رئيس التحرير
عصام كامل

سفير مصر في الكويت يكشف أسباب أزمات التصويت في "الرئاسية".. مخطط قبيل الانتخابات لتعطيلها.. السلطات الكويتية بالتعاون مع السفارة تصدت للمخطط.. ويطالب بعدم اصطحاب الأطفال إلى اللجان

السفير عبد الكريم
السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر

قال السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر لدى دولة الكويت أنه كان هناك مخطط ومحاولات لعرقلة سير عملية الانتخابات الرئاسية، لدى دولة الكويت، وذلك قبل يوم من إجراء الانتخابات، إلا أن السلطات الكويتية اليقظة، وبالتعاون مع السفارة المصرية أحبطت هذه المحاولات وأفشلتها.


وأوضح أن انتخابات الرئاسية المصرية تشهد إقبالا غير مسبوق من المصريين المقيمين بدولة الكويت بصورة غير مسبوقة، وفاقت الاستفتاء على الدستور، الأمر الذي يؤكد وعي المصريين الكبير، وحرصهم على اختيار رئيس جديد لمصر.

وأشار سليمان في تصريحات له أن أعضاء لجنة الانتخابات، والعاملين بالسفارة المصرية في الكويت يعملون أكثر من ١٨ ساعة يوميا، ومنذ انطلاق عملية الانتخابات، وذلك لتحقيق هذا العرس الانتخابي الديمقراطي وخروجه بأفضل شكل ممكن.

وفيما يتعلق بالمشاكل والاعتراضات التي أعلن عنها بعض الناخبين المصريين قال إن مشكلة تعطل سيستم قارئ الرقم القومي، الذي جرى مساء الجمعة، لم يستمر سوى 90 دقيقة فقط، نافيا ما قيل حوال استمراره 4 ساعات، وموضحا أنه تم تعويض ذلك بجعل التصويت يستمر حتى الواحدة ليلا.

وعن طلب مندوب أحد المرشحين بزيادة يوم أو ساعات التصويت، أوضح أن ذلك يعود لقرار اللجنة العليا للانتخابات، مبينا أن أي طلب للمندوبين يتم إرساله إلى اللجنة العليا بمصر للبت فيه.

وأشار سليمان إلى أنه في الساعة 7 من مساء أول أمس، انقطع الإنترنت تماما من جميع الشبكات، واتضح أن السبب وجود ما يزيد عن 7 آلاف موبايل يعمل في آن واحد في محيط السفارة، ما أثر على الشبكات، نافيا أن يكون هناك أي تعمد لحدوث هذا العطل من أي طرف.

وتابع: "في تلك اللحظات استخدمنا التليفونات الأرضية، لأن شبكات المحمول أيضا تعطلت، وكنا كالمحاصرين، كما تعطلت جميع أجهزة الكمبيوتر أيضا، وقمنا بالاتصال بوزارة الخارجية والداخلية الكويتية، اللذين بذلا جهودا جبارة لإعادة الشبكة عن طريق الاتصال بمدير شركة الاتصالات المسئولة، الذين قاموا على الفور بمحادثتي للوقوف على المشكلة، وقاموا بإرسال مهندس مختص من الشركة، كما تم إرسال محطة تقوية إلى مقر السفارة وتم إعادة الأجهزة إلى عملها بالسرعة المطلوبة".

وحذر السفير المصري بالكويت من اصطحاب الأطفال في هذه الأجواء الحارة، التي تسببت في حالات إغماء، خلال العملية الانتخابية، مشيرا إلى أنه جرى إسعافها فور حدوثها.

وقال سليمان في تصريحه أنه خرج لتهدئة الجماهير الوافدة للتصويت من مختلف محافظات الكويت، خلال أزمة الشبكة، ومحاولات إصلاحها، مشيرا إلى أنه كان هناك أشخاص مندسة تهدف إلى إثارة البلبلة بين الناس، واتهمهم بأنهم يتبعون لفصيل يرفض الإفصاح عنه، حيث كانوا كلما هدأ الناس انتظارا للتصويت، كانوا يشعلون الأمر مرة أخرى لإثارة الفوضي.

وأضاف: "ولكن نحمد الله أن الناس فهمتهم، وشدوا على أيدينا قائلين حينها (ربنا معكم، ونحن معكم، لن نغادر، فقد جئنا من أجل مصر)، وصاحوا في هذا الفصيل قائلين، "كذابين كذابين"، وجعلوهم ينكمشون بعد أن كانوا يتهموننا بعمل مؤامرة".

وأشار إلى أن تدفق الناس على السفارة وقت إصلاح الشبكة تسبب في فتح باب السفارة ودخول كثير من الناخبين إليها، ما جعل الأمن الكويتي يتدخل لحفظ النظام، وتم إغلاق باب السفارة حتى عادت الأجهزة للعمل، مبينا أنه تم فتح الباب من جديد وجميع من كان متواجدا قام بالتصويت، حيث إن باب السفارة ظل مفتوحا حتى الثانية عشرة والنصف من منتصف اليوم التالي، وأن بهذا تم تعويض الناخبين بساعات أكثر من الفترة المحددة، مقابل الفترة التي تعطل فيها النظام، ولم يتبق أي ناخب يوم الجمعة إلا وقام بالتصويت حتى إن البعض كان متواجدا بالصدفة ووجد الأبواب مفتوحة، دخل وصوت بسهولة كبيرة.

وبين سليمان أن عدد الناخبين في اليومين الأولين تخطي 29 ألف ناخب، وأنه حتى الثانية عشرة من ظهر السبت بلغ العدد 35 ألف ناخب، في حين أن العدد في السعودية نحو 14 ألف ناخب، أي أن العدد في الكويت مضاعف بمقدار مرتين ونصف، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يغلق اليوم الثالث على 45 ألف ناخب بمعدل تصويت 15 ألف ناخب في كل يوم، مؤكدا أن هذا الإقبال من المصريين لم ير له مثيلا في حياته.

وقال سليمان: مصر على أعتاب مرحلة جديدة تختلف كليا عن كل الفترات التي عاشتها مصر في السابق، وستعود مصر رائدة، وأشكر المواطن المصري على اهتمامه وحضوره وتصويته وتحمله لهذا الحر الشديد، وتمسكه بحقه الانتخابي وأناشده بالمزيد من التمسك بهذا الحق، كما أناشد جميع المصريين الذين لم يصوتوا حتى الآن أن يشاركوا، وأطلب من الناخبين أن يتفهموا أن الطوابير أمر خارج عن إرادتنا.

وأشار إلى أن هناك كاميرا في لجنة الانتخابات تتابع من خلالها اللجنة العليا للانتخابات بمصر كل ما يحدث في لجنة الكويت صوت وصورة.

وحول أعداد المصريين المسموح لهم بالتصويت قال:"إن الجالية المصرية أكثر من 600 ألف شخص، وكل من زاد عمره عن 18 عاما ويحمل بطاقة الرقم القومي الأصلية أو جواز السفر المميكن له حق التصويت، مبينا أن عددهم يزيد عن 300 ألف شخص، موضحا أن بطاقة الرقم القومي لا يشترط فيها الصلاحية، بينما يشترط ذلك في جواز السفر".

وعن التحديات التي واجهته في الانتخابات قال إنه كسفير لمصر، وبعد ثورة 25 يناير، حضر جميع الانتخابات، لكنه لم ير انتخابات بصعوبة الحالية، وأكد أنه كان يتمني أن يتم عمل مسار مكيف بطول هذه المسافة، بسبب حرارة الجو، متسائلا ماذا تفعل الناس في هذه الأجواء، ولكن من الصعب توفير مبلغ 30 ألف دينار لعمل هذه التجهيزات، أي ما يقارب مليون جنيه مصري.

وأوضح أن ضمن خطة السفارة هدم المقر الحالي، وبناء آخر جديد، بالإضافة إلى بناء قنصلية جديدة في منطقة السفارات بمشرف، حيث سيكون هناك ناد ملحق بها يجمع الجالية المصرية، وجميع المكاتب ستكون في مكان واحد سواء في السفارة أو القنصلية.

وناشد جميع المصريين أن يتحملوا الظروف الصعبة وعليهم التأكد تماما من حيادية السفارة، ونزاهة المسئولين، ونحن لا نميل إلى أي مرشح من الإثنين، وعلى كل مصري انتخاب من يريد، وإرادة الشعب المصري هي التي ستنتصر في النهاية، مطالبا أبناء الجالية بالالتزام بالقوانين المعمول بها في الكويت، لإظهار وجه مصر الحضاري الحقيقي.

وحول مراهنة البعض بأن الإخوان سيحاولون إفشال الانتخابات، قال سليمان إنه قبل الانتخابات بيوم كان هناك مخطط ومحاولات لعرقلة سير الانتخابات، ولكن كانت السلطات الكويتية يقظة، وبالتعاون مع السفارة المصرية تم إحباط هذه المحاولات وإفشالها، فهناك تنظيم كان يحاول عرقلة تدفق الناخبين إلى مقر السفارة ولكن تم التصدي لهم.

وأعلن أن السفارة المصرية جاهزة للتعامل مع أي مخطط، مشيدا بتحرك أجهزة الأمن الكويتية وتعاونها المستمر مع السفارة، رافضا الإفصاح عن معلومات أكثر تفصيلا حول هذا التنظيم، مؤكدا على الاستعداد لإحباط أي محاولات أخرى.
الجريدة الرسمية