هبة سامي: عزيزي الصياد.. "البنت الخام" ليست فريسة سهلة
يعتقد البعض أن عالم العلاقات الإنسانية منقسم لشطرين، فريسة وصياد ماهر، يحسن اختيار صيده الثمين، الا أن هناك كثيرين يجهلون أن للصيد قواعده وشروطه، فلا يقدم على فريسته وهي جريحة، ولا يصطاد إلا عند الشعور بالجوع، ولا يأتي على نفس نوعه، وأنه إذا اغتر بنفسه سقط فريسة لجشعه.
لنجد بعض الشباب تستهويه فكرة البحث عن الفتاة "الخام" نتيجة لسيطرة غروره، أو خوفه من المرور بتجربة فاشله لشخص آخر، معتقدا أنها صيد ثمين، وأن انعدام تجاربها العاطفية سيجعلها تخضع لمشكلاته النفسية ومعتقداته الخاطئة التي يريد إسقاطها على كل من حوله.
قالت هبة سامي خبيرة التطوير النفسي والاجتماعي، أن البنت " الخام " لفظ اجتماعي توصف به حينما تكون بلا تجارب أو تطلع واسع للحياة بخبراتها الواسعة.. فهي فقط تستعد للتعلم.. إلا أنها تجهل أن كل تعلم محبوب إلا تعلم المشاعر والتجارب فإنه يُعلّم كندبة في القلب مهما اختفت جراحة، إن لم يتعامل معها بشكل صحيح لتنظيف الأثر السلبي للتجربة، فالحياة تستمر بالخبرة وليس الالم، ويصبح الأمل في حياة أكثر نضوجًا.
فماذا نفعل كي نُحصن قلوبنا بمرونة التصرف والتعامل المتفتح الناضج؟ وكيف أحمي أختى وابنتي ؟ وما فائدة العلاقات الإنسانية والفهم الواعي الصحيح لكل مرحلة نمر بها !
أولًا: يجب أن يكون لدينا إطلاع واسع من خلال القراءة.. فالقراءة حيوات أخرى يمكننا أن نعيشها.
ثانيًا: منذ الصغر نربي بناتنا على الإندماج الوعي في نشاط أو عمل خيري، وبالتوعية الإيجابية التي تُفهمها طبيعهتها وطبيعة الجنس الآخر ولا تخيفها ابدًا.
نأتي لتصرف الرجال مع البنت الذين يطلقوا عليها بنت خام! لدى مفهوم الشباب أن لكل بنت مدخل أحيانًا يدخلون.. لها المدخل الديني بالمظهر وحسن الكلمة ! فتشعر البنت انها تتحدث وتتعامل إلى رجل يتقي الله فيها.. فتقع في شباك لفت نظرها وتظل تسأل نفسها ماذا يريد مني ؟ يبدأ اللوعة والحيرة والألم حين آخر حين لا تجد شيئًا واضحًا تلمسه.
وما لا تعرفه أن الرجل يدري جيدا تفكيرها هذا، وأن منهم من لديه بعض العقد والأمراض النفسيه يتلذذ بتعلق الأخريات به وعذابهم، ليشبع رغباته، في أنه يشعر أنه محبوب ومرغوب ومنهم من يفتح هذه السكة مع أكثر من بنت.
يعتقد أن من حقه أن يختار شريكة حياته فيفتش بين زوايا شخصية تلك وبين زوايا شخصية أخرى، ولا يرى فيما يفعله عيب مادام لم يصرح أو "يعشم" من وجهة نظره مع أنه قد يحطم قلوب الكثيرات ويسرق أجمل المشاعر البكر في قلب كل فتاة بريئة تتطلع للدنيا بعينه.
وهنا دعيني أهمس في أذنك أيتها الفتاة الجميلة، اقرأي واقرأي ثم اقرأي فالمرأة التي تقرأ يستحيل أن يتحكم بها رجل طاغٍ أو وغد، ولا تكون عرضة لتفكير هي به تتألم للحيرة.
فدعيني أقول لكِ: اتركي من يعيشك في هذه الأفكار من أول لحظة ولا تعطي وقتك حتى في التفكير الا لشخص واضح، وتأكدي فالرجل المسئول حقاَ " واضح " مهما كلفه الأمر، فلا يحتاج الا لفرصة ولن يضيعها، وسأضحكك ستجديه يبحث عنك ويلاحقك حتى يكون هو واضح.. فتفهمي صفاته أكثر وتفهمي طبيعه شخصيته.
ستجديه متجرد من كل تمثيل ووهم، لأن صدقك سيجعله ضعيف جدا أمامك أن كانت له أي نيه سيئة.. وسيكون اقوى، وسيتمناك في كلمات واضحة وهو يخبرك أنه يريدك زوجة وحينها أهنئك بالتفكير مرتاح البال، وأنتى بنضج تحددي هل هو مناسب لك أم لا.
لا تدعي أي رجل يجعلك ترتدي نظارة صممها هو كي تريه كما هو يريد أن تريه.. كوني صادقة واضحة.. ولا تلتفتي.. ستري بنظارة الصدق.. حقيقة من أمامك ورغبته بك بشكل واضح أن كانت نيته سيئة أم حسنة.
أما أنت أيها الرجل فدعني اقول لك بصوت واضح أريد من قلبك أن يشعره وعقلك أن يتفهمه بضمير يقظ: نيتك السيئة لن تصيب إلا أنت مهما حاولت أن تستذكى فالله أعلم ! ولو علم كل رجُل حقيقة ونفاذ ( كما تدين تُدان ) لـ حركه ضميره قبل أن تُحركه غريزته ! من أجل أن يُحافظ له الله على زوجته وصدق حين قال: "وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ"، لكل فعل.. القدر يعدل.