رئيس التحرير
عصام كامل

الهيئة العامة للاستعلامات الإخوانية


ما هذا الذي يحدث في بعض مؤسسات الدولة؟ ما هذه الرخاوة في مواجهة إرهاب جماعة الإخوان!! كنت أظن أن الهيئة العامة للاستعلامات هي هيئة خاصة بمصر، تعمل من أجلها ولها، أليس المال الذي يكتنزه بعض من يعمل فيها قد آل إليهم من خزائن مصر؟! أم تراه قد آل إليهم من خزائن الإخوان فأصبحت هيئة الاستعلامات الإخوانية !! 



هل يستطيع رئيس هذه الهيئة أن يوافي الشعب المصري بكشف حساب عن الذي قامت به الهيئة منذ ثورة الثلاثين من يونيو؟ هل يستطيع أن يسعد قلوبنا بالإنجازات الضخمة التي قام بها؟ ودون أن أنتظر إجابة منه أستطيع أن أقسم لكم أن قيادات هذه الهيئة لم تعمل من وقت ثورتنا إلا لصالح جماعة الإخوان الإرهابية، والأدلة بين أيدينا واضحة جلية، فحين صدر القرار القضائي بإحالة أوراق عدد من الإرهابيين إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي في شأن إعدامهم؛ أصيب العالم الخارجي بصدمة، وما ذلك إلا لأن أحدًا لم يخاطبهم من قبل بالحقائق، لم ير العالم جماعة الإخوان صوتا وصورة وهي تقتل وتحرق وتسفك الدماء.

لم يرهم العالم وهم يسحلون جثث الأموات من ضباط الشرطة، لم يرهم وهم يحطمون جمجمة الضابط الذي قتلوه، لم يرهم وهم يسعون إلى التمثيل بجثته، أو وهم يجرُّونه عاريا بالدراجة البخارية، ورغم أن هذه الصور التي رأيناها في الداخل متاحة أمام أي طفل صغير يستطيع أن يحصل عليها من شبكة "اليوتيوب" فإنها لم تكن متاحة أمام هيئة الاستعلامات، فلم تقم بتوثيقها، ولم تقم بعرضها على الرأي العام العالمي من خلال العديد من القنوات، وقفت هيئة الاستعلامات مستسلمة عن طواعية أمام قناة الجزيرة وهي تعرض على العالم الأكاذيب.

لذلك لم ير العالم إلا ما أرادت جماعة الإخوان أن تريه إياه، وحين أتيحت الفرصة في مصر منذ أشهر قليلة أن تعرض على كل العالم إرهاب عصابات الإخوان المسلحة، وسعى بعض المصريين في الخارج من خلال ائتلاف لهم إلى التواصل مع هيئة الاستعلامات كي تعقد مؤتمرا يتكفل بنفقاته المصريون في الخارج، يعرض كل جرائم الإخوان على مجموعة كبيرة من المراسلين الأجانب والقنوات الفضائية العالمية بشكل موثق.

وتمت دعوة الضيوف والمتحدثين، وكان من ضمن الذين سيخاطبون الرأي العام العالمي كل من اللواء سامح سيف اليزل، والفنان حسين فهمي سفير النوايا الحسنة للأمم المتحدة، والفنانة يسرا، والعبد الفقير لله باعتباري صاحب تجربة حقيقية، ومجموعة أخرى من أفضل وأعلى المثقفين والأدباء المصريين، وإذا برئيس الهيئة وفي اللحظة الأخيرة يقوم بإلغاء المؤتمر على زعم أن الهيئة لا تعقد إلا مؤتمرات صحفية حكومية للوزراء ورئاسة الجمهورية.

يا سيادة رئيس الوزراء، هذا بلاغ مني يجب أن تحقق فيه وتضعه موضع العناية وإلا فقل على مصر السلام، الهيئة العامة 
للاستعلامات عشش فيها اثنان، "الفساد" و"الإخوان" ...

الجريدة الرسمية