رئيس التحرير
عصام كامل

لأول مرة «إسرائيل تعترف»: حرب أكتوبر «انتصار كامل لمصر» وهزيمة مدوية للكيان الصهيوني.. مترجم مبارك العبري: مصر بعد «مرسي» في طريقها إلى القوة.. وظهور «السيسي» ي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أربعون عما مضت على انتصار أكتوبر الذي يأتي على المواطن الإسرائيلي كل عام ليشعر فيه بخيبة الأمل ومذلة.. وصفها وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بأن هذه الحرب تعتبر حدثا مؤلما للمحارب الإسرائيلي.. 

وبالرغم من اعتراف العالم بهذا الانتصار إلا أن إسرائيل صعدت كثيرا بأن هذه الحرب لن تعد انتصارا عسكريا لمصر.. وأن الدبابات والطائرات الإسرائيلية كانت أقرب للقاهرة من تل أبيب.. والبعض دلل بأن مصر استعادت سيناء من إسرائيل ولكنها لن تسيطر على أرض جديدة فلذلك هذا لن يعد هزيمة لإسرائيل..

وعندما تشرق شمس هذا العام لنحتفل بالذكري الأربعين لتفاجئنا وزارة الدفاع الإسرائيلية بنشر وثائق جديدة عن حرب 1973 واعترافات لرئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدامائير لن تنشر من قبل.. وأهم ما تناولته هذه الوثائق أنها اعترفت بانتصار مصر الكامل في هذه الحرب وخسارة إسرائيل المؤلمة.

وقال الدكتور منصور عبد الوهاب المحلل السياسي والمترجم العبري للرئيس الأسبق حسني مبارك، اللافت هذا العام هو اعتراف إسرائيل بالهزيمة الكاملة في حرب 1973، بعدما كانت تقلب الأمور في صالحها طوال الأعوام السابقة بأن حرب أكتوبر لا تعتبر انتصارا مصريا وأن الجيش الإسرائيلي كان أقرب للقاهرة من تل أبيب، ولكن اعترافات القادة الإسرائيليين التي أفرجت عنها وزارة الدفاع الإسرائيلية بالإضافة إلى شهادة رئيسة الوزراء الإسرائيلية انذاك "جولدا مائير" أمام لجنة أجرنات التي تولت التحقيق في هزيمة إسرائيل في الحرب تشير هزيمة تل أبيب في هذه المعركة.

ولفت "منصور" في تعليقه لـ" فيتو" أن هذه الاعترافات خرجت من وزارة الدفاع الإسرائيلية هذا العام خصيصا لارتباطها بثورة 30 يونيو والإطاحة بنظام الإخوان المسلمين من الحكم، وذلك لأن مصر بعد فترة محمد مرسي في طريقها إلى القوة، وظهور الفريق أول عبد الفتاح السيسي يبعث رعبا داخل المنظومة الأمنية والقيادة السياسية الإسرائيلية، كونه يظهر لهم بأنه جمال عبد الناصر الحديث-القرن الـ21- ليس فقط في قراراته ولكن ما يرعب إسرائيل هو التفاف الشعب حوله، والدليل على ذلك عندما دعا السيسي الشعب للنزول في 26 يوليو الماضي، ونزل مايزيد عن 35 مليون مصري لتأييده في قراره بمكافحة الإرهاب، المشهد أرعب إسرائيل، وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.

وأشار "منصور" إلى أنه بعد ثورة 30 يونيو شعرت إسرائيل بأنها مقبلة على إستراتيجية جديدة، الفاعل فيها هو الشعب، عكس ما كان يحدث في الأنظمة السابقة بأن الحاكم كان هو صاحب القرار، الثورة أثبتت التفاف الشعب حول الجيش وهذا ما تسبب في حالة عدم اتزان لإسرائيل بشكل عام وجعلها غير قادرة على رؤية التاريخ أو المستقبل.

وأضاف أن فترة الرئيس المعزول محمد مرسي كانت أزهي فترات إسرائيل كونه حقق لهم كل مطالبهم وحل كل مشاكلهم المتعلقة بالقضية الفلسطينية بالتنازل عن سيناء لحماس، وهذا يريح إسرائيل من مشاكل تكدس السكان في قطاع غزة والمطالبة بحق العودة للأرض الفلسطينية وغيرها من المشاكل التي كانت تواجه تل أبيب.

وبدوره علق الدكتور طارق فهمي المحلل السياسي والخبير في الشئون الإسرائيلية بأن إسرائيل اعتادت في الآونة الأخيرة أن تتعمد تسريب مجموعة من الوثائق السرية عن حرب أكتوبر، وهي الوثائق تتعلق بـ"العميل" أشرف مروان، لافتا إلى أنه وراء هذا الموضوع هو محاولة من تل أبيب لإظهار أشرف مروان بأنه كان عميلا لإسرائيل وليس عميلا مزدوجا ويخدم مصر.

وأضاف "فهمي" إلى أن أشرف مروان هو عميل مصري وطني ومصر أعلنت عن ذلك في فترة مبارك، وإسرائيل تشعر منذ الحرب أن أشرف مروان صفحة لن تقرأ جيدا هناك، وعملية تسريب الوثائق الخاصة به من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لإثبات أن إسرائيل دولة مؤسسات وقانون وأنها تقوم بنشر وثائقها في علانية وتشكل لجان تحقيق لتعطي انطباع أنها دولة مؤسسات.

وأشار إلى أنها تتعمد نشر الوثائق لبث روح الإحباط عند المصريين في هذا التوقيت خاصة أن البلد مرتبكة أملا منها في شق الصف المصري وزيادة الانقسامات، مضيفا إلى أن مذكرات كثير من الزعماء الإسرائيليين أمثال شارون وجولدامائير وغيرهم من الزعماء اعترفت قبل ذلك بأن إسرائيل منيت بهزيمة ثقيلة من مصر في حرب أكتوبر.
الجريدة الرسمية