رئيس التحرير
عصام كامل

اللى فات حمادة واللى جاى حمادة برضو


كنت أقف مثل غيرى من الناس أمام شاشات التليفزيون، أشاهد سباق السادة نجوم برامج التوك شو وهم يحاولون الوصول للسيد حمادة صابر صاحب أشهر سحلة فى تاريخ مصر، وشعرت وقتها أن حمادة حقق رقما قياسيا فى الصبر وقوة التحمل، لأن فعلاً ما رأه حمادة عندما كان يتم سحله لا يقدر جمل على تحمله، بعدها قولت فى نفسى بالتأكيد بعد هذه الفضيحة الكبيرة التى عملها الإعلام للنظام الحالى، مستحيل أن يتم سحل أحد "ولا هينداس على كرامة أى مواطن".

"كنت أهبل ساعتها"، لأن مشهد سحل حمادة رأيناه منذ أكثر من عام، عندما سحل العسكر فتاة التحرير وقاموا بتعريتها فى الشوارع، ووقتها أيضاً قولنا "خلاص بقة دول اتعلموا الدرس"، ولكننا أيضاً كنا "هُبل" وقتها، لأنه كان لابد أن نعرف أن المواطن الذى ارتضى لنفسه أن يتم سحله كل يوم فى المواصلات وهو ذاهب إلى عمله، فى الوقت الذى يتم سحل زوجته و"هى واقفة فى طابور العيش"، أو فى طابور جمعية استهلاكية، مستحيل أن يتبدل حاله بين يوم وليلة، أو بين نظام ونظام.
لماذا نستغرب عندما يقوم النظام الحالى بـ "بعترة" كرامة حمادة، فى الوقت اللى كرامتنا كل يوم بتتبعتر فى الشورع؟َ!، وأريد أن أسأل عدة أسئلة.. عندما يريد المواطن أن يدخل الحمام وهو فى الشارع ولا يجد فيقوم بعمل "بى بى"، تحت الكوبرى لأنه لا يجد حماما عموديا، فماذا نستطيع أن نصف به ذلك؟ قلة أصل أم قلة كرامة؟ عندما يريد نظاما أن يعطى للمواطن ثلاثة أرغفة عيش فى اليوم، فى الوقت الذى يحصل فيه المسجون على خمسة أرغفة، فبماذا نصف ذلك؟ قلة كرامة أم لعب طاولة ؟َ!
احنا ليه زعلانين قوى على حمادة، عشان اتقلت كرامته واتسحل ومش زعلانين على كرامتنا اللى بتنتهى كل يوم وبتتسحل ؟!.. يا شعب يا طيب المشكلة مش حمادة المشكلة إننا كلنا حمادة، اللى اتسحل كان حمادة واللى جاى برضو حمادة بس الفرق إن حمادة اتسحل واتقلت كرامته غصب عنه لكن احنا بنتسحل كل يوم برضانا.. وفى ظل نظامنا الجامد ده جرعة السحل هتزيد أوى .. هو انتوا لسه شوفتوا حاجة؟ دا قنديل هيظبطكوا.
الجريدة الرسمية