رئيس التحرير
عصام كامل

ملاحظات على السيسي!


أحب المشير عبد الفتاح السيسي، ولسوف أختاره رئيسًا لبلادي ولي، فخورًا به، معتزًا بشجاعته وشهامته وتفانيه في حب مصر. شاهدت حواراته، وازددت طمأنينة إلى الحاكم القادم لأعظم بلدان الدنيا.


كان العقل يعمل ويضخ الأفكار بروية وبانتظام، هو عقل يحب رسم الصورة كاملة وتقديم تفاصيلها، يرسم بثقة ويعبر بنبرة مطمئنة ومرسلة للناس رسائل أمل وتوثب، بوسعي أن أقول الكثير في حب هذ القائد المصري؛ لأنه بعث فينا روح الأمل من جديد، وتقدم الصفوف، يمسح عن الوجنات الدموع والحسرات، بوسعي أن أمضي في ذلك لأني أكتب ما أحس به، ولن أجرؤ على اتهام نفسي للحظة بأني أنافق الرجل، عمري ما فعلت، وقرّائي يعلمون عني عاطفتي وعقلانيتي معًا، حين أتناول شخصًا بالكلام.

من الواضح أن السيسي قارئ نهم، ومولع بالثقافة، وقراءاته شاملة، ويمكنك معرفة تنوعه الثقافي من مفرداته، فهي سياسية، وأدبية، ودينية، وعسكرية، وتاريخية، وجغرافية، والحق إنك لا يمكن أن تخاف على مستقبلك في وطن آمن يحكمه رئيس مثقف، وقارئ.

أخاف جدا من الرئيس الذي لا يقرأ، ومن نصف المتعلم، ومن المتنطع في الدين وفي الأخلاق، ومن المهرج الديني الإخواني، يعتبر الدين ساحة سيرك يخدع الناس بألاعيب صغيرة.. كان عبد الناصر مثقفًا، لذلك كانت له رؤية، وكان السادات مثقفًا وصحفيًا وكاتبًا وفيه مزاج الفنان، وكان مبارك مطلعًا وقارئًا ومدرسًا عسكريًا، وكان مرسي جاهلا بالعصر الحالي، مفتوحًا على القرن السادس عشر، حين سقطت مصر تحت سنابك الخيل عام ١٥١٧ وشنق طومان باي، وبدأ حكم العثمانيين!

ما علينا، من ناحية أخرى، لابد من وضع الملاحظات التالية أمام المشير، وأولها أنه يحدثنا كمصريين، وكأنه من خارجنا، رغم أنه في "نن" القلوب.. هو يقول مثلا المصريين "لازم يعملوا".. أنتم يا مصريون، يخاطبنا بلفظ "المصريين" ليوقظ الانتماء، وهذا أمر محمود لمن عليه أن يقود الشعب المصري بوصفه الابن البار.

على الرئيس بإذن الله أن يحد من تعبير"خلوا بالكم.. خلوا بالكم.. خلوا بالكم" ومن كلمة "اوعوا " يقصد التحذير، ومن الإسراف في استخدام الضمير أنا أنا أنا.

بالطبع يمكن فهم الدواعي النفسية والدلالات السياسية للتكرار المقصود، لكن، وعلى الجملة، فإن مشاعر الناس متوهجة، وتتعجل يوم الفرح الأكبر، حين يصبح السيسي رئيسًا لأعز الأوطان، مصر أم البشرية قاطبة.

وخلي بالك، خلي بالك يا سيسي.. خلي بالك، نحبك لكن سننقدك، ونعارضك، ونتظاهر عليك سلميًا، إن وجدنا رجلًا غير الرجل، وحاكمًا غير الحاكم، ورئيسًا يضيق صدره بمن يعارضه.. اوعى تزعّل المصريين!

الجريدة الرسمية