رئيس التحرير
عصام كامل

الظروف الصعبة!

إصارحكم القول لقد أدركنى بعض الاطمئنان عندما سمعت الرئيس السيسي يقول في كلمته خلال إفطار الأسرة المصرية أن الظروف الصعبة التى عانينا منها لازالت موجودة.. فهذا الكلام صحيح تماما.. نعم، لقد تجاوزنا الاوقات الحرجة اقتصاديا وتآكلت السوق السوداء للعملة، وصار لدينا تقريبا سعرا واحدا للجنيه والدولار وبقية العملات الاجنبية.. 

وارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزى بنحو خمسة مليارات دولار تمثل نصف تدفق النقد الأجنبي علينا في صفقة رأس الحكمة.. ولكن مواردنا العادية من النقد الأجنبي مازالت أقل من انفاقنا منه، إذا ما استبعدنا تدفق رأس الحكمة الذى يعد تدفقا طارئا، وبالتالى ما برحت الفجوة الدولارية موجودة.

 
كما أن هذا الكلام هو في حقيقته دعوة لمن يديرون اقتصادنا لآن يواصلوا تنفيذ خطة طوارىء لعلاج تلك الفجوة الدولارية، وذلك بترشيد انفاقنا من النقد الأجنبي من خلال ترشيد استيرادنا من الخارج، والتوقف عن الإقتراض من الخارج لتخفيض الأعباء السنوية للديون الخارجية، وذلك حتى تثمر جهودنا لزيادة انتاجنا، وبالتالى زيادة صادراتنا التى تعد المصدر الأول للنقد الأجنبي لنا بعد تحويلات العاملين بالخارج.

 
لقد كان البعض يخشى أن تتراخى الحكومة في تنفيذ الإجراءات الطارئة التى اضطررنا لها لتجاوز الأزمة بعد إتفاق رأس الحكمة وتحويل الدفعة الأولى من فلوسها والتى تقدر بنحو عشرة مليارات دولار.. لكن مادام الرئيس السيسي يقول أن الظروف الصعبة مازالت موجودة وأن معنى ذلك أن الحكومة لن تشعر بالإسترخاء وستظل تعمل بشكل جاد لتجاوز هذه الظروف الصعبة.. 

 

 

وحتى يتم ذلك سريعا فعلى الحكومة أن تتخذ قرارات حاسمة لترشيد وتخفيض استيرادنا من الخارج بقرارات واضحة، ولا تترك ذلك للبنك المركزى من خلال حجبه تمويل بعض الواردات.. وعليها أيضا أن تقبض يدها عن الاقتراض من الخارج.. فما افترضناه مؤخرا، سواء من صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى والإتحاد الأوروبى ليس بالقليل.

الجريدة الرسمية