رئيس التحرير
عصام كامل

مشاركة مميزة للسينما الإيرانية في فعاليات مهرجان «كان»

 الفيلم السينمائي
الفيلم السينمائي الايراني "السجاد الاحمر"

على الرغم من التشديدات الأمنية والرقابية التي تقوم بها السلطات الإيرانية على عمليات الإنتاج السينمائي، إلا أن السينما الإيرانية استطاعت أن تصبح من أكثر المدارس الفنية البارزة في القارة الآسيوية، والتي يتعمد عليها في انتقاء بعض الأفلام الدرامية المعبرة عن الصورة الذهنية في المجتمعات الإسلامية.


ويعد مهرجان كان من أكثر المهرجانات العالمية تدعيما لظهور الأعمال الفنية للسينما الإيرانية، لبعد اختيارات لجان التحكيم بمختلف دورته عن التسيس أو الدراما السياسية، وهو ما جعل فيلم مثل «قندهار» للمخرج محسن مخملباف بجائزة لجنة التحكيم العالمية التي تمنح خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ54 عام 2001، والذي يتناول قصة فتاة كندية من أصل أفغاني تعود إلى وطنها لتشهد حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الأفغاني، مجسدا المعاناة التي تلاقيها النساء الأفغانيات في أرض يجتاحها الدمار والفقر، كما ينقل الفيلم بعض المشاهد الحقيقية للصعوبات التي وجدها الشعب الأفغاني من جراء انفجار الألغام والجفاف والحرب الأهلية.

وسبق وأن شارك المخرج الإيراني في مهرجان كان بأفلام "زمن الحب" و"سينما سلام" و"غابيه"، وفي عام 1999 شارك في المسابقة الرسمية على السعفة الذهبية بفيلم "أساطير كيش" الذي شارك في إخراجه مخرجان آخران.

ويحرض المخرجون الإيرانيون على المشاركة الدائمة في المهرجان، سواء من خلال المسابقة الرسمية أو عن طريق عرض الفيلم ضمن الأفلام التي يتم عرضها على هامش فعاليات المهرجان، وهو ما قد يؤدي إلى تعرض بعضهم للاعتقال من قبل السلطات الإيرانية التي تعتبر ذلك تحديًا لها، فقد حوكم المخرج محمد راسولوف بتهمة الدعاية ضد النظام عام 2010 وذلك لعرضه فيام "المخطوطات لا تحترق" دون أخذ موافقة السلطات الإيرانية، ما أدى إلى معاقبته بالسجن ست سنوات في السجن ومنعه من الإخراج لعشرين عاما وتم تخفيض فترة سجنه لعام بعد الاستئناف.

وتشارك السينما الإيرانية هذا العام بفيلم "السجاد الأحمر" للمخرج والممثل رضا عطاران وهو ثاني تجاربه الإخراجية، ويحكي الفيلم قصة شاب إيراني مولع بالسينما ويتمنى أن يحضر فعاليات مهرجان كان.

أما الحدث الأبرز بالنسبة الإيرانية فهو وجود الممثلة الإيرانية ليلى حاتمى كأحد أعضاء لجنة التحكيم في الدورة الحالية للمهرجان، وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها إحدى المحجبات في لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائى، إلى جانب الاستعانة بالمخرج الإيراني العالمي، عباس كيارستامي، لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة اﻷفلام القصيرة بمهرجان كان، حسب قد سبق له الفوز بجائزة السعفة الذهبية عام 1997 عن فيلم "طعم الكرز".
الجريدة الرسمية