوفت (ريهام) عملت إيه في بنت كذا المُلحدة؟ وقبلها وجه البواب السُباب لوالدة الضيفة المُلحدة، وهو محروق الدم أحمر الوجه شلولح، ومُشيدًا في نفس الوقت بـ(ريهام سعيد) البطلة الجسورة التي طردت هذه الكافرة من الاستوديو ووصفتها بالمجنونة، أما الست (أم زكى) بتاعت الطماطم فكان عتابها الوحيد على (ريهام) بعد أن ذكرت كُل مآثرها ومُميزاتها ومن ضمنها طبعًا إنها بتنوَّر في الضلمة، جاء العتاب مُلخصًا للغاية: كان المفروض ترمى وراها عشر قُلل، مش تكرُشها بس!
فيما بعد علمت أن هُناك حملة تُنادى بفتح باب الانتخابات الرئاسية مُجددًا، وأن هُناك مؤامرة من المُرشحين الحاليين لمنع فتح الباب، بعد أنا قاما بسده واستراحا، خوفًا على فُرص كُلٌ منهما، والتي ستصبح معدومة لو استجابت (ريهام سعيد) للإرادة الشعبية الكاسحة، وتم تكوين لجان خاصة لكسر باب الانتخابات بعد رفض اللجنة فتحه بالذوق!
لما فشلت هذه الحملة في تحقيق مآربها، تم طرح اقتراح آخر، وهو تكريم (ريهام) بأى طريقة لائقة، أن يُصنع لها تمثال في ميدان التحرير أو ميدان الأوبرا أو حتى ميدان رمسيس بدل تمثال المرحوم صاحب الميدان، والذي رحل عنه بلا عودة، أو يتم إطلاق اسمها على أي بلد أو نجع أو كفر، على سبيل تسمية (ميت ريهام) زى ميت خاقان أو ميت خلف أو ميت نما، أو (شبرا ريهام) زى شبرا الخيمة أو شبرا بلولة أو شبرا النملة، أو حتى نقتدى بكفر الشيخ وكفر المصيلحة وكفر طبلوها، ونعمل (كفر ريهام)!