رئيس التحرير
عصام كامل

إخوان تونس تلجأ إلى العصابات المسلحة وخريجي السجون.. العريض يناور بالمؤاتمرات..المعارضة تمنح النظام الفرصة الأخيرة..والأمن يدعو الجميع لانتظار مفاجأة «الجمعة»

إخوان تونس - صورة
إخوان تونس - صورة ارشيفية

على غرار مليشيات جماعة الإخوان في مصر، لجأت إخوان تونس في أزمتها الحالية إلى مليشياتها الخاصة المعروفة باسم "رابطات حماية الثورة " علما بأن هذه الرابطات تضم الشباب العاطل عن العمل وخريجي السجون ومهربين ومن ذوي السوابق العدلية إلى جانب عدد من الذين كانوا يعملون مع عصابة "الطرابلسية" وهم أقارب ليلى بن علي زوجة الرئيس المخلوع. 

ويعرف عن عناصر رابطة حماية الثورة أنها غالبا ما تجنح إلى استعمال العنف مع كل من يخالفها الرأي وأساسا أنصار المعارضة التي تتهمهم الرابطات بمحاولة الانقلاب على الشرعية، وهو ما دفع أنصار الجبهة الشعبية المعارضة إلى اقتحام مقر رابطة حماية الثورة بمحافظة صفاقس وأتلفوا محتوياته.

وفي تطور غريب للأحداث بنسق سريع جدا، ألقت قوات الشرطة منذ ساعة القبض على ثلاثة رجال كانوا يلبسون النقاب ويتنقلون على متن سيارة على وجه الكراء أي ذات لوحة منجمية زرقاء، لاذوا بالفرار على متنها بعد أن رفضوا التوقف كما أمرتهم دورية أمنية بذلك.
بعد أن قبضت عليهم، اكتشفت الشرطة أنهم يخفون داخل السيارة أزياء عسكريّة وأسلحة بيضاء، مما يقيم الدليل على وجود مخطط إرهابي حقيقي تسعى العناصر المسلحة إلى تنفيذه خاصة بعد إعلان وزارة الداخلية عن إحباط الشرطة لمحاولة تفجير سيارة مفخخة كان الإرهابيون يعتزمون تنفيذها في المساحات التجارية الكبرى.

ويذكر أن أعوان الشرطة الذين حضروا إثر اغتيال رفاقهم أمس بإحدى قرى سيدي بوزيد في الجنوب التونسي، تحفظوا على السيارة المفخخة التي اضطر الإرهابيون إلى تركها قرب المنزل الذي كانوا يتحصنون به باعتبار فرارهم السريع بعد اغتيال أعوان الحرس مباشرة خوفا من إلقاء القبض عليهم من طرف الفرق الأمنية التي سارعت إلى مكان الحادثة لذاك الغرض.

من جهة أخرى، تتزاحم الفضائيات المحلية وتتفنن في بث الحوارات والتصريحات والتصريحات المضادة في سباق محموم في اتجاه لفت أنظار المشاهدين بل استقطابهم إن لزم الأمر، حيث انتقد أمس حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق ونائب رئيس حركة النهضة، ما قامت به المعارضة يوم 23 أكتوبر من رفع شعارات منافية للأخلاق وشتم لرئيس الحكومة ورئيس حركة النهضة، وقال: هل بهذه الأجواء ندخل الحوار الوطني؟ وقال إنّ المعارضة لا يعنيها من خارطة الطريق سوى استقالة الحكومة ولم تتمعّن في نص مبادرة الرباعية التي تتحدّث صراحة عن تلازم المسارات، وكان شعارهم " اخرجوا نحن سنتدبر أمرنا" ولذلك نسّقت قناة خاصة مع قنوات مصرية لإظهار المشهد شبيها بما حصل بمصر.
وسخر الجبالي من حجم المظاهرة قائلا: هل من المعقول أن يعجز 22 حزبا عن حشد أكثر من أربعة آلاف شخص؟؟؟
وفي انتظار الرد الذي لن يتأخر من أحزاب المعارضة التي أكدت أن أكثر من 6 آلاف تونسي استجابوا لدعوتها بالتظاهر يوم أمس في الشارع الرئيسي للعاصمة تونس قصد إرغام الحكومة والضغط عليها لحد استقالتها.

وفيما كان السياسيون يتهافتون على المنابر الإعلامية المرئية والمسموعة ويتبادلون الاتهامات بشأن تعثر الحوار الوطني، ازداد الاحتقان في صفوف رجال الأمن والحرس بعد دفنهم لزملائهم شهداء الوطن حيث لم يكتفوا برفع شعار الرحيل في وجه رئيس الحكومة ووزير داخليته هذا الصباح بل إن الكاتب العام للنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي رضا الزيتوني أعلن منذ دقائق إن النقابة ستتّخذ غدا الجمعة 25 أكتوبر قرارا غير مسبوق سيفاجئ الجميع على حدّ تعبيره. 
وصرّح الزيتوني بأن هذا القرار سيتم الإعلان عنه في ندوة صحفية ستنعقد بسوسة وستشارك فيها كافة النقابات الأمنية مؤكدا في سياق متصل أن النقابة قرّرت مقاضاة آمر الحرس الوطني منير الكسيكسى واتهمه بأنه يتحمل مسئولية استشهاد أعوان الحرس الوطني.
الجريدة الرسمية