تفاصيل رحلة البابا الأولى لدولة خليجية.. تواضروس يخالف برنامج الرحلة لزيارة ضريح الشيخ زايد.. يدشن مذبح كنيسة العذراء بالشارقة ويعمد 3 أطفال.. ويلتقى القاسمى ومحمد بن زايد
جاءت زيارة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة لتكون الأولى من نوعها لدولة خليجية، وذلك على خلفية دعوة وجهها رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولى العهد محمد بن زايد، والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم دبى للبابا.
وغادر البابا القاهرة ووفد كنسي يوم الجمعة الماضية القاهرة على متن طائرة خاصة ليزور الإمارات التي قد زارها قبل اعتلائه الكرسي الباباوي عام 1999.
وحينما وصلت الطائرة أرض المطار الأميرى بأبو ظبى، كان في استقباله الدكتور سلطان بن جابر وزير دولة الإمارات، والسفير محمد بن نخيرة الظاهرى، والسفير المصرى بالإمارات إيهاب حمودة، وشريف الديوانى السفير المفوض بالسفارة المصرية.
زيارة ضريح الشيخ زايد
ورغم إعلان كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبوظبى لبرنامج زيارة البابا، إلا أن تحركات البابا جاءت مغايرة للبرنامج منذ الوهلة الأولى، وجاءت أولى زيارته لمسجد وضريح الشيخ زايد ال نهيان.
وفى مساء الجمعة الماضية التقى بآلاف الأقباط المتواجدين بالإمارات، الذين استقبلوه بالتصفيق الحار، خلال محاضرته بمسرح الراحبة بأبو ظبى.
وأعرب البابا للحضور عن سعادته بالزيارة التي كان يشتاق إليها منذ فترة بعيدة، وثمن دعوة الإمارات التي هي أولى الدول العربية التي حرصت على دعوته لزيارتها.
وقال تواضروس "إنها دعوة كريمة وأشكرهم لهذه المحبة وسعيد بالزيارة، والشكر الموصول لكل حكام الإمارات وكل الأحباء لهذه البلاد المحبوب، ووجه حديثه للحضور قائلا "أنا جايلكم وجايب سلام كبير خالص من مصر يعنى مصر بتسلم عليكم كثيرا".
ووصف الإمارات بأنها "عنوان للتسامح والمحبة والقلب الكبير، وأن الرداء الذي يرتدونه لونه أبيض وهو ما يعبر عن القلب الأبيض والكبير الذي يمتلئ بالطيبة والأصالة".
وأشار إلى أنه التقى بالسفير إيهاب حمودة منذ عدة شهور في القاهرة قبل تعيينه سفيرًا للإمارات وقال له "أتعشم زيارة الإمارات وهو ما حدث".
وتابع: "إننا معنا بهذه الزيارة الأنبا إبرام أسقف الفيوم الذي خدم في نهاية السبعينيات بدولة الإمارات، والأنبا جورجيوس أسقف مطاى، والأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح، ومازح الحضور قائـلًا "تعرفونهم جيدً فإننا أتينا في حماهم".
واستطرد قائلا: "إننى جئت في هذه الزيارة خصيصًا لتقديم الشكر لدولة الإمارات وكل الأسرة الحاكمة، وأصحاب السمو، والحكومة، والشعب على دعمهم القوى الذي قدموه ويقدموه لمصر وهى تجتاز هذه الأيام، فإنهم قدموا دعما بروح الأخوة، والأشقاء الذين يظهرون في الضيقات، فإنها الصديق يظهر معدنه في الضيق، وهذه هي الإمارات منذ المغفور له الشيخ زايد الذي نعتز به".
ولفت إلى أنه أثناء دراسته بجامعة الإسكندرية وقبل رهبنته رأي الشيخ زايد في زياراته لمصر، وإلتمس فيه الحكمة والخير، وإنه كان ممتلئ بالخير والطيبة والإنسانية.
واستشهد بالمثل المصري القائل "على الأصل دور"، موضحا أن الشيخ زايد كان وفيًا لوطنه وشعبه والأمة العربية، ولذلك لقب بـ"زايد الخير" وإنه لقب ينطبق عليه.
وشكر الإمارات على رعايتها القوية لكل المصريين، حتى صارت هناك كنائس تبني، وكذلك على دورهم في التقدم المعماري والتكنولوجي وكافة المجالات.
كنيسة الأنبا أنطونيوس
ورأس البابا أول قداساته بالإمارات فجر السبت الماضى بكنيسة الأنبا أنطونيوس في أبو ظبي وألقى عظة حول القيامة وإن الإنجيل هو البشارة المفرحة، موجهًا حديثة للحضور بأن يكونوا فرحين في أسرهم وأعمالهم.
وعرضت كنيسة الأنبا أنطونيوس أنشطتها من كورال "فريق" من إثيوبيا ومن الفلبين، وقدم كورال الأطفال عددا من التراتيل والترانيم، وأهدى كورال الأطفال ورود للبابا تواضروس خلال زيارته الأولى للإمارات بعد اعتلائه السدة المرقسية، والتقطوا معه الصور التذكارية.
وفى يوم الأحد زار البابا السفارة المصرية بأبو ظبي وسجل كلمة تذكارية في سجل الزيارات بالسفارة بعنوان "المحبة لا تسقط أبدا".
كما دشن البابا تواضروس صباح يوم الاثنين مذبح بكنيسة السيدة العذراء والشهيد أبى سفين بإمارة الشارقة بالإمارات، وعمد 3 أطفال بكنيسة الشارقة.
والتقى بأبناء الكنيسة هناك ورد على تساؤلاتهم، والتي أكد خلالها أن موقف زيارة القدس ثابت لا يتغير ولن يزورها إلا مع كل المصريين، موضحا أن التطبيع بين الحكومات وليس بين الشعوب.
وأكد للحضور أن الكنيسة لا تتدخل في شأن السياسة، وتترك حرية اختيار المرشحين للرئاسة للشعب، موضحا أن كلا المرشحين الرئاسيين يقدم برنامجا ورؤية لخدمة الوطن وعلي كل مواطن أن يختار حسب ما يراى.
تواضروس يلتقى المسئولين الرسميين
وزار البابا أمس الاثنين الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر البحر في أبوظبي، وتطرق اللقاء إلى بحث العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وقال محمد بن زايد آل نهيان، إن دولة الإمارات العربية، تقف مع شعب مصر كافة دون تمييز، وتدعم تطلعاتهم الوطنية في بناء مصر الجديدة، متسامحة بعيدة عن التطرف والإرهاب، لتتجاوز التحديات الراهنة وتواصل طريقها نحو البناء والتقدم والتنمية، مؤكدا بأنه النهج الثابت بالمحبة للوقوف بجوار مصر منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان.
وأضاف:" إن لغة الحوار قادرة على مد جسور التعاون والتواصل والتفاهم والتسامح وبناء الثقة وتعزيزها بين البشر والإمارات قادرة كذلك بين الدول".
وأشاد البابا تواضروس الثاني، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات والتي وصفها بالحكيمة.
وأكد أن العلاقة بين الإمارات ومصر جذورها راسخة وصادقة، وما تعكف عليه الإمارات من مشاريع لخدمة المواطن المصري البسيط بربوع مصر دلالة على حقيقة موقف الإمارات في مد يد العنون للمحتاجين دون النظر للانتماءات أو المذاهب.
وقال:" إنه بفضل دعم الإمارات وإخواننا العرب قادرون على استرجاع دور مصر الرائد على الساحة العربية والدولية".
وأعرب "تواضروس" عن تقديره لرعاية الإمارات للجالية المصرية، مشيدًا بالتسامح الديني الذي تسير عليه الإمارات قيادة وشعبًا، مؤكدا أن نهج التسامح والتعايش واحترام الأديان يعزز مكانتها بين الدول العالم ويجعلها نموذجا يحتذى به في احترام الآخر والقيم النبيلة.
كما زار البابا تواضروس والوفد المرافق له، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة ظهر أمس الاثنين، وحضر اللقاء الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة.
واستعرض الجانبان مختلف أشكال التعاون والتقارب المبنية التي أطر السماحة وتقبل واحترام الآخر، والقيم السامية التي تجمع ما بين كل الشعوب بالإنسانية كلها، وأعرب البابا عن شكره للشيخ سلطان بن محمد القاسمي على الدور الثقافى والعلمي المتواجد بإمارة الشارقة، وأهدى البابا تذكارا لـلشيخ محمد خلال زيارته.
ومن المقرر أن يختتم البابا تواضروس زيارته للإمارات اليوم الثلاثاء ويعود للقاهرة.