رئيس التحرير
عصام كامل

استغلال الأطفال.. مصر سياسيا وفي أمريكا ينتجون السجائر

فيتو

إذا كنت مواطنا أمريكيا وتبلغ من العمر 7 سنوات، فأنت في نظر القانون صغيرا جدا لشراء السجائر ولا يُسمح لك بذلك، ولكن نفس القانون لن يمنعك في العمل بحقول التبغ كعامل بأجر يومي.

وقد أصدرت منظمة حقوق الإنسان العالمية "هيومان رايتس ووتش" تقريرا مثيرا للقلق -يوم الأربعاء الماضي- تنتقد فيه عمل الأطفال في حقول التبغ، مما يسبب لهم تسمما بالنيكوتين، ودعت إلى إصلاح القوانين الأمريكية التي لا تعتبر رادعة لاستغلال الأطفال بهذا الشكل.
وجاء بالتقرير أن الولايات الأربع التي تنتج التبغ في أمريكا بنسبة 90 % وهى ولاية كارولينا الشمالية، كنتاكي، تينيسي، وفيرجينيا تسمح للأطفال التي لا تزيد أعمارهم عن السبع سنوات للعمل في مزارع التبغ بأجور زهيدة، والغريب أن الأمر قانوني تمامًا.
وأشارت المنظمة في تقريرها أن ثلثي الأطفال الذين قابلتهم يظهر عليهم علامات التسمم الحاد بالنيكوتين. وأنهم يتعرضون وأيضا للمبيدات الحشرية الضارة، وبعض منها تعتبر سامة للأعصاب وأن هناك العديد من الأطفال يعملون لساعات طويلة دون أجر العمل الإضافي، ويعملون في الحرارة الشديدة وظروف خطيرة دون وقاية كافية.
وبحسب قانون الولايات المتحدة الحالية، يمكن للأطفال التي لا تزيد أعمارهم عن 12 عاما أن يعملوا في المزارع الكبيرة، وبالنسبة للمزارع الصغيرة، ليس هناك حتى سن أدنى.
وقالت مارغريت وورث، باحثة في منظمة هيومان رايتس ووتش، ومن معدي التقرير:"لقد رأيت أطفالا يدخلون الحقول ونباتات التبغ تعلو رءوسهم، بينما كانت أوراق التبغ رطبة. كان جلد الأطفال يمتص النيكوتين، وكثير ممن أجرينا مقابلات معهم تحدثوا عن أعراض تتفق مع تسمم النيكوتين الحاد مثل: الغثيان، والقيء، والصداع، والدوار."
وكانت وزارة العمل الأمريكية حاولت في عام 2011 أن ترفع الحد الأدنى للسن للعمل في مزارع التبغ لـ 16 عاما، ولكن هذا الاقتراح رفض بعد ذلك بعام وذلك نظرا لأن الشركات المنتجة للتبغ لم تتعاون، بل كان كل ما يهمهم هو الإنتاج فقط.
وقد أثار هذا التقرير الجدل في أمريكا نظرا لما يحتويه من مخاطر واستغلال واضح للأطفال، حين ألقت مارغريت وورث اللوم على شركات التبغ قائلة:" لديهم مسئولية لتبني سياسات واضحة تمنع عمل الأطفال في هذه الأعمال الخطرة، وتتأكد من أن المزارع اتبع تلك القواعد."
وفى الوقت الذي تحارب منظمات حقوق الإنسان في استغلال الأطفال الأمريكان في الأعمال الخطرة كانت هناك أصوات أخرى في مصر تنادي بحماية الأطفال من استغلالهم في الصراع السياسي.
وقال أبوبكر عبدالكريم، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان: إن حماية الأطفال من الاستغلال السياسي مسئولية الجميع، ويجب الاهتمام بهذه الظاهرة بشكل جاد، لأنها أضرت بصورة مصر في الخارج، بسبب استخدام الأطفال واستغلالهم في المشهد السياسي في الفترات السابقة.
وأوضح "عبد الكريم"، خلال تدشين غرفة عمليات رصد ومتابعة حالات الاستغلال السياسي للأطفال، الأحد، بالتعاون مع قطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية والاتحاد العام للجمعيات الأهلية ومنظمة "اليونيسيف" بالتنسيق مع خط نجدة الطفل بالمركز القومي للطفولة والأمومة، أن الوزارة ستعمل على التصدي لأي محاولة، للزج بالأطفال في الأحداث السياسية في الانتخابات المقبلة، بما يساهم في تحسين صورة مصر إقليميًا ودوليًا.
l





الجريدة الرسمية