رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده الـ 114.. أبرز المحطات في حياة الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق.. بشر بنصر أكتوبر.. تصادم مع السادات.. ورفض قانون الأحوال الشخصية

الشيخ عبدالحليم محمود،
الشيخ عبدالحليم محمود، فيتو

تحل علينا اليوم الأحد الذكرى الـ 114 على ميلاد العارف بالله الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف السابق، حيث إنه مواليد 12 مايو عام 1910م، وهو أحد أبرز الأسماء تأثيرًا في حياة الحركة العملية للمؤسسة العريقة وفي المجتمع المصري بشكل عام لما تركه من إرث كبير في مجال خدمة الدعوة الإسلامية والاهتمام بأمور الأمة الإسلامية أجمع

نشأة الشيخ عبدالحليم محمود

ولد الشيخ الإمام عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الشريف الأسبق، الذى ينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين رضى الله عنه، فى قرية أبو أحمد بمدينة بلبيس فى محافظة الشرقية فى 2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ الموافق 12 مايو 1910م، تلك القرية التى أنشأها جده ونسبت إليه حتى تغير اسمها الآن لقرية السلام، وفيها المسجد الذى أنشأه قبل وفاته وأوصى بأن يدفن فيه، والآن يستقر به ضريحه الذى صمم ليكون منفصلًا عن المسجد، وهناك تحتفل القرية بذكرى وفاته سنويًا. التحق الشيخ عبدالحليم محمود بالأزهر سنة 1923م.

 الشيخ عبدالحليم محمود

وحصل على شهادة  الثانوية الأزهرية عام 1928م، واستكمل دراسته العليا ليحصل على العالمية سنة 1937م، ثم حصل على الليسانس فى تاريخ الأديان والفلسفة من جامعة السوربون. حتى نال الدكتوراه عن موضوعه «أستاذ الثائرين الحارث بن أسد المحاسبى» فى 8 يونيو 1940، بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وطبعتها الجامعة باللغة الفرنسية.

رحلة الشيخ عبدالحليم محمود العلمية

بعد عودته إلى مصر تم تعيينه عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية ثم تولى أمانته العامة بعد ذلك. وفى 1970 صدر قرار جمهورى بتعيينه وكيلًا للأزهر، وفى 27 مارس 1973 صدر قرار تعيينه شيخًا للأزهر الشريف.

كانت حياته مليئة بالمحطات الجديرة بالوقوف والتأمل، حيث انتقد الأزهر وطالب بتطويره وإصلاحه، وأدى ذلك إلى إحالته للتأديب وتصدى لمحاولات تحريف بعض آيات القرآن.

 

دور الشيخ عبدالحليم محمود في حرب أكتوبر

- كانت رؤاه عن نصر أكتوبر بشرى عظيمة به، حيث رأى فى منامه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعبر قناة السويس ومعه عدد من العلماء المسلمين وخلفه القوات المسلحة، وأخبر الرئيس الراحل أنور السادات بهذه البشارة.

وأعلن الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبدالحليم محمود، من على منبر الأزهر الشريف - أثناء إلقائه خطبة الجمعة التى واكبت توقيت الحرب - أن معركة السادس من أكتوبر «حرب مقدسة» وجهاد فى سبيل الله، وأن الله يولى فيها كل سبل الرعاية والعناية لأبطال القوات المسلحة المصرية؛ مؤكدًا أن هذه الحرب تشبه من حيث الأسباب والظروف والغايات غزوة بدر الكبرى، التى نصر الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم على مشركى مكة. 

حديثه بعد نصر أكتوبر


وجه الإمام الراحل عبدالحليم محمود خلال حديثه النادر عقب انتصار أكتوبر، الشكر للمولى تبارك وتعالى على ما كتبه للأمة المصرية والعربية والإسلامية، من رده كيد المعتدين حتى تكون كلمة الله هي العليا، كما بعث بتحياته إلى من قاموا بأمور ربهم فأسلموا له قلوبهم وأدوا فرائض شهرهم.

وقال “عبدالحليم محمود”: “إن أمتنا تستحق على تحرير إرادتها في الجهاد، تخوض أقدس معاركها ضد الصهاينة ضد أعداء الله أعداء الإنسانية، كأنهم بنيان مرصوص تستحق التحية على تحقيق إرادتها في ميدان النصر، وإن أمتنا اليوم تستحق أن تطلع إلى النوال الاكبر بالنصر، ترد به الأرض المغتصبة وفتح تسترد به المسجد الأقصى”.  

أزمة الشيخ عبدالحليم محمود مع السادات

- أثناء توليه مشيخة الأزهر صدر قرار جمهورى يكاد يسلب من شيخ الأزهر سلطاته كافة، فقدم استقالته فى يوليو 1974- بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط على توليه المنصب- وقدم خطابًا إلى السادات يشرح فيه أسبابه فأصدر السادات قرارًا يحفظ لشيخ الأزهر مكانته،، وأصبح شيخ الأزهر بعدها يعامل معاملة الوزير، وانتهت الأزمة وعاد الشيخ لمنصبه مجددًا.
 وحينما أريد وضع قانون جديد للأحوال الشخصية، وأشيع انه سيتضمن شروطًا وأهواء تتعارض مع ما هو مستقر في فقه الإسلام، أعلن أنه لن يتم مثل هذا القانون وإلا سيلزم بيته غير عابئ بشيء، ولأنه محل ثقة المسلمين في العالم، كان لتهديده وقعه الخطير، فالتزم الجميع أقدارهم، وخفتت الأصوات أمام هدير صوته!

تولية الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر

في 27 مارس 1973 صدر قرار تعيينه شيخًا للأزهر الشريف. 

توسع الشيخ عبد الحليم محمود في إنشاء المعاهد الأزهرية

تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في وقت اشتدت فيه الحاجة لإقامة قاعدة عريضة من المعاهد الدينية التي تقلص عددها وعجزت عن إمداد جامعة الأزهر بكلياتها العشرين بأعداد كافية من الطلاب، وهو الأمر الذي جعل جامعة الأزهر تستقبل أعدادا كبيرة من حملة الثانوية العامة بالمدارس، وهم لا يتزودون بثقافة دينية وعربية تؤهلهم أن يكونوا حماة الإسلام.

وأدرك الشيخ خطورة هذا الموقف فجاب القرى والمدن يدعو الناس للتبرع لإنشاء المعاهد الدينية، فلبى الناس دعوته وأقبلوا عليه متبرعين، ولم تكن ميزانية الأزهر تسمح بتحقيق آمال الشيخ في التوسع في التعليم الأزهري، فكفاه الناس مئونة ذلك، وكان لصلاته العميقة بالحكام وذوي النفوذ والتأثير وثقة الناس فيه أثر في تحقيق ما يصبو إليه، فزادت المعاهد في عهده على نحو لم يعرفه الأزهر من قبل.

 

 

اهتمام الشيخ عبد الحليم محمود بأمور المسلمين

كان الشيخ عبد الحليم محمود يستشعر أنه إمام المسلمين في كل أنحاء العالم، وأنه مسئول عن قضاياهم، وكان هؤلاء ينظرون إليه نظرة تقدير وإعجاب، فهم يعتبرونه رمز الإسلام وزعيم المسلمين الروحي، ولهذا كان يخفق قلب الإمام لكل مشكلة تحدث في العالم الإسلامي، ويتجاوب مع كل أزمة تلمّ ببلد إسلامي.

فقد أصدر بيانا بشأن الأحداث الدامية والحرب الأهلية في لبنان، دعا الأطراف المتنازعة من المسلمين والمسيحيين إلى التوقف عن إراقة الدماء وتخريب معالم الحياة، وأهاب بزعماء العرب والمسلمين إلى المسارعة في معاونة لبنان على الخروج من أزمته، وفاء بحق الإسلام وحق الأخوة الوطنية والإنسانية، وقياما ببعض تبعات الزعامة والقيادة التي هي أمانة الله في أعناقهم.

ولم يكتف الشيخ بذلك بل أرسل برقية إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية يناشده العمل بحسم وعزم على وقف النزيف الدموي الذي أسالته المؤامرات المعادية على أرض لبنان.

 مؤلفات الشيخ عبدالحليم محمود

بلغت مؤلفات الإمام عبدالحليم محمود نحو مائة كتاب سواء فى التأليف أو التحقيق أو الترجمة، أما عن أول كتبه فقصة ترجمها عن الفرنسية من تأليف أندريه موروا عام 1946م وهى رواية «وازن الأرواح» من روايات الخيال العلمى، بعد ذلك توالت مؤلفاته التى كان التصوف محورها الرئيسى. وله أيضًا عدة مؤلفات فى الفلسفة الإسلامية وفى الفلسفة اليونانية والأخلاق. وكتب الإمام أيضًا عدة مؤلفات فى السيرة النبوية

ألقاب الشيخ عبدالحليم محمود

وأطلق على الشيخ عبدالحليم محمود، عدة ألقاب جميعها لها علاقة بالتصوف لما كان يوصف به من الزهد والإيمان بالله، فكان مثلًا للصوفية المتمسكة بكتاب الله، البعيدة عن الإفراط والتفريط، وأطلق عليه غزالي مصر، وأبو المتصوفين.

وكانت كتاباته الصوفية لها الحظ الأوفر من مؤلفاته، فكتب "قضية التصوف: المنقذ من الضلال"، والذي عرض فيه لنشأة التصوف، وعلاقته بالمعرفة وبالشريعة، وتعرض بالشرح والتحليل لمنهج الإمام الغزالي في التصوف، كما ترجم لعشرات الأعلام الصوفيين، مثل "سفيان الثوري، وأبي الحسن الشاذلي، وأبي مدين الغوث"، وغيرهم الكثير.

وفاة الشيخ عبدالحليم محمود

بعد عودته من الحج فى 16 من ذى القعدة 1498هـ الموافق 17 أكتوبر 1978م توفى الشيخ الإمام بعد إجرائه عملية جراحية بالقاهرة عن عمر يناهز 68 عامًا، كان له فيها مشوار علمى ودعوى عظيم، كما كان له دور كبير فى حفظ الأزهر لهيبته وتطويره واستمرار مسيرته.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية