رئيس التحرير
عصام كامل

هانى جنينة: الدولار سيستقر في مصر عامين عند 35 إلى 40 جنيها.. وهذا ما سيحدث بعد إنهاء الفجوة الدولارية (حوار)

الخبير الاقتصادي
الخبير الاقتصادي هاني جنينة، فيتو

>> صفقة رأس الحكمة جاءت فى توقيت جيد

>> توحيد سعر الصرف بشكل سريع وعاجل يعزز من فرص الاستثمار فى المستقبل

>> الحكومة مطالبة بإيجاد حلول لأزمات الاقتصاد


 

رغم الأصداء الإيجابية التى خلفتها اتفاقية الشراكة الاستثمارية بين مصر مع الإمارات لتطوير مدينة رأس الحكمة، لكن عشرات الأسئلة تطرح نفسها لتفسير المشهد، وكلها تدور حول كيفية الاستفادة من الصفقة فى تحسين حياة المصريين، وماذا عن المستقبل وكيفية إدارة مردود الصفقة لتحسين حالة الاستثمار والاقتصاد فى البلاد، خاصة أن خبراء المال والاقتصاد يتوقعون على نطاق واسع أن تجنى مصر عوائد ضخمة بعد تعزيز السيولة الدولارية فى البلاد.

«فيتو» ناقشت خبير الاقتصاد هانى جنينة فى مصير الاقتصاد المصرى بعد صفقة رأس الحكمة وأزمة نقص السيولة الدولارية التى تمر بها مصر حاليا، وأهم المصادر الدولارية الحالية والمتوقعة على المدى العاجل والمتوسط خلال الفترة المقبلة، ومتى يمكن القول إن هناك وفرة فى السيولة بسوق المال المصرى إلى نص الحوار:

 

*ما رأيك فى صفقة رأس الحكمة وحجم العوائد المالية منها؟

المشروع يعد أكبر صفقة استثمار مباشر فى تاريخ مصر، وسيدر نحو 150 مليار دولار استثمارات سيضخها الجانب الإماراتى على مدار عمر المشروع، كما أن الصفقة تشمل ضخ الجانب الإماراتى استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 35 مليار دولار خلال شهرين، على أن يكون لمصر 35% من أرباح المشروع، مشاركة بين هيئة المجتمعات العمرانية المصرية، وشركة أبو ظبى التنموية القابضة.

*ما هو مصير الــ35 مليار دولار؟

المبلغ الذى سيتم سداده مقدما يشمل 11 مليار دولار ودائع إماراتية فى البنك المركزى سيتم التنازل عنها، وتحويلها إلى الجنيه المصرى لاستثمارها فى المشروع، وهو ما يعنى إسقاطها من بند الديون الخارجية على مصر، وخلال أسبوع تأتى 15 مليار دولار مباشرة من الإمارات، من بينها 10 مليارات دولار تم تحويلها مباشرة بالفعل، إضافة إلى 5 مليارات دولار هى جزء من وديعة اماراتية لدى البنك المركزى المصرى وتبلغ قيمتها الإجمالية 11 مليار دولار.

والدفعة الثانية من التدفقات الاستثمارية، سيتم ضخها بعد شهرين، وتبلغ 20 مليار دولار، من بينها 6 مليارات هى بقية وديعة الإمارات لدى البنك المركزى، ونعتقد أنه إلى جانب برنامج صندوق النقد الدولى الموسع، سيوفر سيولة كافية لتغطية فجوة التمويل فى مصر على مدى السنوات الأربع المقبلة.

*ما أبرز نتائج صفقة رأس الحكمة؟

استقرار سوق النقد لا سيما فى ظل وجود أكثر من سعر لصرف الدولار فى السوق السوداء، وانخفاض سعره بشكل واضح فى السوق الموازية، والتى شهدت تراجعات واسعة فى الساعات الأخيرة بعد الإعلان عن المشروع، حيث وصل اليوم الأحد 3 مارس 2024 إلى 40 جنيها تقريبا، بالإضافة إلى عودة تحويلات المصريين فى الخارج إلى القطاع المصرفى والمعدل الطبيعى من جديد، لا سيما أن التدفقات كانت تذهب إلى السوق السوداء التى كان سعر الدولار فيها أعلى من السعر الرسمى بأكثر من 100%.

*وهل هناك صفقات استثمارية أخرى يتم تجهيزها مستقبلا؟

هناك عدد من الأصول الأخرى التى يدار حولها الحديث بشكل بقوى مثل مصرف البنك المتحد، الذى يرغب فى شرائه مستثمرون قطريون بالإضافة إلى حصة المصرية للاتصالات فى فودافون، وهناك أيضًا رأس جميلة، ويمكن القول إن الاقتصاد المصرى قد يستطيع إتمام تلك الصفقات الاستثمارية بعد إجراء توحيد سعر الصرف بشكل سريع وعاجل، إذ كلما كان هناك اقتراب من إنهاء الفجوة الدولارية فى السوق المصرى سيعمل هذا الأمر على إدخال الدولار بشكل تلقائى وذاتى.

*بعد توقيع صفقة رأس الحكمة، ما هو المطلوب من الحكومة لتغيير وتصحيح المسار اقتصاديا خلال الفترة المقبلة؟

الصفقة جاءت فى توقيت جيد للغاية، وعلى الحكومة المصرية إيجاد حلول للخروج من الأزمات الاقتصادية، وتحقيق نتائج جيدة ولو هناك صفقات أخرى ومطلوب إنجازها يجب توحيد سعر الصرف من جانب الحكومة.

*ما خريطة الطريق لعدم تكرار الأزمات الاقتصادية فى السنوات القادمة؟

رئيس مجلس الوزراء أعلن وقت توقيع الاتفاقية أن هناك أولوية للتعليم والصحة وحياة كريمة، لكن يجب أن يكون هناك اهتمام بالمدخلات من زراعة وصناعة وتصدير، وضبط سعر الصرف هو أهم خطوة حاليًا، إذ يجب على الحكومة تفعيل التحرك السريع، وإعادة الأمور تدريجيًا نحو الاستقرار، خاصة أن الاقتصاد المصرى يواجه أزمات عالمية غير مسبوقة، وأحداث جيو سياسية قوية، وإعادة الاستقرار أمر لا بد منه خلال السنوات القادمة.

*متى يتعافى السوق من أزمة الدولار؟

سيشهد السوق تعافى لأزمة الدولار مع هدوء الأوضاع فى المنطقة بشكل عام وغزة بشكل خاص، بالإضافة إلى عودة قطاع السياحة إلى العمل بكامل طاقته فى مصر بعد أن تأثر بالسلب نتيجة الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة خلال الأشهر الماضية، ويمكن القول إن الدولار الأمريكى سيستقر عند مستوى الــ 35 جنيها وحتى مستوى الــ 40 جنيها بالمركزى، على الأمد القصير، وذلك نظرا للمنافسة الخارجية بالسوق الموازية، وهو الأمر الذى سيحدث استقرارًا على المدى المتوسط لنحو عامين على الأقل بالسوق.

*أخيرا.. كيف ترى تداعيات شهادات الادخار الجديدة ذات العائد الثابت ورفع أسعار الفائدة مؤخرا لــ 2% ؟


المستثمرون ممن يملكون الدولار حاليا قام البعض منهم ببيع ما لا يقل عن نصف  تلك الدولارات لاحتياجهم إلى السيولة النقدية، وبالتالى تم وضع تلك السيولة فى الشهادات البنكية لمدة سنة على الاقل، هذا الأمر سيعمل على حدوث استقرار فى السوق المصرى.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

مواد متعلقة

الجريدة الرسمية