نفاق «مفتي الفتنة».. «القرضاوي» في 2009: «الإخوان» خانت الأمة ويقودها «المتردية والنطيحة».. في 2013: «الإرهابية» أفضل من في مصر.. هاجم فكر «قطب
استخدم الدين في تحليل ثورة وتحريم أخرى، فالرجل الذي ألهب مشاعر الشعب المصري والتونسي والليبي والسوري بالدين ضد أنظمة الاستبداد ودعاهم للثورة، وقف أمام ثورة الشعب البحريني ووصفها بأنها «ثورة طائفية».. يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نموذج لـ«تاجر الدين» الذي يستخدم الدين لخدمة الحاكم الذي يعمل في بلاده، ولذلك فإن هجوم «القرضاوي» على ثورة 30 يونيو بعد أن دعم ثورة 25 يناير ليس غريبا.
«القرضاوي» الذي يستميت في الدفاع عن جماعة الإخوان «الإرهابية» حاليا ويتهم الإعلام بـ«شيطنتها»، هاجمها بشدة عام 2009، بل امتد هجومة إلى المنظر الأول للجماعة سيد قطب.
وقال «القرضاوي» في حديث له عام 2009، إن سيد قطب، انتمى إلى جماعة الإخوان في بداية الخمسينيات، مشيرا إلى أن «قطب» انضم لـ«الإخوان» بناء على رغبته واقتناعه بالجماعة، وأن التغير في أفكار «قطب» من الاعتدال إلى التكفير ظهر في كتاباته المتأخرة، خاصة تفسيره الشهير للقرآن في كتاب «في ظلال القرآن»، ونظرته للمجتمع في كتاب «معالم في الطريق» (المرجع الأول لجماعات التكفير والهجرة).
واستمر هجوم «القرضاوي» على أفكار سيد قطب خلال المرحلة الأخيرة من حياته، وقال، إنه لا يجوز تكفير أهل السنة إلا بـ«قواطع تدل على أن الإنسان مرق من الدين الإسلامي تماما»، مضيفا أن سبب تكفير «قطب» للمجتمع هو أن «كتاباته كتبها في السجن، وكان يرى أن الدولة بعدت عن الإسلام».
وأشار «القرضاوي» إلى أن سيد قطب كان من المعجبين بمؤسس الإخوان، حسن البنا، وكتب عنه مقاله بعنوان «حسن البنا وعبقرية البناء»، معبرًا فيها عن قدرات البناء التنظيمية في تأسيس الجماعة وتشكيل هياكلها التنظيمية.
وتابع: «لكن قطب لم ينقل عن فكر البنا مثلما نقل عن الشيخ أبو الأعلى المودودي، فقد تأثر قطب بالمودودي كثيرًا وأخذ عنه فكرة الحاكمية والجاهلية، ولكن قطب خرج في النهاية بنتائج عن تكفير المجتمع وجاهليته تختلف تماما عما قاله المودودي».
وفي نفس العام 2009، شن «القرضاوي» هجومًا على جماعة الإخوان، وقال إنها «خانت الدعوة والأمة كلها»، كما هاجم قيادات مكتب الإرشاد، واعتبر أن تحجيم دور الإصلاحيين داخل الجماعة وإبعادهم عنها «خيانة للدعوة وللجماعة وللأمة كلها، مضيفا: « بخسارة هذه العناصر الإصلاحية القوية لن يبقى في الجماعة إلا (المتردية والنطيحة وما أكل السبع) في إشارة لقيادات مكتب الإرشاد خيرت الشاطر ومحمد بديع ومهدي عاكف ومحمود عزت».
وأثارت تصريحات «القرضاوي» استياء قيادات مكتب الإرشاد، ما دفعت الدكتور محمود غزلان، القيادى البارز في الجماعة، للهجوم على «القرضاوي» بشراسة، وأصدر «غزلان» بيانًا سماه «رسالة مفتوحة إلى الدكتور القرضاوى»، وصف فيه رأي «القرضاوي» بأنه «مبني على أهواء بشرية، وإرضاء لأصحاب الشهوات من العلمانيين والمبغضين للإسلام»، كما اتهمه بإشعال نار الفتنة، موجها له رسالة: «إذا أردت أن تتدخل فليكن بالانحياز إلى المبادئ والقيم والأخلاق، والسعى لإطفاء نار الفتنة».
ووقف «القرضاوي» ضد ثورة 30 يونيو، من أجل جماعة الإخوان «الإرهابية» التي هاجمها من قبل، وحرض أنصار الجماعة ضد الجيش والشرطة، بل واستخدم الدين مرة أخرى لإقناع الشعب بأن 30 يونيو «انقلاب عسكري» إذ قال إن طاعة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مخالفة لشرع الله، كما دعا في فيديو شهير له تداوله نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» المسلمين في أندونسيا وبنجلاديش والسنغال وماليزيا ونيجريا وباكستان والهند والصومال والعراق وإيران وليبيا وتونس وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن، ليكونوا شهداء في مصر، من أجل إسقاط ثورة 30 يونيو، وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي للحكم، كما أفتى بوجوب تأييد مرسي وعدم مخالفته، ووصف الجماعة «الإرهابية» بأنهم «أفضل الناس».
كما كفر «القرضاوي» الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والرئيس السوري بشار الأسد، وأفتى بقتلهم، ما دفع العلماء إلى مهاجمته، وحملوه مسئولية مقتل القذافي.