هذا بحري أنا
هذا بحري أنا
الهواء والماء والرمل والصخر
والشعب المرجانية والنهر ملك لنا
من عصر مينا
من سبعة آلاف سنة
هنا
مَرسى مراكبي وسفني
هنا
ختم الفرعون تقليدا للنصر
هناك وهنا
بل أبعد من هنا
هناك
حدود مملكتي (وطني)
في الشرق
وفي الغرب
وفي الجنوب
وفي الشمال
وهنا
في البحر
وفي البر
وفي السما
هناك وهنا
أرسى قواعد الملك فراعنة (مصريون)
كانوا في الدهاء والعلم والطب والسياسة والحكم والحكمة
أبعد ألف مرة مننا
إلى هنا
أليست المياه مياه بحرنا؟!
أليس اللون معبرا عن تضحياتنا؟!
أم نسى التاريخ عبور الفراعنة وانتصاراتهم
هناك وهنا
دحروا الأعداء في الممالك خارج حدود مملكتنا (وطننا)
هناك
حتى حدود بلاد الرافدين ومنابع النيل
والمحيطات والأرض المباركة
والأرض السعيدة والأرض البعيدة
وكل من لاح برأسه أو فكر يوما في غزونا
بجيش أو بفكر أو بمعتقد
هنا
نقش الفراعنة ملوك مصر صورهم وتقدسوا
هناك
ورسومهم وتماثيلهم إقرار بموطن مملكتي (وطني) بل حدود مصرنا
هنا
أرض مصر بجبالها وبحارها ونهرها وجزرها مقدسة
فرحة بقدوم الأنبياء ( عليهم السلام ) لأرض سيناء
ونظرات عيونهم ترنو للبحر والصلاة
هنا
والرحلة المباركة والعائلة المقدسة
تشهد
هنا
أسألوا: كيف عبروا من حملوا رسالة الحق إلى هنا (وطننا)
أرض مصر منذ ألف وأربعمائة وعشرين سنة
هناك وهنا
هل قيل لهم أين هوياتكم ؟!
أو
ارجعوا !
إنها جزر لأناس غير مصرنا !
هنا
مرحبا.. لقد دخلوا أرضنا
وعبروا بحرنا
واكلوا من طعامنا
وتنفسوا هواء مصرنا
هنا
لأن فكر المصريين كان يتوق للمحبة والود والسلام والتوحيد وعشق نبينا
هنا
طرق الحجيج والكسوة المشرفة والصرة والمحمل خرج من مصرنا
هناك وهنا
حدودك يا مصر
على مر العصور وشن الحروب
منذ أن كانت الانتصارات بالسيف أو النشاب أو القنا
محرقة لأي معتد أو آثم
وأي هجوم دون فرق بين جنس أو عرق أو لون أو دين أو حتى لغتنا
ووصلنا إلى هنا
في العصر الحديث
حمل لواء الذود عن حدود مملكتي (وطني)
مصريون في تجريدات مجهزة
وكل قادة ومن حمل شرف الدفاع عن مصرنا
هناك وهنا
كانت حدود مملكتنا (وطننا) في كل الأرجاء
يشار إليها بالبنان والعلم والاحترام والتقدير والثناء
لمن هناك ولمن هنا
لم تكن حدود مصر يوما محصورة
بين شطي بحر أو نيل أو خليج أو قناتنا
هناك
المتوسط ينطق بعبور سفننا
وأوقافنا في الجزر شمالا شاهدا ودليلا على وجودنا
هناك
والغرب ليس غريبا عننا
بل
النقوش والتاريخ واللغة واللهجة المصرية والرمل يكتب انتصاراتنا
هنا
للتاريخ حكم وقناعة
وقناعتي.. أرضي.. جزري
وفداها كل شيء هنا أو غير هنا
هنا
في القلب غصة ومرارة في الحلق كأننا فقدنا الضنى
أثق فيك وبك والتاريخ والشرف نبراسك في العلا
لكن
لا أسلم فكري وتاريخي ومعتقدي وأرضي وجزري وصخري ومياهي وسمائي والنهر والهرم.. بل مستقبلي
هنا
منحكم وطني فخرا وعزة أن تديروا شئونه
ورايته خفاقة بكل شموخ وعدل وقمم
والقرار الصائب باستشارة أهل العلم والفكر والتاريخ والجغرافيا والآثار والوثائق
وكل دليل على وجودنا وأرضنا والثرى
هنا
تعاليم الدين السمح تقول:
أنت ومالك لأبيك
ليس لأي أب غير آبائنا
هناك وهنا
مرحبا بالصداقة والأخوة والمحبة والنماء والمستقبل الباهر لهم أولا ثم لنا
ولكن
على أرض مملكتي (وطني).. تصبح بشروطي أنا
هنا
هل يطلب الضيف إكرامه
ويحدد هديته من أملاكنا؟
لمن هناك ولمن هنا
إكرام الضيف واجب ومن طيب الشيم
ومن الأصول ومن السنن
هنا.. هنا
من يبتعد عن مصر يوما يعرف قدرها
يتذوق المر..
يبكي ويتوق لسماع صوت قطرة مياه أو حركة حبة رمل أو زقزفة عصفور في عشه ولحظة هناء
هنا
المَرسى
هنا
ولمن هناك ولمن هنا
هل لي بسؤال؟!
أين تقع جزري من خريطة شرايين مصر وأهلها؟!
أجب!!
تقع في شرق تدفق الحياة في القلب نحو أورطي المضيق والعقبة
و(العاقبة) لمن يعتدي
أجب!!
تقع في لب الفؤاد قبل أن يمتد ذراعا مصر شمالا ويوصلا المياه والحياة للإنسانية ولنا
لمن هناك.. هناك
ولمن هنا.. هنا
هذه جزري
هذه حدود مصرنا
وهذا بحري أنا
هنا
صمت.. سكوت
اسمعوا
لا تتعجلوا في الحكم
تمهلوا
اصبروا
بهدوء
وروية
وعلم
وكل مفردات الصبر والعدل
بل
التاريخ اقرءوا
هنا وألف مرة هنا
لحظة..
لحظة
لا تخرجوا القلب من الحشا
وهذه برهة من الزمن
ألقي سلاما على شعبي ومرجاني
ونفطي وغازي ومياهي وصخري وكل الجسور وان بنوا
فالفراق صعب
كخروج الروح في عز الشباب
أو
موت الفجاءة لغلام رزق الله والديه به في الكهولة ولن يعودا للصبا
لمن هناك.. هناك
ولمن هنا.. هنا
هذه جزري
هذه حدود مصرنا
وهذا بحري أنا