رئيس التحرير
عصام كامل

مقدمًا.. هذه هي نتائج الانتخابات الرئاسية !


ما جري من المصريين في اليومين الفائتين، وهذا المشهد الرائع الذي يأتي على قدر الموقف التاريخي تماما يوفر لنا عدة نتائج ودلالات مهمة.. نتوقف عند بعضها لننطلق في توقعاتنا للنتائج النهائية للانتخابات الرئاسية.. حتى قبل إعلان نتائج ونسب التصويت في الخارج..



ففيما يبدو أن الحشود الكبيرة فاقت توقعات الجميع.. من المصريين أنفسهم المعنيين أولا بالأمر.. إلى دول العالم ومراقبيه وخبرائه..إلى التنظيم الدولي للإخوان.. فالخروج الكبير أمس وأمس الأول ينهي الحديث تماما عن مرسي وأي كلام آخر عن أي شرعية أخرى.. انتهت إلى الأبد قصة مرسي وقصة عودته وقصة شرعيته!!

الأمر الثاني في المشهد يؤكد قدرة الظرف التاريخي نفسه والضمير المصري العام على تعبئة المصريين عند اللزوم وهو ما يعني إبطال مفعول المال والالتزام التنظيمي عند الإخوان باعتبارها أدوات الحشد الجماهيري الوحيدة.. أو هكذا كان الحال طوال السنوات السابقة!

ولذلك ثالثا.. علينا اعتبار الجماهير المصرية التي خرجت وستخرج اليوم وغدا أكبر عينة عشوائية لأكبر استطلاع رأي في تاريخ العالم.. والعينات العشوائية لدارسي مناهج البحث هي الوحدات التي يقاس عليها أي استطلاع للرأي العام وتوجهاته.. ولذلك فنسبة التصويت بالخارج إلى المرشحين الاثنين ستكون تقريبا هي ذاتها في الداخل مع ملاحظة:

أولا: اكتساح السيسي في الريف كله تقريبا وشبه سيطرته على الصعيد.. لكن ذلك يمكن تعويضه بتدخل الإخوان لمصلحة صباحي ليس حبا فيه.. وإنما لإحراج السيسي بأي طريقة وإضعاف قدراته التفاوضية في أي حوار أو مفاوضات مع الإخوان أو الأمريكان على السواء..!

ثانيا: كما أن فعاليات جماعات الاشتراكيين الثوريين وحزب الدستور ولجانه وحركة 6 أبريل ربما تكون قادرة - بفضل حيوتها وابتداعها لأدوات جديدة للتواصل الجماهيري - على التعويض النسبي لتفوق السيسي في الصعيد واكتساحه في الريف.. الريف الذي لا يعرف وسائل التواصل الاجتماعي ولا يعرف تويتر ولا الفيس بوك ولا يعرف إلا ما يطلبه كبار العائلة، وما تقوله الإذاعة وما يقوله التليفزيون.. وهنا، ربما ستتقارب - ستتقارب - عوامل الترجيح في كل جانب.. ومع تثبيت باقي العناصر كما يحدث في أي بحث علمي.. سينتهي الأمر إلى العودة إلى نقطة البداية، والوصول إلى النسبة ذاتها التي صوتت لكلا المرشحين خارج مصر.. فكلاهما سيأخذ مثلها تماما داخل البلاد.. وبالتالي ستكون نتيجة الخارج - ومن دون أن نعرفها - هي ذاتها نتيجة الداخل وربما بالتمام والكمال !!

الجريدة الرسمية