رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. بعد 8 سنوات متواصلة من الغيبوبة.. شارون يتحول إلى أشلاء إنسان..الأطباء: يصارع الموت وتوقعات بإعلان وفاته خلال ساعات.. يعاني فشلا في معظم أعضائه الحيوية. مجرم حرب نفذ مجزرة "صبرا وشتيلا"

فيتو

لا أحد يتذكر شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذي طغى وتجبر ونصب المشانق والمذابح لأبناء الشعب الفلسطيني واللبناني ودنس المسجد الأقصى عندما أخذته العزة بالإثم واقتحمه هو وجنوده واليوم نرى فيه قدرة الله في أخذ الطغاة الظالمين لقد تحول شارون إلى مومياء ترقد على سرير محاط بالأجهزة الطبية تخترق جسده، بعد دخوله في غيبوبة منذ 8 سنوات فلا هو حي ولا هو ميت.


وفي الساعات القليلة الماضية تواترت أنباء عن تدهور حالة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون بشكل كبير حيث أعلن مدير مستشفى تل هاشومير الإسرائيلية البروفسور زئيف روتشتاين أن شارون لا يزال في حالة حرجة وهو يصارع الموت، ولفت أن حالة شارون شهدت صعودا وهبوطا على مدى الأشهر القليلة الماضية وأن تدهورا خطيرا طرأ على أداء عدة أجهزة حيوية في جسمه خلال اليومين الأخيرين.

ويتوقع عدد من الأطباء الإسرائيليين المشرفين على حالة "أرئيل شارون" وفاته خلال الساعات القادمة، وأوضح الأطباء أن قرار إعلان وفاة شارون بات في جعبة عائلته بعد التدهور الخطير الذي طرأ على حالته الصحية.

" أرئيل شارون" وهو الاسم الذي يترجم من العبرية " أسد الرب" مازال غارقا في مستنقع غيبوبته التي عجزت المنظومة الطبية الإسرائيلية التي يصفها البعض بأنها رفيعة المستوى عن إخراجه منها منذ 8 سنوات وتحديدا يوم 4 يناير 2006 حين أصيب بجلطة دماغية سببت فقدانه الوعي ليدخل مستشفى هداسا عين كيرم بالقدس ليجري عدة عمليات جراحية لإعادته للحياة مرة أخرى من تلك الغيبوبة .
ولم تفلح، فنقل إلى مستشفى شيبا، ومنها إلى منزله مع وجود الرعاية الطبية، ولكن لم يستمر في منزله سوي 48 ساعة، وعاد إلى المستشفى مرة أخرى.

شارون يبلغ من العمر الآن 85 عاما، يعيش على أمل تعاطي عقار مدمر للجلطة الدماغية في مستشفى هداسا في تل أبيب، حيث اضطر الأطباء إلى استئصال أجزاء من أمعائه بعد إصابتها بالعفن والغرغرينا.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن "الأطباء في مستشفى (هداسا) الذي كان يرقد فيه شارون ذكروا أنه في غيبوبة كاملة، أدخلوه غرفة العمليات من أجل إجراء جراحة عاجلة لاستئصال أجزاء من أمعائه التي تعفنت من جراء إصابتها بالغرغرينا"؛ مشيرة إلى أنه مصاب بشلل تام نتيجة الجلطة الدماغية حتى لا يستطيع معه أن يحرك حتى جفون عينيه، ينتظر أن يتم استئصال أجزاء جسده الواحد تلو الآخر وهو حي.

وفي مؤتمر صحفي عقد من ساعات أعلن مدير مستشفى تل هاشومير أن رئيس الوزراء الأسبق، يعاني من فشل في عدة أعضاء حيوية وليس فقط في الكليتين كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأربعاء.

وقال زئيف روتشتين:"أنه في اليومين الماضيين شهدنا تراجعا تدريجيا في عمل العديد من الأعضاء الحيوية الأساسية لبقاء أرييل شارون على قيد الحياة".

وتابع أن "حالته تعتبر حرجة، ما يعني أن حياته في خطر" رافضا التكهن بمهلة يمكن أن تحصل خلالها وفاة شارون البالغ 85 عاما والذي دخل الغيبوبة منذ ما يقرب من ثماني سنوات.

وفي ذكرى  إصابته بمرض الجلطة الدماغية التي أفقدته الوعي والذاكرة أصدر ابنه الأكبر جلعاد كتابا عن والده اسمه( شارون حياة زعيم) يحكي عن حياة شارون السياسية والأسرية وسيرته الذاتية،.

وبالحديث مع أسرته أقرت إصرارها على إبقاء شارون على قيد الحياة مهما كانت الوسائل، وأولاده يقومون يوميا بتنبيهه بتشغيل الراديو والتليفزيون والبرامج التسجيلية والثقافية وقراءة الصحف والكتب أمامه والاستماع إلى الموسيقي الكلاسيكية وشراء الورود التي تملأ غرفته بشكل يومي على الرغم من تأكيد الأطباء أن مخ شارون دمر بشكل كلي،وأصبح بحجم ثمرة " الجريب فروت" ولا يعمل به سوى الجزء الخاص بعمل الأجهزة الحيوية، وهو يعمل بشكل طبيعي، وأطباء آخرون يؤكدون أن حالته بلا أمل ولكن لم يؤثر في إصرار أسرته.

أطلق على شارون لقب مجرم حرب لضلوعه في الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982،ومذبحة صابرا وشاتيلا الشهيرة التي نفذها الجيش الإسرائيلي تحت قيادته في عام 1982 ضد اللاجئين الفلسطينيين وهي المذبحة التي راح ضحيتها ما بين 3500 إلى 5000 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين .

وهو صاحب مقولة " جميعنا يجب أن يتحرك، أن يركض، يجب أن نستولي على مزيد من التلال، يجب أن نوسع بقعة الأرض التي نعيش عليها، فكل ما بين أيدينا لنا، وما ليس بأيدينا يصبح لهم" فكم من سنوات قضاها لخدمة أهداف الكيان الصهيوني بداية من انضمامه لصفوف منظمة " الهجاناه" في بداية حياته إلى الانتقال للعمل بالجيش الإسرائيلي ثم عضوا بالكنيست الإسرائيلي ثم وزيرا للدفاع حتى وصل إلى رئيس الوزراء، فأين كل هذا حاليا لا يوجد سوى أشلاء إنسان.
الجريدة الرسمية