الانقسام هو الحل
تتصارع خطوات الصدام بين قطاع كبير من المصريين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية بين مؤيدي المرشحين الرئاسيين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحى فأنصار الأول يرون في الثانى كل الأخطاء وأنه ديكور، وأنصار الثانى يرون في الأول أن جميع أجهزة الدولة تقف جواره وتسانده في معركته الانتخابية.. باختصار أنصار كل طرف يرى في المرشح الآخر كل الأخطاء ويرى في مرشحهم كل الإيجابيات وهذا يعمق فكرة الانقسام وتكرار تجربة الإخوان خلال الانتخابات الرئاسية الماضية إن هذا يمثل الإسلام والجنة والالتزام والمصداقية والطهارة والنزاهة والصدق والأمانة والمرشح الآخر يمثل النار والشر والكذب والادعاء والضحك على الناخبين والخطيئة وأنه يحمل الشر للمصريين.
من حق كل طرف أن يرى في مرشحه ما يريد مع حفظ كرامة المرشح الآخر وعدم الادعاء بما ليس فيه فنحن نتعامل مع انتخابات رئاسية وليس انتخابات مركز شباب كما أن التجربة المصرية أثبتت أن انقسام الانتخابات الرئاسية سيتمر طويلا ولا ينتهى مع إعلان الفائز بل العكس ستزداد حدته مع الأيام وتتضاعف الاتهمامات والطرف الخاسر يتمنى سقوط الطرف الفائز ويتصيد له الأخطاء والتصريحات ويكون عاملا مهما في فشله وليس نجاحه، نحن لا نريد تكرار تجربة الإخوان في الحكم فنتائجها معروفة للجميع، نحن نريد تأصيل تجربة جديدة في الانتخابات الرئاسية وأن يتوقف الاستهداف بين أنصار المرشحين وأن يكون الخاسر أول المهنئين للفائز، وأن يأخد الفائز بما يراه صالحا في البرنامج الانتخابى للخاسر وأن يعترف بهذا على الملأ، وألا يعتبره عدوا كما حدث قبل ذلك.
نريد ألا نشتغل بصغائر الأمور، وأن نكون على قدر التحديات المقبلة، نريد أن يكون الجميع صفا واحدا بجوار الرئيس المقبل سواء منحه صوته أم لا، نريد أن ننظر إلى ما تحتاجه مصر وليس ما تقوله النخبة الفاشلة، نريد النظر إلى بناء مجتمع جديد قائم على التسامح وقبول الآخر، نريد تحقيق ما يريده رجل الشارع البسيط في القرى والريف وليس ما يريده ضيوف برامج التوك شو، نريد المشاركة في بناء مستقبل حقيقي، وليس أوهام لا تعبر عن الواقع، نريد البحث عن كيفية بناء مئات المدارس والمستشفيات والآلاف المصانع وتوفير فرص العمل وزيادة معدلات الاستثمار وهذه مهمة الجميع وليس الرئيس المقبل وحده.