《رَهَف》جديد محمود رمضان
رَهَف
وجه قمري مضيء بجينات من حضارات الخليج والجزيرة العربية والشرق...
تتطاير نسمات هواء أمواج الخليج وهفوف الصحاري في ثنايا شعرها برقة ودلال...
طيبها أزكى من رياحين السند والهند والمسك ودهن العود والعنبر...
إنها رَهَف...
عقيق ومرمر..
قطعة جوهر...
في بلاد العرب يتحاشى البعض أن يتحدث باللغة العربية في بعض الأحيان لتعدد الثقافات الوافدة... لكن وجدت قلبي يهفو إليها بلغة عربية تتراقص حروفها العذبة وألفاظها المتأنقة في مشهد بلاغي راق...
كما لو كنت أتحدث بهذه اللغة للمرة الأولى...
كطفل ينطق أحبك ويرددها في زهو وبهاء...
تنظر إلى بعيون براقة واسعة لامعة وبالسمار تحتشد...
يعلوهما فارسان - هدبان - ممشوقان بسيوفهما كأنهما يحرسان جوهرتان تتلألأ ببريق ودهاء في رقصة بعرضة عربية خليجية في ليلة زفاف أسطورية..
ليس لها مثيل...
وفستانها أسود جميل، نادرا ما ترتديه أنثى تعمل في فندق تزيد عدد نجومه عن أصابع اليد الواحدة...
من هنا يبدأ المشهد الخيالي...
رَهَف: صباح الخير...مصري...!
العاشق: نعم...
رَهَف: هلا.. مرحبتين...حياك الله... حياك الله...
العاشق: لي حجز بغرفة لديكم...
رَهَف: أعلم...
غرفتك في الأدوار العليا...
العاشق: زين...
رَهَف: أنت محظوظ.. غرفتك في الجانب الأيسر من الفندق...
تسكن فيها حيث الهدوء والراحة والبحر...
العاشق: هل أنت متأكدة أنها في الجانب الأيسر ؟!
رَهَف: كيف ذاك وأنت من سكن وجداني...
ومكانك حيث تكون الروح والقلب من الجسد...
العاشق: ربي يسعد قلبك يارب...
العاشق: هكذا أهل الحضارات يجيدون التحدث بلغة يفهمونها فيما بينهم وإن صمتوا بدون كلام...
اختصرت أزمنة من عمر تلك الحضارات في برهة مرت كلمح البصر...
أحسست أننا في مشهد من حكايات وقصص العشق في التاريخ المصري القديم والعربي وحضارات دلمون وتايلوس وماجان وملوخا وأوال وكاظمة وهيلي وحضرموت وتاريخ بلاد الرافدين وفارس والهند والصين وأوروبا ولكنه بلغة عصرية عظيمة في غرامها ونبضها اللغوي الحي المتألق حبا وهياما...
العاشق: هل من الممكن مفتاح الغرفة...
ابتسمت رَهَف ابتسامة مذهلة التقطت معها ألف صورة وصورة لكل كياني...
رَهَف: أنت أخذته ودشيت - دخلت- الحشا...
رَهَف: لن تظهر - لن تخرج منه- للأبد...
رَهَف !
جوهرة عربية
عشق أسطوري
نبض من تاريخ حضاري
قصة غرام أبدية
زهرة برية
خليجية
والعاشق...
قلب مصري بجبين فرعوني محب تعلق بلؤلؤة من لآليء الخليج الثمين النادر.