رئيس التحرير
عصام كامل

لن ننسى للسيسي ذلك أبدا!!


كنا في نوفمبر من العام قبل الماضي نتساءل: هل طلب محمد مرسي من الجيش أن يجري الحوار الوطني مع القوى الوطنية التي رفضت جميعا الحوار معه هو؟ وخصوصا أن الكل تسابق للمشاركة فيها وفي المقدمة جبهة الإنقاذ؟ إلا أن إلغاء الحوار فجأة وبتعليمات خلفية من خيرت الشاطر دفع إلى اتجاه واحد ومؤكد وهو: المبادرة بالدعوه للحوار جاءت من الجيش وحده.. دون إذن من أحد.. ودون موافقة من أحد.. وهو ما جعل الشاطر يسارع بإلغائها بعد أن وافق عليها مرسي خوفا من استعادة المصريين لجيشهم إلى المشهد العام في مصر المحتقن والمتأزم إلى نهايته وقتها..


وقبل أن نفهم سر شجاعة القوات المسلحة وكيف تفعل ذلك وكيف يتحمل وزيرها الجديد الذي لم يهنأ بالمنصب بعد وأمامه تجربة إقالة طنطاوي وعنان التابعين لذلك.. إلا أننا نفاجأ به ومعه رئيس الأركان وقتها الفريق صدقي صبحي يتبادلان الشجاعة..أحدهما يقول " لن نفرط في حلايب وشلاتين "..والآخر " سنهدم الأنفاق مع غزة"..فيقول الأول " لن نسمح ببيع أراض في سيناء لغير المصريين " ويقول الآخر إن" الجيش لن يسمح بما يمس الأمن القومي عند تنفيذ مشروع قناة السويس " فيقول الأول " إن الجيش لا ينتمي إلى أي فصيل سياسي ويقف على الحياد في كل ما يجري " فيرد الآخر " إن استدعانا الشعب سنكون عنده بعد ثوان " !!!

كانت كل المواقف السابقة تقول إن شيئا ما يجري في القمة...فكل التصريحات والمواقف تخالف مواقف وتصريحات الرئيس.. ولا يمكن أن يستمر الحال كذلك بين القائد الأعلى والقائد العام إلا أن كان ما يجري توزيعا للأدوار.. والأيام تثبت عكس ذلك.. فالشكوى من حماس لاستمرار هدم الأنفاق مستمرة.. ومرسي يلتقي قيادات حماس كل يوم حتى أنه أدخل خالد مشعل للقطاع لأول مرة في حياته..وصارت العلاقات مع إسرائيل في عهده على أروع ما يكون..

فجأة وجدنا حركة تمرد تنتشر في كل مصر..وبنشاط بالغ..واتهامات من قادة الإخوان بدعم بعض المؤسسات لها ثم هجوم مباشر من "أبو العلا ماضي" على جهاز المخابرات نقلا عن مرسي!! وأدرك الجميع أن شيئا يلوح في الأفق بات جليا عندما أعلنت القوات المسلحة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء الانهيار الحاصل في البلاد..ثم إعلانها صراحة أنها لن تدخل في 30 يونيو لمصلحة أحد فكان إعلانا صريحا مباشرة عن تخليها عن مرسي وفهم الناس الرسالة.. ونزل الملايين إلى الشوارع وكان السيسي والجيش قد نشرا قوات كبيرة في كل أرجاء مصر وعلى الحدود انتظارا لحصار مرسي وإسقاطه..

غدا الجزء الثاني من مشاهد لن ينساها التاريخ للجيش وللسيسي ولن ينساها شعب مصر أبدا!!
الجريدة الرسمية