رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي.. و"يا أهلا بالمعارك"...!


مخطئ من يتوقع أن نجاح عبدالفتاح السيسي هو الحل السحرى لمشاكل مصر، التي أصبح جزءا منها متراكما لدرجة أن الفساد أصبح نظاما يقاوم أي إصلاح، ومخطئ من يعتقد أنه يملك عصا سحرية، ومخطئ من يتوقع أن وصول السيسي لقصر الرئاسة، سيجعل الدنيا "بمبى والجو ربيع"، والحقيقة أن المعركة الحقيقية في مصر ستبدأ مع قسم عبدالفتاح السيسي لليمين، ستنطلق ضده كل أبواق الإعلام الإخوانى وذيولهم ومن يتربح معهم.. أتصور أن قرارات عبدالفتاح السيسي سيتربص بها كل من عارض ترشحه، بعضهم من التحالف الشعبى ومنهم من يرفع شعار "خالف تعرف" ولن ترحمه فرق المواقع الإلكترونية، وبالتالى.. أقول يا ترى ما شكل الدولة المصرية في ظل قيادة عبدالفتاح السيسي؟!..


أولى مشكلاته هي اختيار الفريق الذي سيقوم بقيادة المرحلة الجديدة التي تعد أهم وأخطر المراحل التي تمر على مصر ربما منذ نكسة 67 ولهذا لا أتصور أنه بالإمكان عدم الوقوع في اختيارات لن ترضي الشارع المصرى بعنصرية الشارع البسيط، وأيضا النخبوى وهذا أول اختبار له، وأتمنى هنا عدم الانصياع إلا للصواب ولا يحاول إرضاء النخبة المصرية الفاسدة على مر عصور تقترب من نصف قرن !

إننى أتخيل لو كنت مكان السيسي رئيسا لمصر الرائدة القوية، ذات أول حكومة في التاريخ، خاصة أنه لأول مرة يأتى رئيس وخلفه ظهير شعبى لم يحدث منذ رحيل الزعيم جمال عبدالناصر.

أولا- لابد من مصارحة الشعب بكل المشكلات التي تعانى منها مصر، ومع هذا العرض أقدم الحلول الجذرية التي يمكن بها مواجهة المشكلات، منها ما هو فورى ومنها على المدى المتوسط، وأيضا منها ما لن يحل إلا على المدى البعيد، وكل هذه الحلول بالتاريخ والأرقام وبدقة، لأن كل رقم سيتم الإعلان عنه سيتلقفه المتربصون للمحاولة من تكذيبه أو التقليل من دقته، وهذا يستلزم الدراسة الجيدة والدقيقة..

ثانيا- الحسم وبمنتهى القوة في مسائل الأمن، فعليه يتوقف أي نهضة أو أي تطور اقتصادى، وهذا الأمر لابد أن يستشعره المواطن البسيط، لأن هذا بداية رائعة لإنقاذ البلاد من الحالة التي يعانى منها المجتمع الآن.

ثالثا- إعلان الحرب على البطالة الشابة التي لا تعرف إلى أين تذهب إلا لكل مناحى الفساد، وهذه الحرب لابد لها من رؤية علمية حقيقية لخلق فرص حقيقية للشباب تجعل أحلامه في بلده وليس في الهجرة لعالم لا نعرف هل سيعود لمصر أم لا ؟ وهل لو عاد سيكون مفيدا أم يعود فاقد الانتماء ! وأيضا هناك حرب على البطالة المقنعة التي تصيب الاقتصاد المصرى في مقتل، وبل يصيب العقل بالترهل والفساد.

رابعا- لابد من التعلم من تجربة الزعيم جمال عبد الناصر مع إذاعة صوت العرب، مع الفارق تماما في الزمن والتكنولوجيا ولكنها تجربة لابد أن نتعلم منها، فكانت هي الجسر بين الشعوب العربية كلها والآن لابد أن نستعيد هذه التجربة، بأدوات جديدة وفكر جديد ولكن يبقى الهدف كما هو وهو وحدة الأمة العربية والرسالة تخرج من القاهرة.

خامسا وسادسا سيكون شعار حكم السيسي "يا أهلا بالمعارك.. يا بخت مين يشارك.. وفي نارها يستبارك.. ونرجع منصورين"، يا أهلا بالمعارك بضرب تجار الدين.. يا أهلا بالمعارك بضرب كل أوكار الفساد والمحسوبية.. يا أهلا بالمعارك في كل معارك البناء.. بناء الإنسان المصرى ثقافيا وعلميا واقتصاديا.. إلخ.. يا أهلا بالمعارك في كل ضربة فأس من أجل مصر الرائدة القائدة القوية بنت أقدم حكومة في التاريخ.
إن سيسي مصر..لابد أن يجعل مصر.. شعارها يا أهلا بالمعارك.
الجريدة الرسمية