رئيس التحرير
عصام كامل

عن انتخابات العراق ودلالاتها


انتهت الانتخابات العراقية بفوز كبير لائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس وزراء العراق الحالي نوري المالكي، رغم أن الجبهة المقابلة حشدت في وجهه كل الأسلحة التقليدية وغير التقليدية بمن فيها جوي عياد وشاهين!!


أحد أهم نتائج هذا الانتصار الانتخابي هو أن العراق ينهض من جديد بعد أن نجح المالكي في بلورة تحالف سياسي قوي عابر للطوائف يشكل عمودا فقاريا يضمن وحدة البلد ويجمع قواه السياسية المتنوعة والتي يراد لها أن تبقى مبعثرة، حول كيان قوي لا يلغي الأقل حجما بل يوفر له حاضنة وملاذا.

لقد نجح الكيان السياسي الذي شكله المالكي في تبديد الهواجس الطائفية الطبيعية للبعض ونقصد بها تلك النابعة من دوافع ذاتية وليست تلك التي تعبر عن رغبات دول بعينها تريد عراقا ضعيفا مفككا لا يمكن له القيام بأي دور إقليمي.

ولأن الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 كان البوابة التي دخلت منها التنظيمات الإرهابية الوهابية للساحة السياسية تحت ذريعة مقاومة الاحتلال قبل أن تنكشف الطبيعة الطائفية الخالصة لهذه التنظيمات وأنها تهدف لإقصاء طائفة بعينها لا أكثر ولا أقل وأن التناقض بينها وبين الأمريكي والصهيوني هو تناقض ثانوي والدليل على ذلك أن دعمها المالي يأتي من المحور الموالي للغرب، أضف إلى ذلك أنهم يستلمون الآن أحدث الأسلحة المضادة للدروع والطيران من أمريكا التي زعموا ذات يوم أنهم دخلوا العراق لطردها منه.

هاهو المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي انطلق من العراق، القاضي بتقسيم المنطقة طائفيا إلى قسمين قسم يعادي إيران وقوى المقاومة وقسم متحالف مع الغرب، يتلقى ضربة سياسية قاصمة وهي أكثر أهمية من الضربات العسكرية التي تتلقاها هذه التنظيمات في الأنبار وغيرها من المناطق.

هاهو العراق الجديد يستعيد قواه المنهكة ويلملم ما تشعث منها وهو ما يمهد لعودة قوية إلى الساحة العربية والدولية بعد الهزيمة الكاملة لتنظيمات الإرهاب المدعومة إقليميا ودوليا. العراق ليس بلدا نفطيا وحسب فهو بلد حضارة إسلامية عريقة يمكن له أن يكون قويا ومقتدرا وفاعلا في محيطه شرط أن ينجح في ضمان وحدته واستقراره ولا شك أن هذا ذو فائدة كبرى لخير المنطقة بأسرها.

أما ما يثير السخرية والاستهزاء فهو أن البعض حاول نقل خبراته في إسقاط مرسي للعراق عبر جوي وشاهين ونحن ننصحهما بالاهتمام بشأنهما وتدعيم جبهتهما الداخلية المرشحة بقوة لانتقال تنظيمات الخراب والإرهاب إليها بعد إقفال الساحة العراقية في وجوههما وهزيمتهما النهائية في سوريا وهو ما لا نراه بعيدا.
الجريدة الرسمية