رئيس التحرير
عصام كامل

سرقة الأفلام.. أم سرقة حبل الغسيل (2)


نحن فى زمن نعانى فيه لصناعة الأفلام فى الظروف التقليدية بسبب الأزمات الاقتصادية والوضع السياسى الحالى.
فما بالك وما تصنعه يسرق منك ويهدر كل مليم صرفته فيه.. حسناً أنت تحب السينما وتحب أحمد حلمى وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وعادل إمام والكثيرين من النجوم.. ولكن عزيزى لا تجعلها علاقة حب من طرف واحد.. فإن أردت أن يكون هناك إنتاج سينمائى فى السنين القادمة ولا تتوقف عن مشاهدة أفلام من تحب.. عليك أن تساهم بأقل قدر وهو أن تشاهد الأفلام فى إطارها القانونى.. لا أن تسرق مجهود المئات من صناعها لتوفير ثمن تذكرة والاستنصاح لتوفير بضعة جنيهات.. والسرقة فى كل الأحوال سرقة.

قد أتعاطف معك إنك كنت محباً للسينما السويدية على سبيل المثال أو النرويجية أو الكورية وتضطرك الظروف أحياناً لتحميل فيلماً لن تراه فى دور العرض هنا ولن تجده فى محال الأفلام لأنها لا توزع عندنا ( وسأتوقف عن التعاطف يوم أن يختلف هذا الظرف ونرى تلك الأفلام فى دور العرض عندنا.. إن جاء هذا اليوم)، فأنت على الأقل تقوم بتلك السرقة فى مكان ليس بسوق يتربح منه صانع هذا الفيلم وحتى هذه اللحظة هو خارج حساباته التوزيعية.. لاتزال سرقة ولكن إطارها قد يكون مختلفاً.. أما سرقة فيلم مصرى يعتمد فى استمرارية وجوده عليك.. فهذا أمر آخر..
معلومتان سريعتان (على الماشى)
معظم الدول الأوربية الآن تمنع تحميل الميديا ( سمعية أو بصرية أو مكتوبة)، بشكل غير قانونى.. وتعاقب بالغرامة وبالحرمان من اشتراك الإنترنت لمدة عام كامل بمختلف وسائطه لأى شخص يثبت أنه فعل ذلك.. فى محاولة لحماية حقوق صناع تلك الأعمال (لا فقط الأفلام بل والكتب والأغانى إلخ …).
فى إحدى زياراتى للمغرب توقفت أمام أحد بائعى الأفلام وهم يملئون الشوارع هناك.. كنت أريد أن أشترى بعض الأفلام المغربية التى أرغب فى رؤيتها ( والمغرب مثلنا لا يوجد سوق فيها قانونى لأسطوانات أو لم يوجد حتى العام الماضى بعد أن افتتحت شركة فرنسية شهيرة فرعاً لها بكازابلانكا وأصبحت توزع الأفلام قانونياً فى المغرب).
قال لى البائع إنه يصعب أن أجد فيلماً مغربياً هنا لأن تلك الأفلام مقرصنة كلها ( ومنها كانت أفلام لم تعرض بعد فى السينما)، وأن مقرصنى الأفلام فى المغرب قلما يفعلون هذا فى فيلم مغربى، البعض يفعلون ذلك ولكنهم قلة.. فالأخرون يعرفون أن لهذا الفيلم حقوقا مباشرة فى بلدهم .. حس وطنى فى القرصنة أتمنى أن يكون لدينا الحد الأدنى منه..
عزيزى هاوى تحميل الأفلام من على الإنترنت.. تذكر فى المرة القادمة وأنت تشاهد فيلماً مازال فى السينما على جهازك .. أنك لا توفر بضعة جنيهات بل تغتال صناعة بأكملها ( وكفانا من يحاولون تدميرها بطرق أخرى).. وأن الفارق معدوم بين سارق تليفون وسارق فيلم وسارق حبل الغسيل الشهير جلجل بوند..

الجريدة الرسمية