وصية "أبو تريكة" للأهلي بعد الاعتزال.."الماجيكو" يطالب بتجديد الدماء.. وتخليد شهداء بورسعيد.. احتواء الألتراس.. العفو عن "مهاجم رابعة".. والسماح لـ"ربيعة" و"تريزيجيه" بالاحتراف.. تكريم جيل الإنجازات
اعتزال محمد أبو تريكة.. اختلفنا أو اتفقنا بات الحدث الرياضى الأبرز في 2013 بعد أن تمسك نجم الكرة المصرية بإسدال الستار على مشواره الكروى مع الساحرة المستديرة عقب المشاركة مع فريقه في مونديال العالم للأندية بالمغرب على الرغم من سلسلة التوسلات والمحايلات التى فرضتها الإدارة الحمراء ونجوم الأهلي عليه لإثنائه عن التمسك بقرار الاعتزال الذي جاء نهائيا عبر تغريدة أمير القلوب على تويتر.
وإذا كان الجميع قد ذهب لسرد إنجازات وبطولات الساحر مع المنتخب الوطنى والنادي الأهلي عبر مشواره الذي امتد طوال الـ 10 سنوات الأخيرة منذ انتقاله إلى القلعة الحمراء قادمًا من صفوف الترسانة والحديث عن تأثر الشياطين الحمر من بعد اعتزاله فإن الوضع كان مختلفًا بالنسبة لنا بعد أن حاولنا بشتى الطرق البحث عن ثغرة جديدة للحديث عن كواليس اعتزال محمد أبو تريكة حتى نجحنا في الوصول للرسالة التاريخية التي تركها اللاعب لمجلس إدارة النادي برئاسة حسن حمدى والتي نقلها أكثر من مصدر وثيق الصلة بنجم الأهلي المعتزل طالب بعدم ذكر اسمه تجنبًا لغضب اللاعب.
ولأنه كان مختلفًا داخل الملعب جاءت رسالته أيضًا بشكل مختلف بعد أن صاغها على طريقة "الوصية" بعد إعلان إسدال الستار على رحلة الكفاح والعرق داخل مختار التتش بالجزيرة والتي نقلها اللاعب لمسئولى القلعة الحمراء في الكواليس الأخيرة لمسلسل اعتزال الساحرة المستديرة.
"وصية" أبو تريكة لإدارة الأهلي حملت العديد من المعانى السامية ليس فقط على المستوى الرياضى، لكن امتد الأمر إلى الجانب الأخلاقى والتربوى والإنسانى في إشارة إلى حديثه عن الألتراس وشهداء بورسعيد وأهاليهم الذين يتذوقون مرارة فراق أبنائهم الذين قتلوا غدرًا في مدرجات ملعب بورسعيد في مجزرة المصرى الدموية.
ولم يكتف تاجر السعادة المصرية بذلك فقط بل امتد الأمر إلى التطرق لمستقبل النادي الأهلي من بعده وعن قراءته لمستقبل القلعة الحمراء وغيرها من الأمور التي تكشف عنها السطور القادمة..
بداية الوصية كانت بتقديم الشكر لمسئولى النادي الأهلي بداية من حسن حمدى رئيس النادي وحتى أصغر عامل داخل القلعة الحمراء على ما تم تقديمه له خلال الـ 10 سنوات التي دافع فيها عن القميص الأحمر وتبعها توجيه الشكر أيضًا لكل زملائه داخل الفريق وجميع الأجهزة الفنية والمدربين الذين تدرب تحت قيادتهم وأعقبها السعى قدمًا نحو الحديث عن مستقبل النادي الأهلي من بعده.
وطالب أبو تريكة إدارة الأهلي بضرورة البدء في تجديد دماء الفريق طمعًا في مواصلة مشوار الحفاظ على البطولات خاصة بعد أن بات عدد كبير من نجوم الفريق على بعد أمتار قليلة من الاعتزال كما طالب اللاعب بأهمية البحث عن خليفته سريعًا حتى لا تحدث الفجوة التي يسببها رحيله عن الفريق.
ونصح حلوانى الكرة المصرية إدارة النادي الأهلي بضرورة الاهتمام بقطاع الناشئين والسعى دائمًا نحو تدعيم الفريق الأول بالنجوم الصاعدة ضاربًا المثل بعماد متعب وحسام عاشور أحد أبرز النجوم التي تم تصعيدها للفريق الأول ومؤكدًا أن ظهور ربيعة وشهاب الدين أحمد وشكرى وسعد سمير وتريزيجيه وعمرو جمال ومانجا مع الفريق الأول لابد وأن يستمر خاصة في ظل امتلاك قطاع الناشئين لنجوم بالجملة تنتظر عين الرعاية فقط لإثبات جدارتها بارتداء القميص الأحمر.
وانتقل أبو تريكة في حديثه مع مسئولى الأهلي لنقل رسالته إلى مجلس الإدارة برئاسة حسن حمدى للحديث عن ضرورة دعم محمد يوسف المدير الفنى للفريق بشتى الطرق لإكمال المسيرة مؤكدًا موهبة "يوسف" وعشق اللاعبين له بفضل احترامه وتقديره للجميع ومشددًا على أهمية حصوله على جميع الصلاحيات التي سبق وأن تم منحها للبرتغالى مانويل جوزيه وبعدها سيتحول يوسف إلى أبرز مدرب للكرة المصرية، على حد قول اللاعب.
ولم يكتف أبو تريكة في رسالته الفنية بهذا الحد بل طالب أيضًا لجنة الكرة بضرورة السماح لبعض نجوم الأهلي الصاعدة بخوض تجربة الاحتراف الخارجى وخص بالذكر الثنائى رامى ربيعة ومحمود تريزيجيه مؤكدًا أن الثنائى يمثلان العمود الفقارى لمستقبل الكرة المصرية وإتاحة الفرصة لرحيلهما في الوقت الحالى يجنى الجميع ثماره مستقبلًا.
واستطرد "الماجيكو" في وصيته مؤكدًا ضرورة تكريم جيل الإنجازات الممثل في وائل جمعة وسيد معوض وأحمد فتحى وعماد متعب ومحمد بركات وحسام عاشور على وجه التحديد بعد الإنجازات التي قدموها للفريق خلال السنوات الأخيرة مؤكدًا أن السداسى بجانبه حققوا من الإنجازات ما يستحق تكريمهم بشكل لائق بجانب بعض اللاعبين الذين ساهموا أيضًا في مسلسل الإنجازات وهو شريف إكرامى ووليد سليمان وغيرهما من نجوم الفريق في الوقت الحالى.
وانتقل بعدها أبو تريكة للحديث عن اعتذاره مجددًا لإدارة النادي الأهلي على واقعة اعتذاره عن خوض مباراة السوبر المصرى أمام إنبى بفضل تضامنه مع الألتراس وأهالي شهداء بورسعيد وهى العقوبة التي على إثرها تم إيقافه لمدة شهرين وتغريمه نصف مليون جنيه وحرمانه من ارتداء شارة القيادة مدى الحياة مؤكدًا أنها كانت من أصعب المحطات في حياته ومشددًا للجميع على أنه لم يكن يتخيل نفسه داخل المستطيل الأخضر وأرواح جماهير الأهلي تتصاعد أمامه في غرفة خلع الملابس في مذبحة بورسعيد.
ويواصل أبو تريكة رسائله الأخيرة لإدارة الأهلي بمطالبة حسن حمدى رئيس النادي باحتواء رابطة ألتراس أهلاوى التي دخل معها وزير الدفاع في أزمات بالجملة مؤكدًا ضرورة لم الشمل من جديد خاصة أنه يعلم تمامًا عشق الألتراس لكيان النادي الأهلي ومن ثم كان يقوم بالدعم بقوة خلال فترة تواجده في الملاعب نظرًا ليقينه الكامل بأحقية هؤلاء في التكريم بعد مساندتهم للقلعة الحمراء.
وشدد تريكة في وصيته أيضًا على ضرورة احترام عقلية ألتراس أهلاوى والتصديق بقضيته التي بقى شعارها "المجد للشهداء" صامدًا حتى الآن بعد أحداث بورسعيد المأسوية.
وسردت بعض المصادر تفاصيل رسالة اللاعب إلى محمود الخطيب نائب الرئيس والتي شدد خلالها أبو تريكة على عشقه لـ"بيبو" الذي دعمه في العديد من المواقف مؤكدًا أنه تعلم الكثير منه سواء عندما كان لاعبًا أو حتى في منصبه كنائب للرئيس ومشيرًا إلى أنه لم ولن ينسى لحظات معاندة الكرة له التي سانده خلالها الخطيب برسائله الخاصة واتصالاته التي كانت بمثابة فتيل الحماس بداخله من جديد ومؤكدا أن "كاريزما" الخطيب كانت أحد الأسرار التي دفعته للتمسك بالاعتزال استنادًا إلى الرغبة في ترك الساحرة المستديرة في قمة المجد كما فعلها "بيبو".
وأضافت أن أبو تريكة طالب أيضًا بضرورة تقديم كل السبل لتخليد شهداء بورسعيد والاهتمام بأسرهم الذين وجدوا تجاهلًا من الجميع بمرور الوقت بعد أحداث بورسعيد مؤكدًا أن تخليد ذكرى شهداء بورسعيد يجب أن يكون الشغل الشاغل لأى مجلس يتولى إدارة الأهلي.
واختتم أبو تريكة رسالته إلى إدارة الأهلي بآماله في أن يتم رفع الإيقاف عن أحمد عبد الظاهر مهاجم الفريق بسبب تلويحه بإشارة رابعة في نهائى أفريقيا مضيفًا أن اللاعب تعرض لظلم كبير في هذه الأزمة وأن أخلاقياته وعلاقته الجيدة لزملائه وجماهير النادي قبل الواقعة تحصنه ضد قرار العقوبة الذي تمنى اللاعب أن يتم تخفيفها حفاظًا على مستقبل اللاعب.