إذا نجح المشير السيسي
للأسف.. ليس بين يدىّ إلا ما سمعته من السيد المشير في حواره التليفزيوني مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، وفي حواره مع الإعلاميين.. وحواره مع إبراهيم عيسى ولميس الجديدي هو الأكثر كشفا عما يمكن أن يحدث في حالة نجاحه خاصة أنه ممنتج ولابد أنه اطلع عليه قبل إذاعته.. سيستمر العداء للإخوان المسلمين وربما يتقدمون شيئا فشيئا في محاولة للتصالح مع النظام معلنين دخولهم في التحول الطبيعي للبلاد والعمل من خلال مؤسساتها بصرف النظر عن الدم الذي أريق بسبب رفضهم لخطة الطريق وحديثهم عن الشرعية متجاهلين الخروج بالملايين في 30 يونيو العام الماضي الذي قالوا عنه فوتو شوب.
يمكن جدا أن ينسوا كلمة انقلاب وينسوا محمد مرسي نفسه لأنهم بدءوا يعرفون أنهم ليسوا أقوى من الدولة المصرية القديمة التي حاولوا الاعتماد عليها لضرب الثورة فخذلتهم في لحظة فارقة.. ويمكن جدا أن يوافق الرئيس الجديد على عودتهم للحياة تحت اسم العمل الاجتماعي وتظل طبعا جماعتهم كما كانت محظورة أيام مبارك وتملأ البلاد بالعمل والضجيج.. نسبة حدوث هذا قليلة لكنها واردة.
أما الذي جعلني أقول ذلك فهو أنه للأسف كل ما تفعله حكومة السيد محلب يذكرنا بما كانت تفعله حكومات مبارك وأكثر، ووارد جدا أن تكون ثقة هذه الحكومة فيما تفعله يعني استمرارها واستمرار القوانين التي صدرت في عهدها أو عهد الببلاوي، ففي عهدها صدر قانون تحصين عقود الدولة مع المستثمرين على بيع أملاك الدولة التي هي أملاك الشعب وبأثر رجعي ومن ثم استمرار السياسة المباركية وبراءة كل مدان بالفساد في عهد مبارك. وسيكون شعار الرئيس الجديد هو التغاضي عما جرى حتى ولو بالصمت، فالقانون هو السبب والانطلاق نحو المستقبل وغيره من الكلام الذي يعجب الناس.
أما قانون التظاهر الذي صدر في عهد الببلاوي فسيظل قائما باعتباره الوسيلة للحفاظ على الأمن.. رغم أنه سبب من أسباب الاضطراب.
هذا وضح من حديث السيد المشير، ستكون هناك مشروعات مستقبلية بلا شك يشعر المواطن بها بعد سنوات طويلة لكن المشروعات سريعة الأثر لن يكون منها إلا ما قاله السيد المشير من تدخل الدولة وستكون هنا القوات المسلحة، في نقل البضائع لبيعها للناس بسعر أرخص.
ومن ثم ستنفتح الطرق للقوات المسلحة في الحياة المدنية أكثر وسيكون ذلك أيضا في المشروعات الكبرى فهي التي ستكون أسرع استجابة للسيد المشير وستجري الشركات الخاصة لتلحق بشيء من المشروعات من الداخل.
سيرتفع شعار العمل سويا من أجل مصر ومن ثم قد تقل مساحة النقد لأي شيء لأنه لا وقت للنقد ومن ثم يتم تقليص ما اكتسبته البلاد من حريات في التعبير.
يؤشر على ذلك كلام السيد المشير عن الأخلاق الحميدة التي ستعمل الدولة على نشرها وهذا اصطلاح يخيف لأن ما جري في كل العهود السابقة وخاصة عصر السادات تحت هذا الشعار كان مانعا للتنوع في الآراء أكثر منه باعثا على الأخلاق الحميدة !
وحتى لا أفرط في التشاؤم فلابد أنه سيكون هناك تغيير في التعليم والعمل الثقافي للدولة لنشر الأفكار المتطورة عن الإسلام وستساعد وزارة الأوقاف على ذلك على الأقل بإبعاد خطباء المساجد عن السياسة وهو ما يحدث من الآن.
كما أن المشير السيسي قال إنه سيستبعد العسكريين عن رئاسة المحافظات باستثناء المحافظات الحدودية، وقد يحدث ذلك وسيكون خطوة مهمة في الحياة المدنية..
أتوقع طبعا دعما كبيرا من الدول العربية الخليجية ولكن هذا الدعم سيكون للمشروعات بعيدة المدي وسيكون كثير من هذه المشروعات يخص هذه الدول نفسها وستكون فائدته متأخرة على المصريين. لا أتوقع تغيرا في بنية السيطرة للجهات التي تسمي سيادية على مصير البلاد وستحافظ على مكاسبها.
أتوقع شيئا قد يعتبرني البعض ساذجا فيه وهو الإفراج عن بعض المسجونين من نشطاء يناير لكنه لن يكون كافيا لأنه سيكون موجها لأفراد ولن يكون مثلا عن طريق إلغاء قانون التظاهر وما ترتب عليه من آثار.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com