رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«منصور.. الرئيس الزاهد».. 10 أشهر في حب مصر.. لا يخشى الموت.. أعاد الحياة للفن والعمال.. ألقى 10 خطابات.. استقالة «البرادعى» و«السيسي» أصعب اللحظات.. «الدستور»

الرئيس المؤقت عدلي
الرئيس المؤقت عدلي منصور

أثبت المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت أنه رجل المرحلة واستطاع أن يعيد الكثير من الأمور إلى نصابها خلال 10أشهر من توليه المنصب عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي حيث ظل الرجل مجهولا لمعظم المصريين قبل أن يجد نفسه فجأة في سدة الحكم فأقسم يمينين في يوم واحد ليصبح رئيسا للمحكمة الدستورية وبعدها بدقائق رئيسا لأكبر بلد في الشرق الأوسط ليصبح رجل دولة من الطراز الأول ليصول ويجول وينفرد بالقرارات والتصريحات جعلته يسطر أحرفا من نور في صفحات التاريخ المصرى.


كشف حساب الرئيس

"فيتو" رصدت كشف حساب الرئيس المؤقت داخل مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة" الاتحادية" والتي بدأها بتكليف رئيس وزراء جديد من أبرز تلك القرارات حيث دارت جلسات عديدة شارك فيها كافة المستشارين واقترحوا مجموعة من الأسماء ضمت الدكتور محمد البرادعى والدكتور زياد بهاء الدين والدكتور كمال الجنزورى والدكتور حسام عيسى وطال الانتظار وتم تعيين "البرادعى" ثم التراجع قبل حلف اليمين بدقائق ليتولى الدكتور حازم الببلاوى، رئاسة الحكومة.

كانت استقالة الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق أولى الصعوبات التي وضعت "منصور" في ورطة كبيرة حيث سرب "البرادعى" أسباب الاستقالة ليحرج مؤسسة الرئاسة.

عقب استقالة " البرادعى" ظهرت مشكلة أخرى أمام "منصور" حيث فتح فراغ منصب النائب الباب أمام الصراعات بين كل من أحمد المسلمانى المستشار الإعلامي والدكتور مصطفى حجازى، المستشار الاستراتيجى لبسط نفوذهما على المنصب وإثبات كل طرف أنه الأقوى وهى الخلافات التي تحدث عنها الجميع لدرجة إطلاق البعض عليهم لقب الأخوة الأعداء في القصر تلك الخلافات التي ظهرت على السطح وكانت حديث القاصى والدانى حتى تدخل منصور لنزع فتيل الأزمة بحكمة القاضى وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى لينهى الصراع.

قرارات جمهورية

أصدر "منصور" العديد من القرارات الجمهورية التي أشعلت الحياة السياسية بمصر ويعد القرار الجمهورى رقم 107 لسنة 2013 بتنظيم الحق في الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية من أصعب اللحظات التي مر بها الرئيس لما تبعه من معارضة وتظاهرات وعلى إثره تم حبس العديد من النشطاء السياسيين.

كا تردد "المؤقت" كثيرا في تحديد موعد دعوة الناخبين على الاستفتاء عقب تسلم مشروع االتعديلات الدستورية من عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين حيث لم يجر أي تعديلات على مشروع الدستور وأصدر قرارا جمهوريا برقم 678 لسنة 2013 ينص على أن الناخبين المقيدة أسماؤهم في قاعدة بيانات الناخبين وفقا للقانون رقم 73 لسنة 1956 بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية "مدعوون للاجتماع في مقار اللجان الفرعية لإبداء الرأى في الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية على الدستور الصادر سنة 2012 يومى 14 و15 يناير.

الحوار المجتمعي

أجرى الرئيس المؤقت الحوار المجتمعى بشأن خارطة المستقبل والمتمثل في عقد عدة لقاءات مع مجموعات من ممثلى القوى الوطنية والقطاعات المختلفة للمجتمع بشأن تطورات الأوضاع الداخلية والاستحقاقات الدستورية القادمة وأعقبها بعد تردد طويل اتخاذه قرار بتعديل خارطة المستقبل بأن نبدأ بإجراء الانتخابات الرئاسية أولا على أن تليها الانتخابات النيابية وفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية على النحو الذي حددته المادة (230) مــن الدستـور المعــدل وإجراء التعديلات التشريعية اللازمة على قانونى مباشرة الحقوق السياسية والانتخابات الرئاسية بما يتفق وأحكام الدستور حيث أصدر "منصور" قرارا بقانون رقم 220 لسنة 2014 بالانتخابات الرئاسية يتضمن 60 مادة مقسمة على 7 فصول ويقضى بتحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الذي أحدث جدلا كبيرا في الأوساط السياسية.

ويأتى القرار الجمهورى الذي أحدث لغطًا كبيرا وهو تفويض وزير الدفاع والإنتاج الحربى في بعض اختصاصات رئيس الجمهورية في شأن التعبئة العامة ويجدد سنويا وأن هذا القرار الأخير يأتى استمرارا لما كان يصدر سنويا في هذا الشأن ومرتبطًا بانتهاء فترة العمل بالقرار الجمهورى رقم 356 لسنة 2012 في 31 أكتوبر 2013 كما أصدر"منصور" قرارا جمهوريا بترقية الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربى لرتبــة مشــير.

أصعب المواقف

أصعب المواقف التي واجهت "منصور" عندما أنهى لقاءات القمة العربية بالكويت وعاد من أرض المطار ليترأس المجلس الأعلى للقوات المسلحة لقبول استقالة المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربى انذاك وترقية الفريق صدقى صبحى رئيس هيئة أركان القوات المسلحة إلى رتبة الفريق أول تمهيدا لتوليه منصب وزير الدفاع خلف للسيسي.

كما وضع غضب الشارع المصرى على حكومة الدكتور حازم الببلاوى "منصور" في ورطة جعله يقبل استقالة "الببلاوى" وتعيين المهندس إبراهيم محلب رئيس لمجلس الوزراء لتبدأ الحكومة الثانية أعمالها في عهد"المؤقت".

عقب الهجوم الشديد الذي تعرضت له مؤسسة الرئاسة بسبب تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وعقد لقاءات بين "منصور" ورؤساء الأحزاب ورموز القوى السياسية والثورية بالاتحادية قرر "منصور" تشكيل لجنة لإعداد مشروعى قرارين بقانون تعديل بعض أحكام كل من القانون رقم 73 لسنة 1956 بتنظيم مباشرة الحقوق السياسية والقانون رقم 38 لسنة 1972 في شأن مجلس الشعب بما يتوافق مع الأحكام الواردة بالدستور المعدل الصادر في الثامن عشر من يناير سنة 2014.

10 خطابات

ظهر الرئيس مرتين الأولى في التليفزيون المصرى والثانية على قناة " سي. بي. سي" كما ألقى الرئيس 10 خطابات 6 بالداخل و2 بالقمة العربية والأفريقية بالكويت و1 بدولة اليونان استطاع خلالها "منصور" أن يرسل رسائل تطمين للخارج وللشعب المصرى عندما أكد على التزام الدولة بضمان حقوق وحريات كل مواطنيها وتحديدا الحق في حرية الاعتقاد والتعبير عن الرأى بالطرق السلمية وكذلك الحق في حياة كريمة آمنة وتنمية اقتصادية ذات عوائد عادلة لكل المواطنين وحماية أمن مواطنيها والتزامها بحماية السلم المجتمعى وعدم السماح بتهديده أو الإخلال بالأمن الداخلى وضمان إطار من الأمن والسلم الداعمين للتنمية والتطور الاقتصادى والاستجابة للإرادة المجتمعية المتمثلة في إعادة الانضباط للشارع المصرى بما يضمن عدم تكدير حياة المواطنين أو إعاقة حركة الإنتاج ومكافحة الإرهاب وعنف الجامعات والحفاظ على الشباب وقود البلد للتقدم.

أثنى "منصور" على المواقف العربية وعلى رأسها الموقف السعودى حين أوضح أن بيان خادم الحرمين الشريفين عقب ثورة 30 يونيو مثل بالنسبة لمصر وقفة الرجال فضلا عن إشادته بمواقف بعض الدول العربية المساندة لمصر بعد ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن هذه المساندة أعطت لمصر قوة دفع في مواجهة ما كان يحاك لها من مخططات خارجية ومحاولات للتدخل في شئونها الداخلية فضلًا عن أن الدعم المادى والسياسي العربى والخليجى مكن مصر من التحرك بقوة وحرية واستقلالية في مواجهة الضغوط الخارجية التي سعت إلى فرض مواقف معينة ضد مصالح الوطن والشعب المصرى.

زيارات خارجية

زار "منصور" المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشيمية والكويت واليونان كما حضر القمة العربية الأفريقية بالكويت والقمة العربية الـ 25 التي استضافتها الكويت لتقديم الشكر للدول العربية والإعلان عن عودة دور مصر الريادى من جديد.

وحول العلاقات المصرية الأمريكية وتقييم "منصور" لها وخاصة بعد الزيارات المتكررة لوفود من الكونجرس وزيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ووفد الكونجرس أبلغ الرئيس وزير الخارجية الأمريكى أن مصر تجرى إعادة تقييم لعلاقتها مع الولايات المتحدة وهى العلاقات التي تقدر مصر أنها أكبر بكثير من أن تختذل في ملف المساعدات مشيرًا إلى ما باتت تعانيه تلك العلاقة من انعكاسات سلبية على مستوى الرأى العام المصرى مؤكدا حرص مصر على العلاقات مع الولايات المتحدة مشددا على أن هذا الحرص سيكون مرتبطا بقدر ما تبديه الولايات المتحدة من حرص متبادل.

التأكيد على الثوابت المصرية

وذلك في ظل التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو والمتمثلة في استقلالية القرار الوطنى المصرى وتغليب المصلحة الوطنية المصرية على أي اعتبارات أخرى مرحبا بدعم ومساندة من يؤمنون بمبادئنا وثورتنا في حربنا ضد الإرهاب وأن القرار المصرى بعد 30 يونيو مصرى خالص يتأسس على الإرادة الشعبية واتخذ موقفا مشابها مع الرئيس التونسي منصف المرزوقى عندما تدخل في الشأن الداخلي المصرى مطالبا بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي.

وعن العلاقات المصرية الإيرانية أكد "منصور" أن مصر ما بعد ثورة 30 يونيو المستقلة في قراراتها منفتحة على العالم وترحب بعلاقات طبيعية مع كل دول العالم بما في ذلك إيران وان جاء ذلك مرتبطا بشكل مباشر بالحرص على أمن الخليج العربى الذي يعد مسئولية قومية بالنسبة لمصر بالإضافة إلى رفضه أي تصعيد عسكري سيكون له نتائج وخيمة على الشعب السورى وعلى الدولة السورية ولن يؤدى إلا إلى حصد أرواح سورية جديدة، مشيرا إلى أن مصر ترى ضرورة منح الحل السياسي الفرصة كاملة بما يحفظ وحدة أراضى سوريا.

مواقف صعبة

ومن المواقف الصعبة للرئيس تلقيه اتصالا هاتفيا من فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية عبر خلاله الرئيس الروسى عن دعمه ودعم موسكو الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصرى في أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة وهو ما جعل "المؤقت" سعيدا بنتائج زيارة سيرجى لافروف وسيرجى شويجو وزيرى خارجية ودفاع روسيا الأخيرة لمصر لتطوير العلاقات الثنائية المصرية الروسية في شتى المجالات بما في ذلك البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري.

ومن اللحظات الحرجة التي تعرض لها منصور قتل عمال واختطاف عدد من الدبلوماسيين المصريين في ليبيا حيث تابع الموقف كما كلف وزارة الخارجية والأجهزة السيادية باتخاذ كافة الإجراءات لعودة الدبلوماسيين المصريين والذين عادوا بسلام إلى أرض الوطن.

"منصور" لا يعيش حياة طبيعية خوفآ من الاغتيال على أيدى جماعة الإخوان الإرهابية فتحركاته وزيارته تحاط بالسرية والتأمين الشديد وعدم الإعلان عنها لدواعى أمنية حيث شهد "منصور" افتتاح عدد كبير من المشروعات التي قامت بها القوات المسلحة في الفيوم والقاهرة، بالإضافة إلى حضور حفلات عيد الفن الذي أعاده للحياة مرة أخرى وعيد العمال وافتتاح المرحلة الثانية من الخط الثالث لمترو الأنفاق.

بكى "منصور" عندما كان يقبل رؤوس أطفال الشهداء من قيادات الشرطة المصرية أثناء تكريمهم داخل الاتحادية وأكاديمية الشرطة.
Advertisements
الجريدة الرسمية