رئيس التحرير
عصام كامل

سياسة تنظيف الثدى!


يجب أن تتوقف فورا تلك الدعوات الهوجاء التى تطالب بإقالة دكتور هشام قنديل وحكومته، وإحلال حكومة جديدة محلها حتى ولو سميت حكومة إنقاذ وطنى أو اتسمت بأنها محايدة..

فقد أثبت الرجل أنه مبتكر بما كشفه عن أسباب إصابة الأطفال بالإسهال، والتى تكمن فى عدم نظافة ثدى الأم.. إنه بذلك وضع يده على موضع الداء، وهو الثدى، ونصح بالدواء وهو ضرورة حرص الأم على نظافة ثديها، حرصا على سلامة أطفالها الرضع!
أليس هذا ابتكارا لسياسة جديدة يجب أن تسجل باسم دكتور هشام قنديل رئيس وزرائنا يفوق ابتكارات كل من سبقوه فى هذا المنصب، منذ أن عرفت مصر الحكومات.. لذلك لا أفهم أن يتم محاسبة المخرج التليفزيونى الذى سمح بإذاعة ما قاله دكتور هشام على الهواء مباشرة فى إحدى قنوات التليفزيون الحكومى الرسمى.. بل كان يتعين تكريم هذا المخرج لأنه كشف للرأى العام مدى قدرة رئيس وزرائنا على الابتكار، وقدرته على كشف المستور وما خفى عنا جميعا!
ليت دكتور هشام قنديل يتجاهل ذلك الهجوم غير المسئول من البعض الذين تهكموا على ابتكاره، أو رأوا فيه إهانة لأمهات بنى سويف، وربما كل أمهات مصر.. فهذا نوع متعمد من التحرش السياسى برئيس وزرائنا، كان يتعين أن تخرج مظاهرات للتنديد به وإعلان رفضه، مثلما حدث للتحرش بالسيدات والفتيات فى ميدان التحرير.. وأيضا هو قتل متعمد للابتكار، كان يجب أن تنتفض له الفضائيات مثلما انتفضت لاغتيال عدد من شبابنا!
إن دكتور هشام يجب ألا يكترث بهذا الهجوم المدبر والممول من دول عربية لا تريد الخير للإخوان، وعليه أن يمضى بقافلته أقصد حكومته فى طريق الابتكار السياسى الذى فاجأنا به.. ولا يعبأ بعواء الفضائيات المملوكة لبعض رجال الأعمال، أو بسخرية شباب الفيس بوك الذين لا يعجبهم العجب، ولا الصيام الإخبارى الذى ينتظرنا فى رجب وبقية شهور العام.
على دكتور هشام أن يحول ابتكاره إلى سياسة يتم تعميمها فى مواجهة كل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حتى ولو لم يتبق له فى موقعه سوى بضعة أيام قليلة.
ويمكن لرئيس الوزراء تسمية السياسة الجديدة بسياسة تنظيف الثدى.. ولما لا أليس الثدى هو أول ما يتعرف له كل منا بعد ولادته؟!
وبدلا من أن يجهد دكتور هشام نفسه هو ووزراء حكومته فى البحث عن حلول لمشاكنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية فإنه بسياسته الجديدة يقوم بتحميل مسئوليتها لنا نحن أفراد الشعب.. فمن يتظاهر ويحتج عليه أن ينظف رأسه من تلك الأفكار الهدامة لتتوقف الاحتجاجات.. ومن يبحث عن الغذاء ينظف معدته من كثرة الطعام التى تصيبه بالتخمة.. وهكذا لن تحتاج الحكومة لأموال تستورد بها قمحا ومازوتا وبوتاجازا.. فالنظافة سوف تغنيها عن ذلك.. مع العلم أن شوارعنا التى تغمرها القمامة مستثناة من هذه النظافة حتى لا يسأل أحد رئيس الوزراء المبتكر عن تنظيفها!



الجريدة الرسمية