تواصل المحادثات بين إيران والدول الست حول برنامجها النووي
فيما تواصلت في جنيف المشاورات حول الملف النووي الإيراني، تبادلت طهران وباريس التصريحات اللاذعة فيما بدا وكأنهما يخفضان سقف التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك يهدف لكبح برنامج إيران النووي.
تواصلت في جنيف أمس (الخميس) المحادثات بين إيران ممثلة بوزير خارجيتها محمد جواد ظريف، والقوى الدولية الست ممثلة بمفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي کاثرين آشتون.
وكان ظريف قد وصف الجولة الصباحية من لقاء اليوم مع آشتون بأنها کانت "جيدة"، لكن "هناك بطبيعة الحال خلافات في وجهات النظر". من جهته، صرح المتحدث باسم آشتون، مايكل مان، "أجرينا جولة مفيدة، العمل المكثف"، مشيرا إلى "بدء مفاوضات جوهرية جدا ومفصلة".
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي قد استبعد التوصل إلى اتفاق أمس الخميس مضيفا في تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية للأنباء إثر جولة مفاوضات عقدت بعد ظهر أمس، "ما دام إمكان التوصل إلى اتفاق غير متوافر، لا أعتقد أن وزراء الخارجية سيأتون" إلى جنيف. وتابع "لا أعتقد أن المفاوضات ستسفر عن نتيجة مساء اليوم ولا يمكن استباق شيء بالنسبة إلى الغد".
ومن الأمور التي يجري مناقشتها مسألة تعليق إيران لبعض الأنشطة النووية الحساسة وقبل كل شيء تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المتوسط مقابل تخفيف عقوبات بسيطة مثل الإفراج عن بعض الأرصدة المالية المجمدة في حسابات أجنبية والسماح بالإتجار في المعادن النفيسة، وأن تخفف الولايات المتحدة الضغط على دول أخرى تطالبها بعدم شراء النفط الإيراني وإجراءات أخرى.
ويهدف أي اتفاق أولي لكبح برنامج إيران النووي إلى أن يصعب على الجمهورية الإسلامية صنع قنبلة نووية، لكنه قد يترك لها على الأقل في الوقت الحالي مواد كافية لصنع عدة رءوس حربية نووية إذا خصبت لدرجة أعلى. وما تزال تفاصيل النص الذي يجري التفاوض بشأنه في جنيف سرية.
وقبل أن تبدأ المحادثات اليوم الخميس تبادلت إيران وفرنسا التصريحات اللاذعة، إذ قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، للقناة الثانية بالتليفزيون الفرنسي، إن الغرب يجب أن يبدي حزما في تعاملاته مع إيران بشأن برنامجها النووي. وكان فابيوس قد عبر عن تحفظاته على مسودة الاتفاق التي تكشفت تفاصيلها في جولة 7-9 نوفمبر الجاري.
وفي رد على التصريحات الفرنسية فيما يبدو، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للصحفيين، "فقدنا ثقتنا...لا نستطيع خوض محادثات جادة لحين استعادة الثقة. لكن هذا لا يعني أننا سنوقف المفاوضات". وبدا الجانبان وكأنهما يخفضان سقف التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق وشيك بعد إن اقتربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي عقدت قبل أسبوعين.