«الأزهر في أسبوع».. نشاط مكثف لـ «الطيب» في المنامة.. ويؤكد في كلمته بمؤتمر الحضارات أن «الإسلام دين تعارف».. توقيع بروتوكول تعاون مع وزير العدل البحرينى.. والإمام الأكبر
شهد هذا الأسبوع نشاطًا مكثفًا للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والذي سافر لدولة البحرين على رأس وفد يضم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور أحمد معبد عبدالكريم، عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار محمد عبدالسلام، المستشار القانونى والدستورى لشيخ الأزهر، لحضور مؤتمر "الحضارات في خدمة الإنسانية".
وألقى الطيب الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أكد خلالها أن "الإسلام جاء بحضارةٍ إنسانيَّةٍ سامية، نزلت إلى الواقع، وخاضت تجربةً تاريخيَّةً طويلة، أثبتت أنَّ الإسلام دينٌ عالميٌّ، يفتح أبوابه على مَصارِيعها لكلِّ عناصر الحقِّ والخيرِ والجمال، مهما اختلفت مصادرُها ومهما تناءت مَواطنُها".
وأضاف الطيب أنَّ «الحضارة الإسلامية كانت حضارةً مفتوحةً على العالَمِ، وتعامَلت مع الأديان والحضارات التي تثاقَفت معها بكثيرٍ من الاحترامِ والتفاعُلِ والتواصُلِ، وأنَّها كما تأثَّرت بحضارات الآخَرين أثَّرت فيها، ورفدَتْها بزادٍ علميٍّ وحضاري ما كانت لتَحصُل عليه لولا حضارةُ المسلمِين».
الإسلام دين تعارف
وأوضح الإمام الأكبر أن حضارة المسلمِين هي حضارةُ تعارف، تمدُّ يدَها للحضاراتِ الأخرى، تُفِيدُها وتستفيدُ منها في علاقةٍ جدَليَّةٍ تتَراوَحُ بين التأثيرِ والتأثُّرِ، خاصَّةُ «التعارُف» هذه مكَّنت حضارةَ المسلمين من أنْ تَطرَح نفسها خارجَ حُدودِها الجغرافيَّةِ كحضارةٍ ثَرِيَّةٍ مُتعدِّدة في ثَقافاتِها ومُتنوِّعة في مَصادِرها ومرجعيَّاتها.
وأشار إلى أنه لا عَجَبَ في ذلك فقد كان الإسلامُ – فيما يقولُ المستشرِقُ برنارد لويس: «أوَّل مَن سعى إلى العالميَّة» بثقافته المتنوعة والمتعددة، ولا تُقارن به الحضارات القديمة للبحر المتوسِّط أو أوربا أو الشرق الأوسط أو الهند والصين.
توقيع مذكرة تعاون مع وزارة العدل البحرينية.
ووقع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال تواجده بالبحرين، على مذكرة تفاهُم بين الأزهر الشريف ووزارة العدل والشئون الإسلامية بالبحرين، في إطار تدعيم أواصر النشاط العلمى والثقافى.
وتهدف بنود المذكرة إلى تبادل الخبرات والكوادر في مجال حوار الحضارات والثقافات، وكذلك تبادل الدعوات الخاصة بالمؤتمرات والندوات التي يعقدها أحدهما في مجال حوار الحضارات والثقافات.
وتنص المذكرة أيضًا على تشكيل لجنة مشترَكة من الطرفين تكون مهمتها التنسيق لتنفيذ بنود هذه المذكرة، والتواصل مع المنظمات والهيئات والمراكز العالمية المهتمة بحوار الحضارات، وتنظيم الفعاليات والأنشطة والندوات الهادفة إلى تعزيز مسيرة حوار الحضارات.
وتضمنت المذكرة إعداد خطة إعلامية تهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار والاحترام المتبادل، والتنسيق لإصدار عددٍ من المطبوعات المتعلقة بدعم ثقافة حوار الحضارات والعيش المشترك والتسامح.
استقبال بطريرك أنطاكيا
كما استقبل شيخ الأزهر الشريف، على هامش المؤتمر، البطريرك ماريو يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، والوفد المرافق له على هامش مؤتمر "الحضارات في خدمة الإنسانية" الذي يُقام بمملكة البحرين.
وعبَّر نيافة البطريرك خلال اللقاء عن بالغ تقديره للدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف في تحقيق الوحدة الوطنية، وأشاد بالتواصل الدائم بين الأزهر والكنيسة المصرية الوطنية من خلال بيت العائلة المصرية؛ لتجديد الخطاب الديني الذي يُبرِز قيم المحبة والإخاء بين المسلمين والمسيحيين.
