رئيس التحرير
عصام كامل

عيد الحب لاستعادة مصر


قرأت أن بعض السلفيين يحذرون من الاحتفال بعيد الحب الشهير عالمياً "بالفلانتين"، والغريب أنهم يرفضون هذا الاحتفال بسبب قصة نشأته فى الموروث "المسيحى"، رُغم أن لغة الحب هى لغة عالمية ورُغم أن الناس لا تعرف قصة الفلانتين المسيحية، وما يهمهم فقط هو الاحتفاء "بمفهوم الحب" بشكل مُجرد، ولكن تجد هؤلاء البعض من السلفيين الذين نادراً ما يقرأون أساساً وتشعر أنهم أتوا من خارج التاريخ كله، يريدون إعلام الناس بالموروث المسيحى لهذا العيد لينفروهم منه، وكأن شاغلهم هو نشر المسيحية بين الناس، وليس منع الاحتفاء بعيد الحب ذاته (مع كامل الاحترام للمسيحيين والديانة المسيحية بالطبع)!! أى أن حتى منهجهم فى تنفير الناس من هذا الاحتفال ليدل على التخلف الفكرى!!

ولا أعرف كيف يكون الحب بدعة والاحتفاء به ضلالة، وتكون الكراهية التى ينشرونها هم فى كل مكان سُنة وفريضة؟! كيف تكون البسمة إثم ومعصية ويكون العبوس هو الفعل الصحيح، بينما البسمة فى وجه الأخ صدقة!!
ولا أعرف كيف يتأتى لشخص لديه عقل أن يقول، إنه سيجلد أى شخص يرى عليه علامات هذا الاحتفال، وما هى علاماته أصلاً؟ هل هى أن تهادى من تحب بوردة أو دُمية "دبدوب" أو أن تجالس من تحب فى مكان يذهب إليه الجميع أو حتى فى تزاور بين الأحبة؟! ما هذا الهُراء الذى يُجرم الحب وهو أساس الحياة سواء كان لبشر أو وطن أو الله؟!
لقد جعل هؤلاء السلفيون أنفسهم محط سخرية، وهو أمر أراه جيد جداً حتى يُزال التشويه عن الدين من هؤلاء الذين يزكوا أنفسهم وهو مُضاد لأمر الله فى القرآن. فهو عز وجل أعلم بمن اتقى!!
فلقد نشروا تحذيرهم على "الفيس بوك"، فإذا بالناس يسبونهم ويسخرون منهم ويتساءلون حول ما يفعلون من محارم ثم يدافعون عن مرتكبيها، لأنهم منهم، كما دافعوا عن ذاك الذى وجد يقوم بالفعل الفاضح على الطريق الزراعى أو ذاك الآخر الذى يقوم بعملية تجميل ويكذب بشأنها، مصوراً للناس الأهاويل وأنه بطل!!
إنهم يظنون أن الناس هكذا سيرهبونهم، بينما جعلوا من أنفسهم هكذا مادة خام للسخرية، وهم يقومون بما حلمت به منذ زمن وهو أن يُزاحوا من الساحة تماماً، ليظهر للناس دينهم الحقيقى بعيداً عن زيف هؤلاء. فالإسلام أنقى من كل هؤلاء المهوسين المجانين بالسلطة والمُعقدين، ممن يريدون أن تظهر أسماؤهم، بأن يمارسوا عقدهم النفسية على الناس بعيداُ عن روح الدين الإسلامى السمحاء!!
فلتحتفوا جميعاً بالحب، ولا يهمكم هؤلاء المزيفين لأنهم لا يتبعون رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يتبعون الله نفسه، بل لا يتبعون إلا شريعة "السلطة" لأنهم مُحدثو سلطة وجاه وسلطان، ... لا يهمكم منهم شىء، لأنهم فُقاعات، سُرعان ما ستختفى، فهم أتوا بثقافة وافدة وليس ديناً وسيعودون قريباً من حيث أتوا، لأن كل تلك الساحة الوهمية التى صنعها الإخوان، إلى زوال قريب وبالقانون!!
احتفوا بالحب، وهادوا بعضكم بالورود بل و"الدباديب"، وقدسوا الجمال.. فالله جميل يحب الجمال، وأتركوا الإباحية التى يصدرها لنا هؤلاء الفقاقيع، .. لأن بالحب وحده، ستعود مصر الوسطية المعتدلة، وهو ما يخافون حدوثه، ولكنه حادث قريباً، لا محالة!!
كل عام وكل المصريين بخير وفى حب وسلام ومصرنا بخير وقريباً تخرج من بين أنياب هؤلاء المُنافقين، ممن لا يمكن إئتمانهم على مصر أو المصريين أو على دين الله!!
والله أكبر والعزة لمصر،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية