"موافي" والحزب الجديد!
أغلب الظن - وليس كل الظن إثما - أن اللواء مراد موافي سيمارس العمل السياسي قريبا جدا..وأغلب الظن أن ذلك سيكون بعد الانتخابات الرئاسية..وأغلب الظن أيضا أنه سيؤسس لذلك حزبا سياسيا..لن يكون الرجل ضيفا أو شريكا في حزب.. وإلا فسيتحمل بالضرورة أعباء فاتورة مسبقة مثقلة بالخصوم والمعارك لا شأن له بها..كما أن ذلك لن يمكنه من الدخول إلى العمل الحزبي بقوة وبإشهار واسع ومدو بإلقاء حجر كبير في المياه الحزبية الهادئة إلى حد القرف..
موافي ترك الخدمة منذ فترة.. واحتسابه على القوات المسلحة سيعتبر تزيدا لا معنى له.. كما أنه لا ولن يمكن تحمليه فشل العمل الحزبي قبله..وستساهم شعبيته الكبيرة والاحترام الواسع الذي يحظى به في الأوساط الشعبية في تهيئة وجود ملموس وسريع للحزب الجديد ومن المؤكد إعلان جبهات وحركات قائمة انضمامها له بالكامل ولعلها سبقته للأداء الجماهيري وسيتمتع الحزب بالقدرة على المناورة وتشكيل تحالفات أخرى يكون له فيها الكلمة العليا.. والأهم ليس انضمام نواب سابقين له بل فيما نعتقد أنه سيتمتع لتزاحمهم عليه بميزة إضافية في الفرز بينهم واختيار الأنسب منهم في دوائر بعينها..بما ينذر بمعارك طاحنة بداخله مع قرب الانتخابات البرلمانية القادمة!
حزب مراد موافي لن يكون موجها ضد حزب قائم أو حزب منحل.. لكن ربما يأتي ضمانا لاستقرار البرلمان القادم الذي منه ستشكل الحكومة وفيه سترى مصر قوانينها وتشريعاتها للمستقبل وبه ستحدد ميزانية الجيش وغيرها.. وقد يرى اللواء موافي والذين معه أن البرلمان هو الظهير الطبيعي لرئيس الجمهورية ولا يمكن تركه لقوى قد تسرقه في غفلة من الأحزاب وقد فعلت ذلك بالفعل مرارا.. لتدخل مصر نتيجة لذلك إلى شلل سياسي جديد.. يبقيها في حالتها الحالية.. وهو ما لن يقبل به أحد في مصر وأولهم اللواء موافي!