رئيس التحرير
عصام كامل

نيو هوريزون.. عندما يصبح التعليم «فَتْوَنَةً»


من قرأ تفاصيل ما حدث من إهمال مبالغ فيه بمدرسة «المدارس الأمريكية للغات بشبين الكوم»، يدرك أن ماسورة الإهمال انفجرت في المدارس الخاصة ولا تجد من يوقف نزيفها، خاصة أن وزارة التعليم يبدو وزيرها مشغولا بغير ذلك، أضف إلى ذلك أن المتابع لوقائع ما يحدث في المدارس الخاصة يتيقن أنها أعلنت استقلالها عن دولة مصر وأصبحت دولة داخل الدولة.


في المدرسة المذكورة، فقد تلميذ «عقلة إصبع» بسبب باب غير آمن وصُعق تلميذ آخر بالكهرباء، وأصيب ثالث بجرح قطعي في الوجه، كل ذلك ما ورد إلى الصحف من مدرسة واحدة في عام واحد ولن أقول لكم كم تتقاضى هذه المدارس من أوليا الأمور؟!!

وآخر العجائب أن مسئولا كبيرا عن المدارس الخاصة كان قد طالب وزارة التربية والتعليم بدعم المدارس الخاصة.. نعم طالب بأن تقوم الوزارة بدفع مبالغ مالية عن كل تلميذ يلتحق بهذه المدارس - أي والله حصل.. المدارس التي تحصل على الآلاف من أولياء الأمور إنما أرادت ابتزاز الدولة لتأخذ من مخصصات الفقراء وتضع في كروش أصحاب المدارس.

وأعترف أني واحد من ضحايا المدارس الخاصة، وقد آثرت أن أتبع الخطوات المثالية في معركتي مع الإهمال دون جدوى عندما أبلغتني طفلتي الصغيرة أن المدرسة مدرسة «نيو هوريزون» بالمعادي قد ألغت النشاط الرياضي نهائيا، ولما استفسرت منها، قالت: إن زملاءها أبلغوها أن عارضة المرمى في ملعب المدرسة سقطت على رأس تلميذ فأصيب إصابة بالغة، فكان القرار المهيب بإلغاء النشاط الرياضي وليس إقامة ملعب قياسي، رغم أن المدرسة تحصل مبالغ مالية تفوق الخيال ندفعها صاغرين دون أن نسأل ودون أن نحصل على التعليم المناسب الذي ننشده.

على الفور راسلت المدرسة على بريدها الإلكتروني، وهي الطريقة التي ابتدعتها المدرسة للتواصل مع أولياء الأمور وقلت في نفسي لعل معلومات صغيرتي غير دقيقة، ورغم أن المدرسة تصدع رءوسنا بالرسائل.. رسائل عن الرحلات.. رسائل عن الالتزامات المالية.. رسائل عن الحفلات وربما رسائل عن الرسائل، إلا أن المدرسة لم ترد على تساؤلاتي.. أخرست الألسنة ولم تبادر المدرسة من أجل نفي الواقعة أو تفسيرها أو حتى مجرد الرد برسالة قصيرة نطمئن من خلالها.

أعترف أيضا أن «حماري غلب» ولم أجد وسيلة ليردوا على رسالتي ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث أبلغتنى صغيرتي أنها عانت في امتحان الكمبيوتر؛ لأن أجهزة المدرسة معطلة وبها إصابات بالغة وأعادت الامتحان ثلاث مرات بسبب الأعطال.. تصوروا.. معمل الكمبيوتر في مدرسة تحصل سنويا من التلميذ الواحد على قرابة الـ ٣٥ ألف جنيه ليس بها معمل كمبيوتر جيد، وكأن المطلوب من أولياء الأمور أن يشتروا الأجهزة على حسابهم الخاص!!

أخيرا.. توصلت إلى حل.. الحل هو أن أرفض دفع القسط الثاني وستضطر المدرسة أن تتواصل معي لتسألني عن سبب عدم دفع القسط، وبالتالي أتعامل معهم بطريقة «هات وخد»، بمعنى أن يعطوني إجابات وأعطيهم أموالا.. بالفعل اتصلت بي المدرسة أخيرا وطالبتني بدفع القسط وهنا اعترفت لهم بما لهم في ذمتي المالية، واشترطت أن أدفع في مقابل الحصول على إجابات وافية، شافية، غير منقوصة.

ولأني ساذج تصورت أن المدرسة ستوافق على هذه الاتفاقية، وذهبت ظنوني هباء حيث أغلقت المسئولة التليفون بعد أن توعدتني بالويل والثبور وعظائم الأمور فماذا فعلت؟ حجبت نتيجة النصف الأول من العام وهددت بعدم دخول ابنتي امتحان نهاية الفصل الدراسي، وهنا أسقط في يدي وقلبت الأمور في رأسي وأخذتني العزة بالإثم ورفضت الانصياع.. مضى شهر دون أن يتصلوا بي.. مضى الثاني دون أن يتصلوا بي.. أعتقد أن الحل هو أن أصطحب قبيلتي وأحاصر المدرسة وتتدخل الحكومة بالتفاوض بيننا وساعتها سأشترط اعتماد مبدأ التسليم والتسلم.. أعطوني إجابة أعطكم الجمعية التي سأقبضها نهاية الشهر!!
الجريدة الرسمية