بالصور.. صالون "عاوز أتغير": بالفن والإعلام الإنساني يتغير مستقبل الأمم
"الإعلام" ذلك المصطلح الفضفاض، الذي استخدمه البعض لإثبات وجهة نظرهم والجور على آراء الآخرين، فغضوا البصر وأغلقوا الآذان وكمموا الأفواه، وأخضعوه لمنطق التسييس، متجاوزين الهدف الرئيسي لهذه البوابة المعرفية، فجنبوها عنصر "الحيادية".
تؤكد هبة سامي، محاضر وكاتب في علوم التغيير والعلاقات الإنسانية والتنمية الذاتية، ومؤسس صالون "عاوز أتغير"، والذي أقيم مساء أمس في التحرير لاونج، دور الإعلام الحيادي والفن الهادف في تغيير مستقبل الأمم ودعم الإنسانية، دون النظر للون أو عرق أو دين أو جنسية، فالإعلام الحيادي بمثابة معلم ينير الطريق، ويترك الاختيار للمشاهد.
كما أكدت الإعلامية إيمان رياض، خلال الموسم الخامس لصالون "عاوز أتغير"، الحاجة الماسة لتعلم ثقافة الاعتذار عن الخطأ وأنه لا يعني ضعفا أو انكسارا، بل هو قمة القوة، فضلا عن احترام ثقافة الاختلاف، مؤكدة أنها لا تشترط أن يصل الطرفان إلى اتفاق، فيمكن أن ينصرف كل فريق وهو على قناعة بأفكاره، ويبقى الاحترام سيد الموقف.
في ظل وجود إعلام موجه، أصبح على المشاهد أن يبني معرفته على ثلاثة مبادئ، "النقل" فيقرأ ويسمع، "العقل" يفكر بعقله في كل ما يعرض عليه، ثم يستفيد من تجارب الآخرين ولا يدير لها ظهره، فالشعوب العربية ينقصها أن تنظر لحالها من الداخل، وتعي أن تغيير الإنسان يبدأ من انتقاده لذاته قبل انتقاده للآخرين.
من جانبها عبرت الإعلامية العراقية، شيماء عماد، عن أسفها لما أصاب الثوابت العقلية من زعزعة، حينما تخلى أغلب الإعلاميين، عن الرسالة الحقيقية، وأخذوا على عاتقهم مسئولية تزييف الحقائق، والتلاعب بأحلام الشعوب، بدليل ما حدث على أرض العراق، فالمواطن البسيط قد يدرك مدى هذا التزييف فهو يتعامل مع العراقي من منطلق المواطنة، إلا أن الإعلام الغربي نجح بجدارة في تزييف الواقع لأغراض سياسية بحتة.
ونادت "أوبرا وينفري العراق"، بالإيمان بـ"العنصرية العربية"، تلك التي لا تفرق بين شعب عربي وآخر، فإذا اجتمعت على قلب رجل واحد، تحت راية إعلام حيادي مستنير، فلابد أن تتصدى الشعوب العربية للهجمات الغربية، لتفسد المخططات التي تستهدف تقسيم الدول، وصولا لتقسيم الأمم.
وأكدت هبة سامي، قيمة "التأمل" فهو أساس البحث وراء الحقيقة، حتى يخرج الإنسان من تلك الدوائر المغلقة التي فرضتها بعض وسائل الإعلام بإحكام شديد، مؤكدة الدور الحقيقي للإعلام والفن في دعم الإنسانية، للتصدي للفرقة التي تسببت فيها السياسة، والتي أدت إلى اتهام الآخر في معتقداته وأهدافه، والتي وصلت إلى حد التكفير والتخوين.