بالوثائق.. أمريكا تختلق عمليات إرهابية لضرب كوبا وفيتنام
«دوى انفجار.. اختطاف طائرة أمريكية.. انفجار بصاروخ فضائي.. لافتات داعية لمكافحة الإرهاب.. كلمة لرئيس أمريكى عن حرب ضد دولة تتبنى الإرهاب»، هذه المشاهد ليست تخيلية لكنها حقائق كشفتها وثائق المخابرات الأمريكية المفرج عنها عام 1997.
بعد رفع السرية عن 500 صفحة من وثائق «عملية نورث وودز» فضحت هذه الأوراق وسائل صنع الإرهاب على أرض الولايات الأمريكية نفسها وضد مواطنيها وإلصاقه بدولة معادية لها لتبرير دخولها إلى أراضى هذه الدولة.
خلال ستينيات القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة تستعد للحرب مع كوبا، حينها كان لابد من دعم وتأييد شعبيين، فبدأت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بالإعداد لما يعرف بعملية (نورث وودز)، التي تستهدف اغتيال الزعيم الكوبى فيديل كاسترو أو الإطاحة بنظامه عن طريق تنظيم عمليات إرهابية تجر إدارة كينيدى إلى حرب مع كوبا.
الخطة الأمريكية حملت عنوان «تبرير تدخل عسكري في كوبا» وتمت من خلال تدبير عمليات إرهابية ضد الولايات المتحدة نفسها، ثم إلقاء المسئولية على عاتق كوبا ورئيسها، والبدء في إعداد الرأى العام العالمى وفى الولايات المتحدة لهذا الأمر بتصوير الحكومة الكوبية على أنها متهورة غير مسئولة، وتمثل خطرًا إرهابيًا على السلام في العالم الغربي، وجاء في الوثيقة عدد من الاقتراحات الخاصة بأحداث يمكن تدبيرها من أجل تبرير التدخل العسكري:
«المقترح الأول»:
تنسيق أحداث عدة تقع عند القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو بكوبا، وتشمل إشعال الحرائق، وتفجير مستودعات للذخيرة داخل القاعدة، ونسف طائرات في مطارها، وتخريب سفينة في الميناء، وإغراق أخرى قرب مدخله، ثم إلصاق التهمة بالنظام الكوبي.
المذكرة قالت نصًا: «ستسهم قوائم أسماء القتلى والجرحى عند نشرها في إثارة موجة من الغضب الشعبي».
«المقترح الثاني»:
تدبير حملة من الهجمات الإرهابية في منطقة ميامى وغيرها من مدن ولاية فلوريدا، بل في العاصمة واشنطن تنسب إلى النظام الشيوعى في كوبا، وكذلك اغتيالات عدة لشخصيات كوبية مقيمة في الولايات المتحدة من المعارضين لنظام كاسترو.
«المقترح الثالث»:
تفجير قنابل بلاستيكية عدة في أماكن نختارها بعناية، ثم يتم القبض على مَن سنصفُهم بعملاء لكوبا، مع نشر وثائق معدة سلفًا توحى بمسئوليتهم.
«المقترح الرابع»:
تدبير محاولات عدة لاختطاف طائرات مدنية أمريكية، وإسقاط طائرة أمريكية مستأجرة في المجال الجوى الكوبي.
«المقترح الخامس»:
العمل على إغراق سفينة في الخليج، وإقامة جنازات للضحايا المزيفين، ومن الممكن ترتيب حادثة تبعث ذكرى سفينة الماين (وهى سفينة تم إرسالها لحماية المصالح الأمريكية بعد اندلاع الثورة الكوبية ضد الاحتلال الإسبانى عام 1898 وغرقت السفينة دون سبب معروف وقتل معظم طاقمها)، وهى من الحوادث المؤثرة في الضمير الأمريكى الوطني.
على سبيل المثال يتم تفجير سفينة أمريكية في خليج جوانتانامو وإلقاء اللوم على كوبا، وسيعمل على نشر قوائم الضحايا في الصحف الأمريكية على توليد موجة تساعد على زيادة مستوى الإدانة إقليميًا، ومن الممكن أن نعمل على إنشاء حملة إرهابية كوبية تنشط في منطقة ميامي، ومدن فلوريدا الأخرى وحتى في واشنطن.
وثائق «عملية نورث وودز» وضعتها نخبة أمريكية، تتضمن قتل جنود أمريكيين، وورد فيها نصًا: «قد نعمل على تفجير سفينة أمريكية في خليج جوانتانامو ونلقى باللائمة على كوبا.. إن قوائم الضحايا على الصحف والجرائد الأمريكية ستساعد على تشكيل موجة من الإدانة العالمية».
صحيح أن الرئيس الأمريكى جون كينيدى ووزير دفاعه روبرت ماكنمارا، رفضا الخطة وقتها، ولكنها عكست كيف تفكر الإدارة الأمريكية لتحقيق أهدافها، وهو ما أثار موجة من الغضب العارم في أمريكا بعد الإعلان عن هذه الوثائق.
الكاتب الأمريكى جيمس بامفورد أكد بدوره في مقال له بـ«إى بى سى نيوز» أن هيئة القيادة المشتركة للجيش الأمريكى رسمت ثم اعتمدت أسوأ خطة وضعتها حكومة أمريكية حتى اليوم لضرب كوبا.
كتاب «مجموعة أسرار» لـ«بامفورد» أثار ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية وقتها، متحدثًا عن عمليات إرهابية نفذها الجيش الأمريكى وألصقت بآخرين، ومنها عمليات نفذت في العام 1964 تحت عنوان (غابات الشمال – أو نورثوودز) لحشد تأييد الرأى العام الأمريكى عن طريق القيام بأعمال إرهابية منظمة تتولى تنفيذها قيادة الأركان الأمريكية بحيث تبدو وكأنها عمليات إرهابية ضد مصالح الشعب الأمريكي.
وتضمنت الخطة إلى جانب الاقتراحات السابقة، اختيار مجموعة من الكوبيين الموالين لأمريكا وتوجيههم لارتداء الملابس العسكرية الكوبية والقيام بالتظاهر أمام إحدى القواعد الأمريكية في البحر الكاريبي، وإشعال الحرائق في القاعدة واختطاف سفينة حربية وتدميرها، ويمضى التقرير مقترحًا تدمير بعض السفن الأمريكية الأخرى، وإلقاء التهمة على كوبا.
ويظهر الكتاب أن هناك تشابها كاملا بين الخطة الأمريكية التي وضعت لغزو كوبا وبين الخطة التي اعتمدت لتبرير احتلال أفغانستان عام 2001 تحت شعار محاربة الإرهاب، ثم ضرب العراق تحت شعار (الحرب الوقائية) وإحداث تغيير قسرى في المنطقة لأن مجتمعاتها متهمة بأنها تحتضن التطرف وغير ذلك.
الكاتب الأمريكى أظهر كذلك تماثلا في غزو أفغانستان وأحداث كوبا التي تم إخفاء معظم وثائقها، خصوصًا تلك التي تشهد أن الجيش الأمريكى له مصلحة في حدوث هذه العمليات، مشيرًا إلى أنه من غير المعقول أن يحدث هجوم 11 سبتمبر، الذي دام أكثر من ساعة ونصف على العاصمة الأمريكية وأكبر مدن أمريكا دون أن يتحرك الجيش الأمريكي، وهذا ما دعا مرشح الرئاسة الأمريكى السابق (لندن لاروس) للقول إنه ليس من الممكن أن تتم أحداث 11 سبتمبر دون تعاون بعض الجهات الأمنية والعسكرية داخل أمريكا.
ومثلما حدث في كوبا، تحدثت وثائق حرب فيتنام عن أمور مشابهة، ففى عام 1971 نشرت صحيفة نيويورك تايمز مجموعة من الوثائق الأمريكية العسكرية السرية حول حرب فيتنام، وتدخلت إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون آنذاك لوقف عملية النشر، إلا أن مجلس القضاء الأعلى سمح للصحيفة بمواصلة نشر تلك الوثائق تحت عنوان: «أوراق البنتاجون».
كان دانيال ايلسبرج أحد الخبراء في البنتاجون الذين عملوا على وضع تلك الأوراق، هو من سربها إلى الصحيفة الأمريكية في صحوة لضميره ورغبة منه في وقف الحرب، ويعترف فيها أنه بناء على طلب القيادة العسكرية والسياسية في وزارة الدفاع، عكف في عام 1965 على إعداد مجموعة من القصص التي تتهم الفيتناميين بارتكاب المجازر من أجل تبرير استخدام أسلحة مدمرة ضدهم.
واعترف أيضًا أن كل القصص التي أعدها وروجتها وسائل الإعلام الأمريكية لم تكن صحيحة وكانت من صنع مخيلته فقط، استنادًا إلى تلك المجازر الوهمية ردت القوات الأمريكية بارتكاب سلسلة من المجازر الحقيقية فكان من نتيجة عمله تضليل الرأى العام الأمريكى والعالمى من جهة، وتغطية الجرائم الجماعية المرعبة التي ارتكبتها القوات الأمريكية من جهة أخرى.
ومن ضمن الوثائق التي سربها أيضا، اعترافات لوزير الدفاع الأمريكى في ذلك الوقت روبرت مكنمارا، رددها وهو في طريق عودته إلى واشنطن بعد تفقد القوات الأمريكية في فيتنام الجنوبية، قال فيها إن الوضع على الأرض أسوأ وأخطر مما يبدو لنا، مع ذلك فما إن حطت طائرته في القاعدة العسكرية بواشنطن حتى قال: «إننا نحقق تقدمًا كبيرًا في كل ميدان من ميادين القتال».
عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز «أوراق البنتاجون» اتهم ايلسبرج وحوكم قضائيَا عام 1973 وعندما غرقت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت في وحول الفضائح السياسية والعسكرية حول حرب فيتنام تحول الرجل إلى بطل وطنى يعمل على تسريع وضع نهاية للحرب.
تدبير حملة من الهجمات الإرهابية في منطقة ميامى وغيرها من مدن ولاية فلوريدا، بل في العاصمة واشنطن تنسب إلى النظام الشيوعى في كوبا، وكذلك اغتيالات عدة لشخصيات كوبية مقيمة في الولايات المتحدة من المعارضين لنظام كاسترو.
«المقترح الثالث»:
تفجير قنابل بلاستيكية عدة في أماكن نختارها بعناية، ثم يتم القبض على مَن سنصفُهم بعملاء لكوبا، مع نشر وثائق معدة سلفًا توحى بمسئوليتهم.
«المقترح الرابع»:
تدبير محاولات عدة لاختطاف طائرات مدنية أمريكية، وإسقاط طائرة أمريكية مستأجرة في المجال الجوى الكوبي.
«المقترح الخامس»:
العمل على إغراق سفينة في الخليج، وإقامة جنازات للضحايا المزيفين، ومن الممكن ترتيب حادثة تبعث ذكرى سفينة الماين (وهى سفينة تم إرسالها لحماية المصالح الأمريكية بعد اندلاع الثورة الكوبية ضد الاحتلال الإسبانى عام 1898 وغرقت السفينة دون سبب معروف وقتل معظم طاقمها)، وهى من الحوادث المؤثرة في الضمير الأمريكى الوطني.
على سبيل المثال يتم تفجير سفينة أمريكية في خليج جوانتانامو وإلقاء اللوم على كوبا، وسيعمل على نشر قوائم الضحايا في الصحف الأمريكية على توليد موجة تساعد على زيادة مستوى الإدانة إقليميًا، ومن الممكن أن نعمل على إنشاء حملة إرهابية كوبية تنشط في منطقة ميامي، ومدن فلوريدا الأخرى وحتى في واشنطن.
وثائق «عملية نورث وودز» وضعتها نخبة أمريكية، تتضمن قتل جنود أمريكيين، وورد فيها نصًا: «قد نعمل على تفجير سفينة أمريكية في خليج جوانتانامو ونلقى باللائمة على كوبا.. إن قوائم الضحايا على الصحف والجرائد الأمريكية ستساعد على تشكيل موجة من الإدانة العالمية».
صحيح أن الرئيس الأمريكى جون كينيدى ووزير دفاعه روبرت ماكنمارا، رفضا الخطة وقتها، ولكنها عكست كيف تفكر الإدارة الأمريكية لتحقيق أهدافها، وهو ما أثار موجة من الغضب العارم في أمريكا بعد الإعلان عن هذه الوثائق.
الكاتب الأمريكى جيمس بامفورد أكد بدوره في مقال له بـ«إى بى سى نيوز» أن هيئة القيادة المشتركة للجيش الأمريكى رسمت ثم اعتمدت أسوأ خطة وضعتها حكومة أمريكية حتى اليوم لضرب كوبا.
كتاب «مجموعة أسرار» لـ«بامفورد» أثار ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية وقتها، متحدثًا عن عمليات إرهابية نفذها الجيش الأمريكى وألصقت بآخرين، ومنها عمليات نفذت في العام 1964 تحت عنوان (غابات الشمال – أو نورثوودز) لحشد تأييد الرأى العام الأمريكى عن طريق القيام بأعمال إرهابية منظمة تتولى تنفيذها قيادة الأركان الأمريكية بحيث تبدو وكأنها عمليات إرهابية ضد مصالح الشعب الأمريكي.
وتضمنت الخطة إلى جانب الاقتراحات السابقة، اختيار مجموعة من الكوبيين الموالين لأمريكا وتوجيههم لارتداء الملابس العسكرية الكوبية والقيام بالتظاهر أمام إحدى القواعد الأمريكية في البحر الكاريبي، وإشعال الحرائق في القاعدة واختطاف سفينة حربية وتدميرها، ويمضى التقرير مقترحًا تدمير بعض السفن الأمريكية الأخرى، وإلقاء التهمة على كوبا.
ويظهر الكتاب أن هناك تشابها كاملا بين الخطة الأمريكية التي وضعت لغزو كوبا وبين الخطة التي اعتمدت لتبرير احتلال أفغانستان عام 2001 تحت شعار محاربة الإرهاب، ثم ضرب العراق تحت شعار (الحرب الوقائية) وإحداث تغيير قسرى في المنطقة لأن مجتمعاتها متهمة بأنها تحتضن التطرف وغير ذلك.
الكاتب الأمريكى أظهر كذلك تماثلا في غزو أفغانستان وأحداث كوبا التي تم إخفاء معظم وثائقها، خصوصًا تلك التي تشهد أن الجيش الأمريكى له مصلحة في حدوث هذه العمليات، مشيرًا إلى أنه من غير المعقول أن يحدث هجوم 11 سبتمبر، الذي دام أكثر من ساعة ونصف على العاصمة الأمريكية وأكبر مدن أمريكا دون أن يتحرك الجيش الأمريكي، وهذا ما دعا مرشح الرئاسة الأمريكى السابق (لندن لاروس) للقول إنه ليس من الممكن أن تتم أحداث 11 سبتمبر دون تعاون بعض الجهات الأمنية والعسكرية داخل أمريكا.
ومثلما حدث في كوبا، تحدثت وثائق حرب فيتنام عن أمور مشابهة، ففى عام 1971 نشرت صحيفة نيويورك تايمز مجموعة من الوثائق الأمريكية العسكرية السرية حول حرب فيتنام، وتدخلت إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون آنذاك لوقف عملية النشر، إلا أن مجلس القضاء الأعلى سمح للصحيفة بمواصلة نشر تلك الوثائق تحت عنوان: «أوراق البنتاجون».
كان دانيال ايلسبرج أحد الخبراء في البنتاجون الذين عملوا على وضع تلك الأوراق، هو من سربها إلى الصحيفة الأمريكية في صحوة لضميره ورغبة منه في وقف الحرب، ويعترف فيها أنه بناء على طلب القيادة العسكرية والسياسية في وزارة الدفاع، عكف في عام 1965 على إعداد مجموعة من القصص التي تتهم الفيتناميين بارتكاب المجازر من أجل تبرير استخدام أسلحة مدمرة ضدهم.
واعترف أيضًا أن كل القصص التي أعدها وروجتها وسائل الإعلام الأمريكية لم تكن صحيحة وكانت من صنع مخيلته فقط، استنادًا إلى تلك المجازر الوهمية ردت القوات الأمريكية بارتكاب سلسلة من المجازر الحقيقية فكان من نتيجة عمله تضليل الرأى العام الأمريكى والعالمى من جهة، وتغطية الجرائم الجماعية المرعبة التي ارتكبتها القوات الأمريكية من جهة أخرى.
ومن ضمن الوثائق التي سربها أيضا، اعترافات لوزير الدفاع الأمريكى في ذلك الوقت روبرت مكنمارا، رددها وهو في طريق عودته إلى واشنطن بعد تفقد القوات الأمريكية في فيتنام الجنوبية، قال فيها إن الوضع على الأرض أسوأ وأخطر مما يبدو لنا، مع ذلك فما إن حطت طائرته في القاعدة العسكرية بواشنطن حتى قال: «إننا نحقق تقدمًا كبيرًا في كل ميدان من ميادين القتال».
عندما نشرت صحيفة نيويورك تايمز «أوراق البنتاجون» اتهم ايلسبرج وحوكم قضائيَا عام 1973 وعندما غرقت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت في وحول الفضائح السياسية والعسكرية حول حرب فيتنام تحول الرجل إلى بطل وطنى يعمل على تسريع وضع نهاية للحرب.
