رئيس التحرير
عصام كامل

بعد خسارة ماكرون نفوذه بدول أفريقية، قصة تشكيل فيلق فرنسي من المهاجرين للقتال فى أوكرانيا

ماكرون وزيلينسكي،
ماكرون وزيلينسكي، فيتو

 مع بداية الصراع الروسي الأوكراني، حرص الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على إظهار نفسه كراعي سلام بين موسكو وكييف، وكان يعد الزعيم الأوروبي الأقرب فى الحديث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

فيلق فرنسي يقاتل فى أوكرانيا

وخلال الفترة الماضية تبدل حال فرنسا تجاه الصراع فى أوكرانيا، ودخلت باريس فى مواجهة علنية على موسكو، التى بدأت بالتصريحات وتدرجات فيما بعد وتكشفت معلومات عن تواجد قوات فرنسية لمعاونة الأوكران، واتضح فيما بعد أن الوجود العسكري الفرنسي اتخذ طريقة ملتوية عقب تشكيل ما اسمته وسائل الإعلام بـ"الفيلق الفرنسي".

 

حرص الرئيس إيمانويل ماكرون، على الاندفاع فى ساحة القتال بين روسيا وأوكرانيا، جاء بعد خسارة نفوذ بلاده تدريجيا على مدى الأعوام القليلة الماضية فى منطقة الساحل والصحراء بقارة أفريقيا، وعلى ما يبدو أنه قرر الانتقام من التمدد السياسي الروسي فى تلك المنطقة، نتيجة تلقى باريس ضربات موجعة في منطقة الساحل وشمال وغرب إفريقيا بسبب الصحراء الغربية وملف تجسس بيجاسوس وخسارتها ليبيا لصالح تركيا، ناهيك عن الانقلابات العسكرية في كل من مالي وبوركينا فاسو، وأخيرًا النيجر مع رغبتهم الشديدة لتحرير أنفسهم من قبضة باريس الإقتصادية والسياسية.

ماكرون يستعيد هيبة فرنسا فى أوكرانيا

ووفق مراقبون، أن قرار ماكرون استعادة هيبة بلاده المفقودة، جاء لإثبات وجوده بين الزعماء الأوروبيين في القارة العجوز، ومثلت الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا أرضا مناسبة لتلك المهمة، وأصبح الدعم الفرنسي لنظام فلوديمير زيلينسكي، بات لا يقتصر على العتاد العسكري وحسب، بل قرر إرسال جنود فرنسيين لخطوط الجبهة شرق أوكرانيا لمجابهة روسيا.

وتحدثت تقارير فرنسية وغربية، عن قرب إعلان الرئيس الفرنسي التعبئة الجزئية للمشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب الأوكران، ولكي لا يثير غضب الشعب الفرنسي واستيائه من إدخال أبناء الفرنسيين في الحرب، فإن التعبئة الجزئية ستقتصر على الجالية الأجنبية الحاصلة على الجنسية الفرنسية المتواجدة بكثرة في باريس ومارسيل وليون وغيرها من المدن المكتظة بالمهاجرين المقيمين على الأراضي الفرنسية.

مخاوف من الدفع بالمهاجرين إلى حرب اوكرانيا

ويرى الخبراء والمحللين الاستراتيجيين، أن هذا القرار في أساسه يستند على عنصرية غربية بحتة تجاه الأجانب في فرنسا، والهدف منه تخليص البلاد منهم تجاوبًا مع مطالب مواطنين خرجوا خرجوا في مناسبات عديدة حاملين رايات العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء والمسلمين على وجه الخصوص، وإختيار مدن مثل ليون ومارسيل هو دليل واضح على أن الهدف من التعبئة ليس لتحقيق مصالح فرنسا في الخارج أو مجابهة ما يصفه ماكرون بالعدوان الروسي، بل الهدف هو تفريغ البلاد من هذه العرقيات.

 

يشار إلى أن فرنسا قامت بإرسال مقاتلين ضمن ما يسمى بـ"الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي عن أوكرانيا" تحت بند "التطوع"، وتستّرت بذلك على دعمها للنظام الأوكراني بشكل لا يفتح مواجهة مباشرة مع روسيا. 

اقرأ أيضا: 

ماكرون يقرع طبول الحرب العالمية ويلمح مجددا لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا

وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الفرنسية على مدار السنتين الماضيتين، فقد قتل معظم الجنود الفرنسيين "المتطوعين" على الأراضي الأوكرانية، خصوصًا وأن قوات نظام كييف قامت برميهم على الخطوط الأمامية دون تردد، نظرًا لعرقياتهم الدينية وأصولهم الأفريقية بحسب ما أكدته وسائل الإعلام.

قصة قتل محمد كابوري فى كييف

وبحسب ما نقلته إذاعة فرنسا الدولية، نقلًا عن مصادر خاصة لها من أوكرانيا، قامت القوات الأوكرانية بقتل المواطن الفرنسي ذو الأصول الإفريقية "محمد كابوري" خلال شهر رمضان، بعد رفضه المشاركة في عملية شبه انتحارية على أحد جبهات القتال شرقي أوكرانيا.

 

وأكدت الإذاعة الفرنسية، أن العنصرية في أوكرانيا تجاه الأفارقة وذوي البشرة السمراء، وحتى المسلمين، دفعهم لـ"رمي" الجنود والمرتزقة الأجانب من غير الأوكرانيين الذين يقاتلون في صفوف جيش نظام كييف، في محاور قتال عنيفة لتنفيذ مهام مستحيلة، من أجل تأخير التقدم الروسي في تلك المحاور، والتفريط في أرواحهم دون أن يرف لهم جفن.

اقرأ أيضا: 

لافروف يكشف أهداف ماكرون من تصريحاته بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية سبق وتعرضت لانتقادات واسعة في المجتمع الدولي مع بدء الحرب في 2022، بسبب احتجازها العديد من الطلبة الأفارقة الأجانب على الأراضي الأوكرانية، ومنعها العديد غيرهم من عبور الحدود إلى الدول المجاورة، لأسباب عنصرية.

 

وكان الرئيس الأوكراني دعا لتشكيل فيلق دولى للقتال فى بلاده، ومنح سفارات كييف ضوء أخضر لتسفير المتطوعين وسط الحديث عن مميزات الجنسية والمقابل المادي، الأمر الذي أثار المخاوف فى دول الشرق الأوسط وأفريقيا من تكرار نموذج أفغانستان وغيرها من بؤر التوتر التى نتج عنها تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها التى تجد فى مناطق الصراعات فرصة للتجمع والحصول على التمويلات المناسبة. 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

 

الجريدة الرسمية