رئيس التحرير
عصام كامل

غزوة أحد، قصة 70 شهيدا وجبل اهتز تحت قدم النبي

غزوة أحد، قصة 70
غزوة أحد، قصة 70 شهيدا وجبل اهتز تحت قدم النبي

غزوة أحد، هي تلك الغزوة التي وقعت بين المسلمين بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقبيلة قريش في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة، سنة 625 م، وتساءل الكثير عن أحداث غزوة أحد وكيف وقعت ولماذا سميت بذلك الاسم.

 ونستعرض ذلك لكم في السطور التالية:

سبب تسميتها بهذا الاسم وعدد المقاتلين

 سميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد بالقرب من المدينة المنورة، الذي وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له، وكان عدد المقاتلين من قريش وحلفائها حوالي ثلاثة آلاف مقاتل منهم 1000 من قريش و2000 من الأحابيش وهم بنو الحارث بن عبد مناة من قبيلة كنانة و100 من ثقيف وكان في الجيش 3000 بعير و200 فرس و700 درع وكانت القيادة العامة في يد أبي سفيان بن حرب سيد كنانة وعهدت قيادة الفرسان لخالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل. 

Advertisements

وقُتل سبعون من المسلمين في الغزوة، في حين قُتل اثنان وعشرون من قريش.

سبب وقوع الغزوة

حدثت هذه المعركة بعد هزيمة قريش على يد المسلمين في غزوة بدر فقرروا الثأر لتلك الهزيمة بأن يُذيقوا المسلمين مرار الهزيمة ويستعيدوا الهيبة، كما أن تجارتهم تأثرت كثيرا بسبب تعرض سرايا المسلمين للقوافل التجارية ومنع وصول الإمدادات إلى قريش وإضعافها، ولهذا استعدّت قريش لمقابلة المسلمين في موقعة أخرى، فخطّطوا لإعداد العدّة والجيش، فجمع أبو سفيان ما يقارب ثلاثة آلاف رجل ومئتي فارس من قريش وانطلقوا نحو المدينة، ووصلَ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الخبر من العباس بن عبد المطلب الذي كان مشركًا حينها، فبعثَ الرسول بالحباب بن منذر للتأكد من الخبر، فعادَ إليهِ بعدَ أن تأكد من ذلك، فاجتمع الرسول بأصحابه وشاورهم، فاختار البعض البقاء في المدينة والتحصن ومالَ الرسول إلى هذا الرأي، واختار الرجال المتحمسون الخروج ولقاء العدو وألحوا على الرسول بذلك، وفي ليلة الجمعة استعد الناس للخروج إلى القتال، وخرجَ من المسلمين ألف رجل، وبعد خروج جيش النبي بفترةٍ قرر عبدالله بن أبيّ بن سلول الانسحاب مع مجموعة من أصحابه من هذه المعركة، وبلغ عدد أصحابه ثلث جيش المسلمين، ومع تناقص جيش المسلمون استمرت قريش بالتقدّم حتى وصلوا عند جبل أحد.

غزوة أحد، فيتو

أحداث الغزوة

بدأت المعركة وكان النصر حليف المسلمين في البداية، حيث شدَّ الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود على المشركين فهزموهم، وهزم جيش المسلمين جيش أبي سفيان حتى هربوا من ساحة المعركة، وخلال المعركة وصل المسلمين إلى قلب معسكر قريش، وعندما رأى الرماة فرار المشركين من المعركة تركوا أماكنهم من على رأس الجبل وبادروا إلى الحصول على الغنيمة، فاعترضَ بعضهم على مخالفة أمر الرسول ولكنَّ الأكثرية تركوا أماكنهم، وعندما رأى خالد بن وليد ذلك، انعطفَ بخيله وذهب باتجاه الرماة وقتلهم، وثمَ قاتلَ المسلمين وعندما رأت قريش ذلك عادت إلى المعركة وانقلبَت المعركة رأسا على عقب لصالح المشركين. 

فدارت معركة حامية وأصر المشركون على قتل الرسول، وحوله مجموعة قليلة من أصحابه يقاتلون حوله بشجاعة، وفي تلك اللحظة لم يكن معه سوى سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، واللذان قاتلا ببسالة وتمكنا من صد المشركين عن الرسول، واستجمعَ بعدها جيش المسلمين قوته وبدأوا يقاتلون العدو حتى أجهد كلا الطرفين، فانسحب الرسول إلى أحد، وتعب المشركون وتخلوا عن قتل الرسول بعدما رأوا شجاعة المسلمين وبطولتهم.

شائعة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

وعن ظهور شائعة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، فإنه عند الهجوم على الرسول تفرق عنه أصحابه وأصبح وحده ينادي "إليّ يا فلان، إليّ يا فلان، أنا رسول الله" واستطاع عتبة بن أبي وقاص الزهري القرشي أن يصل إلى الرسول ويكسر خوذة الرسول فوق رأسه الشريف وتمكن عبد الله بن شهاب الزهري القرشي من أن يحدث قطعا في جبهة الرسول وتمكن عبد الله بن قمئة الليثي الكناني من كسر أنفه وفي هذه الأثناء لاحظ أبو دجانة حال الرسول فانطلق إليه وارتمى فوقه ليحميه فكانت النبل تقع في ظهره وبدأ مقاتلون آخرون يهبون لنجدة الرسول منهم مصعب بن عمير وزياد بن السكن وخمسة من الأنصار فدافعوا عن الرسول ولكنهم قتلوا جميعا  فبدأت قريش إذاعة أن الرسول قد قتل وقالوا "ألا إن محمد قد قتل"، في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم قد انسحب إلى جبل أحد.

جبل أحد مقبرة الصحابة وقصة اهتزازه تحت قدم النبي

ويوجد في الجبل قبور 70 صحابيًا استشهدوا في معركة أحد، وفي مقدمتهم حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير، وعبدالله بن جحش، وحنظلة بن أبي عامر، وعبد الله بن جبير، وعمرو بن الجموح، وعبد الله بن حرام - رضي الله عنهم، وكان استشهادهم في شوال سنة ثلاثة من الهجرة.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهدهم بالزيارة بين الحين والآخر، فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد قبور الشهداء، حتى إذا أشرفنا على حرة (واقم) فإذا قبور: فقلنا يا رسول الله أقبور إخواننا هذه، قال هذه قبور أصحابنا، فلما جئنا قبور الشهداء قال: هذه قبور إخواننا (رواه أحمد وأبو داود).

ويقول علي بن أبي طالب: “بعد غزوة أُحُد ابتعد كثير من المسلمين عن جبل أُحُد لأنه استشهد في سفحهِ وسهلهِ سبعون من خيار الصحابة، وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم فوقف يوما على أُحُد وصلى على الشهداء ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان - وفي رواية عمر وعلي - وقال: "وبينما نحن على أُحُد إذ بأُحُد يهتز وإذا بالرسول يبتسم ويرفع قدمه الطاهرة ويضربها على الجبل ويقول: اثبت".

جبل أحد مقبرة الصحابة، فيتو

أهم الدروس المستفادة من غزوة أحد

  • معصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أوامره، سبب وجيه لانهزام المسلمين أمام أعدائهم، قال -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
     
  • يبتلي الله -تعالى- المسلمين في المحن والشدائد، مثلما امتحن الله -تعالى- المسلمين في هزيمتهم في يوم أحد، قال -تعالى-: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ)
  • تُبيّن غزوة أحد خطر النفاق على الدولة الإسلامية، وكان هذا عندما قام زعيم المنافقين عبد الله بن أبي سلول بالرجوع بثلث الجيش إلى المدينة المنورة، قال -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ *وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ).[٥]
  • خطورة ترديد الشائعات لأنها تمثل خطر على المجتمع
     
  • العلم أن النصر والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى ولا يعتمد الأمر على العدد أو الأسلحة أو الكثرة، وذلك توثيقًا إلى قول الله العزيز “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ”.
  • التحلي بالصبر والعفو وعدم التمثيل، والعدل في التعامل مع الأعداء، وضرورة طاعة القائدة والتضحية ومواجهة المخاطر، وتوحيد الصفوف.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية