رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية يوم الأرض.. وقفة لحماية الكوكب الأزرق والتوعية بالقضايا البيئية.. وتخصيص 130 مليار دولار سنويا لحماية التنوع البيولوجي بحلول 2030  

يوم الأرض، فيتو
يوم الأرض، فيتو

 في كل عام، يطل علينا الثاني والعشرون من شهر أبريل حاملًا معه رسالة بيئية سامية، رسالة تنادي بحماية كوكبنا الأزرق، رسالةٌ تُجسّدها احتفالاتُ "يوم الأرض"، ولكن، ما هي قصة هذا اليوم؟ وكيف تحوّل من مجرد فكرة إلى حركة عالمية تهز ضمير البشرية؟

 

نشأةُ حلمٍ أخضر

 في عام 1969، أطلق السيناتور الأمريكي "غاي لوردن" شرارةَ "يوم الأرض" الأول، داعيًا إلى يومٍ عالميٍ للتوعية بالقضايا البيئية وقد لقي هذا النداءُ صدىً واسعًا، فخرج الملايين إلى الشوارعِ في الولايات المتحدة والعالم، معبرين عن قلقهم من التحديات البيئية المتزايدة.

مسيرة حافلة بالتحديات والإنجازات:

وعلى مدار 53 عامًا، شهد "يوم الأرض" مسيرة حافلة بالتحديات والإنجازات فقد واجهت البشرية تحديات بيئية هائلة، من تغيّر المناخ والتلوث إلى فقدان التنوع البيولوجي، ولكن، في المقابل، شهدنا أيضًا إنجازات عظيمة فقد ساهمت جهود المنظمات البيئية والحكومات والأفراد في إحداث تغيير إيجابي على كوكبنا.

أهمّ المحطات في مسيرة "يوم الأرض":

تأسيس وكالة حمايةِ البيئةِ

في عام 1970 تم تأسيس وكالة حمايةِ البيئةِ في الولايات المتحدة، حيث وقع الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" أمرًا تنفيذيًا بإنشاء وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA).

وجاء تأسيس هذه الوكالة في أعقاب عقدٍ من الاضطرابات البيئية المتزايدة، حيث شهدت الولايات المتحدة موجةً من التلوث الهوائي والمائي، وفقدانًا هائلًا للتنوع البيولوجي، وارتفاعًا مقلقًا في معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتلوث.

 

 قمة ستوكهولم الأولى للبيئة

في عام 1972، اجتمع زعماء 113 دولة في ستوكهولم، السويد، لحضور مؤتمر للأمم المتحدة حول البيئة البشرية، والذي يُعرف أيضًا باسم "قمة ستوكهولم الأولى للبيئة".

واعتبرت هذه القمةُ حدثًا تاريخيًا، حيث شكّلت نقطة تحولٍ مهمةً في الجهود العالمية لحماية كوكبنا، وتم خلالها تبنّي إعلان ستوكهولم، وهو بيان يحدد 26 مبدأً لتوجيه العلاقات بين البشرِ والبيئة، كما تم تأسيس برنامجِ الأممِ المتحدةِ للبيئةِ (UNEP) لتنسيقِ الجهودِ الدولية لحمايةِ البيئةِ، وساهمت القمة في زيادة الوعي العام بالتحدياتِ البيئيةِ التي تواجه كوكب الأرض.

توقيعُ بروتوكول مونتريال لحظر المواد المستنفدة لطبقة الأوزون

في عام 1987، اجتمع ممثلو 96 دولة في مونتريال، كندا، لتوقيع بروتوكول مونتريال، وهو اتفاقية دولية تهدف إلى حظر استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وهي مجموعة من المواد الكيميائية التي تُسببُ تآكلَ طبقةِ الأوزونِ، والتي تُعدّ حاجزًا طبيعيًا يحمي الأرضَ من الأشعةِ فوق البنفسجيةِ الضارةِ.

قمةُ الأرض في ريو دي جانيرو

في عام 1992، اجتمع أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب 24,000 مندوب عن المنظمات غير الحكومية والشركات والمجتمع المدني، في ريو دي جانيرو، البرازيل، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية، والذي يُعرف أيضًا باسم "قمة الأرض".

واعتبرت هذه القمةُ حدثًا تاريخيًا، حيث شكّلت نقطة تحولٍ مهمةً في الجهود العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، وتم خلالها تبنّي إعلان ريو، وهو بيان يحدد 27 مبدأ لتوجيه العلاقةِ بين البشرِ والبيئةِ، ويشدّدُ على ضرورةِ تحقيقِ التنميةِ المستدامةِ.

 و تمّ توقيعُ اتفاقيةِ الأممِ المتحدةِ الإطاريةِ بشأنِ تغيرِ المناخِ، وهي أول معاهدة دولية تهدف إلى معالجة مشكلة تغير المناخ، بالإضافة إلى تبني برنامج عمل 21، وهو خطة عمل شاملة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع مجالاتِ الحياة.

 

توقيعُ بروتوكول كيوتو للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

في عام 1997، اجتمع ممثلو 192 دولة في كيوتو، اليابان، لتوقيع بروتوكول كيوتو، وهو اتفاقية دولية تهدف إلى الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهي الغازات التي تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ.

بروتوكول كيوتو يدخل حيز التنفيذ

في 16 فبراير 2005، دخل بروتوكول كيوتو، وهو اتفاقية دولية تهدف إلى الحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيّز التنفيذ بعد انضمام روسيا، وهي أكبر دولة مصدرة لغازات الاحتباس الحراري في ذلك الوقت، إلى المعاهدة، وجاءَ دخولُ بروتوكول كيوتو حيّز التنفيذ بمثابةِ خطوةٍ هامةٍ نحوَ مستقبل أكثر استدامة، حيث ساهم في تحفيزِ الدول على اتخاذ إجراءات ملموسة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ومكافحة تغيّر المناخ.

وأظهرتْ البيانات أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراريِ من الدولِ المتقدمةِ التي انضمتْ إلى بروتوكول كيوتو قد انخفضت بشكل ملحوظ خلال فترة تنفيذ المعاهدة، كما حفز بروتوكول كيوتو تطوير تقنيات جديدة لخفض انبعاثات غازاتِ الاحتباسِ الحراريِ، مثلَ تقنياتِ الطاقةِ المتجددةِ وكفاءةِ الطاقةِ.

وساهمَ دخول بروتوكول كيوتو حيّز التنفيذ في زيادة الوعي العامِ بأهمية تغيرِ المناخِ، وجذبت انتباه العالم إلى ضرورةِ اتخاذ إجراءات عاجلة للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
 

 اتفاقيةُ باريس للمناخ توقع في مؤتمرِ باريس للأمم المتحدة للتغيّر المناخي (COP21)

في عام 2015، اجتمع ممثلو 195 دولة في باريس، فرنسا، لتوقيع اتفاقية باريس، وهي اتفاقية دولية تاريخية تهدف إلى مكافحة تغيّر المناخ والحد من الاحتباس الحراري.

وتعد اتفاقية باريس نقطة تحول هامة في الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ، حيث تلزم جميع الدول باتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتخفيف آثارِ تغيّرِ المناخ.

اتفاقيةُ التنوع البيولوجي لِما بعدِ عام 2020 تعتمد في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP15)

في عام 2021، اجتمع ممثلو 196 دولة في مدينة كونمينغ الصينية لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP15). ونتج عن هذا المؤتمر اعتماد اتفاقية التنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، وهي خطة طموحة لحماية التنوع البيولوجي على كوكب الأرض بحلول عام 2030.

و تهدف الاتفاقية إلى وقف فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2030 واستعادة ما تمّ فقده حتى الآن، إذ يعدّ التنوع البيولوجي ضروريًا لصحة كوكب الأرض ورفاهية الإنسان، وتُساهم هذه الاتفاقية في ضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

و تشجع الاتفاقية على التعاون الدولي لحماية التنوع البيولوجي، وتوفير الدعم المالي والتكنولوجي للدول النامية لمساعدتها على تحقيق أهدافها، حيث تم التعهد بحماية 30٪ من مساحة الأرض والمياه بحلول عام 2030، وتُعدّ هذه خطوة هامة لحماية الموائل الطبيعية والأنواع المهددة بالانقراض.

كما تم تخصيص 130 مليار دولار أمريكي سنويًا لحماية التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، وسيساعد هذا التمويل الدول على تنفيذ خططها لحماية التنوع البيولوجي، كما ستُساهم هذه الخطة في استعادة التنوع البيولوجي في المناطق التي تضررت من النشاط البشري.

يوم الأرض 2024: لحظةٌ حاسمةٌ لاتخاذِ خطواتٍ حاسمة

يأتي "يوم الأرض" لعام 2024 تحت شعار "استعادة كوكبنا" ليذكرنا بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لحمايةِ كوكبنا، فالتغيرات المناخية تهدد مستقبل البشريةِ، والتلوث يدمر النظم البيئيةَ، وفقدان التنوع البيولوجي يشكل خطرًا على صحةِ كوكبنا.

ما هي مسؤوليتنا؟

لا تقعُ مسؤوليةُ حمايةِ الأرضِ على عاتق المنظمات البيئية والحكومات فقط، بل هي مسؤولية كل فرد منا، فكل سلوك إيجابي، مهما كان بسيطًا، يُحدثُ فرقًا.

ما الذي يمكننا فعله؟

  • تقليلُ انبعاثاتِ الكربون: استخدام وسائل النقل العام أو المشي أو ركوب الدراجة بدلًا من القيادة، واستخدام الطاقة بكفاءة أكبر، وتقليل استهلاك اللحوم.
  • حمايةُ المواردِ الطبيعيةِ: ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وإعادة التدويرِ، واستخدام المنتجات الصديقة للبيئة
  • دعم الممارسات الزراعية المستدامة: شراء المنتجات العضوية، ودعم المزارعين الذين يستخدمون ممارسات زراعية مستدامة، وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية الضارة، مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الاصطناعية، وتشجيع الزراعة العضوية وزراعة الحدائق المنزلية.
  • التوعية والتثقيف: نشر الوعي بالقضايا البيئية بين العائلة والأصدقاء والمجتمع، ودعم المنظمات البيئية والمشاريع التي تعمل على حماية البيئة، والمشاركة في حملات التنظيف والتطوع البيئي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات حول القضايا البيئية.
  • المشاركة السياسية: التصويت للمرشحين الذين يدعمون السياسات البيئية، والتواصل مع ممثلي الحكومة للتعبير عن اهتماماتك البيئية

التغيير يبدأ منّا

"يوم الأرض" ليس مجرد يوم للاحتفال، بل هو وقفة للتأمل وفرصة لاتخاذ خطوات حاسمة لحماية كوكبنا الأزرق، فلنجعلْ من كل يوم "يومَ أرضٍ"، ونعمل معًا لضمان مستقبل مستدام للأجيالِ القادمة

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية