القاهرة ترد على الخرطوم: حلايب «مصرية 100%» ولا حلول وسط.. سياسيون: تصريحات السودان حول ملكية المنطقة «كلام فارغ».. «جاد»: مخطط من «الإخوان».. و«عبد الجواد
أعادت تصريحات متبادلة بين مصر والسودان حول السيادة على منطقة «حلايب»، أجواء التوتر مجددًا بين القاهرة والخرطوم، بعد أن أكد كلا الجانبين أن المنطقة المتنازع عليها تتبعه بنسبة 100%.
وقال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الأزمة مع السودان حول حلايب وشلاتين «أمر مفروغ منه» لأن حلايب وشلاتين «مصرية 100%» ولا مجال للجدال حول ذلك الأمر.
وأضاف عبد العاطي، في مقابلة خاصة مع قناة «إم بي سي مصر» بثتها في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، أن حلايب وشلاتين هي أرض مصرية خالصة والدولة المصرية تمارس أعمال السيادة المصرية عليها، مؤكدا أن مصر لن تقبل بحلول وسط للأزمة مع السودان.
وأشار إلى أن الخارجية المصرية في الخرطوم تتواصل مع الجانب السوداني للتأكد من صحة تصريحات الوزير السوداني والذي زعم أن منطقة حلايب وشلاتين ملك للسودان.
يأتي ذلك تعليقا على تصريح وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية الرشيد هارون، أن هناك حوارا وتفاهمات بين القاهرة والخرطوم حول قضية منطقة حلايب الحدودية بين البلدين، زاعما أن «المنطقة سودانية 100%».
ونقلت صحيفة «آخر لحظة» الصادرة بالخرطوم الإثنين عن «هارون» قوله، خلال ندوة سياسية نظمها الاتحاد العام للطلاب السودانيين: «يوجد مقترح لجعل منطقة حلايب منطقة تكامل بين البلدين»، مضيفا أنه «في حال حدوث نزاع بين البلدين حول حلايب، فإن السودان سيلجأ إلى المجتمع الدولي لحسم الأمر بالتي هي أحسن».
من جانبه، اعتبر الدكتور عماد جاد، رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن ما جاء على لسان الوزير السوداني «كلام فارغ لا يؤخذ على محمل الجد»؛ لأن الحدود معروفة وواضحة ولا تقبل أي نقاش.
وأشار جاد، لـ«فيتو»، إلى أن الإدارة المصرية منحت السودان حق إداراة «حلايب» في السابق إلا أنها سحبت هذا التفويض عام 1995، مشيرا إلى أن المطامع السودانية في المنطقة تجددت بعد وعد الرئيس المعزول محمد مرسي، بإعادة مثلث حلايب إلى حاله قبل العام 1995 حسبما صرح مساعد الرئيس السوداني، موسى محمد أحمد، مايو الماضي.
ولفت إلى أن التنظيم الدولي للإخوان وراء إعادة الحديث حول مسالة «حلايب» في الفترة الحالية؛ إذ أن النظام الحاكم في السودان تابع لـ«الإخوان» ويعتقد أن التلويح بالتحكيم الدولي سوف يحقق له مكاسب.
فيما استنكر الدكتور وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة «الإنقاذ» تصريحات الوزير السوداني قائلا: «هذا الوزير وأمثاله عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ويخرسوا تماما»، وتابع: «من ساهموا في تقسيم بلادهم لا يجوز لهم الحديث حتى لا يلقنوا دروسا تفرض عليهم احترام أنفسهم».
واستبعد الدكتور جمال عبد الجواد، الرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وجود حوار وتفاهمات بين القاهرة والخرطوم حول قضية منطقة حلايب، مشيرا إلى أن الحديث المقترح جعل حلايب «منطقة تكامل» بين البلدين هو «أمر جيد» يتيح إقامة مشروعات اقتصادية مشتركة ولكن على أساس سيادة مصر على هذه المنطقة.
وعد تصريحات الوزير السوداني «سلوك عدائي»، مؤكدا أن السودان لايمكن أن يلجأ للتحكيم الدولي في هذه مثل الحالة؛ إذ أن التحكيم الدولي يتطلب موافقة الطرفين على التقاضي.