رئيس التحرير
عصام كامل

وبدأت حرب هرمجدون!

لا تصدقوا أمريكا لأنها ببساطة إذا أرادت وقف حرب غزة في ثانية فسوف تفعل! لا تصدقوا أمريكا لأنها إذا أرادت وقف الحرب الأوكرانية الروسية فسوف توقفها فورا من جانب أوكرانيا طبعا! لا تصدقوهم.. كل الصراعات في السنوات الأخيرة ما هي إلا تنفيذ لسيناريوهات أمريكية تريد تنفيذها بعيدا عن هوليود والسينما، في أرض الواقع لأن سكان البيت الأبيض والمخابرات الأمريكية هم الأقدر على التمثيل والإعداد والإخراج  والتنفيذ في سيناريوهات السيطرة على العالم أو تمزيقه أو تطويعه تحت سيطرة الكاوبوي الأمريكي.


وإذا كانت واشنطن  تتدخل بشكل مباشر في الماضي فقد تعلمت الدرس بعد فيتنام وأفغانستان والصومال والعراق.. إلخ، ولأنها لا تريد هز هيبتها فاخترعت من السيناريوهات ما يسمى ب حروب الوكالة وهي استخدام طرف ضد آخر لتنفيذ المخطط،، وإذا دخلت المعترك يكون الشو والتصوير الهوليودي السينمائي هو الهدف لنشر الرعب في العالم من خلال فرد العضلات وبالمشاركة من بعد، أو من الغرف المكيفة لإدارة الصراع!
 

بضغطة زر يرسلون مئات الصواريخ، وبضغطة زر أخري يطلقون الأوبئة، وبضغطة زر ثالثة يرسلون كل شيء، ومن الفضاء يصورون فتوحاتهم، وبعد أن يتم إعداد مسرح العمليات لتصوير المشهد الأخير بعد التدمير الشامل في الأرض والدروب وحرق الأخضر واليابس، تستقدم المرتزقة أصحاب الأجسام الضخمة ليرسخوا صورة الكائن الخرافي الأمريكي.. 

 

ولا مشكلة إذا قتل أحدهم أو العشرات منهم لأن ثمنهم معدوم، وللمرتزقة شركات أمريكية للعمليات القذرة داخل الولايات المتحدة وخارجها، لصالح الحكومة أو لمن يدفع وبعلم الكاوبوى طبعا!
وفضحت العمليات البشعة ل البلاك ووتر وشركات المرتزقة  الوجه القبيح والأعمال القذرة التي تمارسها السياسة الأمريكية بعد خروج معظمها بفضائح من كل نوع من العراق وغيره.


المهم أعتقد أن غزة هي الحلقة الأولى للسيناريو الصهيوني والبقية تأتى، فإذا كانت فرق المرتزقة على الأرض، ف الكاوبوي يحمل الفيتو في يساره، وعلي يمينه قاعدة محتشدة بالمفاتيح لكل دول العالم للضغط والترهيب والتهديد إذا لزم الأمر، بالاقتصاد والبورصات والأوبئة والفتن تارة، والصراعات وتدمير الجيوش وزلزلة العروش تارة ثانية، وتحويل الأوطان إلى كوم تراب وسكانه إلى أشلاء ومن ينجو إلى لاجئين تارة ثالثة.

 
والسيناريو الصهيوني للمنطقة معد ومنذ أكثر من 100 عام وينفذ بدقة، وحرب غزة هي نقطة الانطلاق عام 2023 للبدء في ابتلاع ما حولها تمهيدا لقيام إسرائيل الكبرى.


وإجتمع الهدف الصهيوني الكبير مع رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي  نتنياهو بعدم إنهاء الحرب بل وإشعال النار في لبنان وما حوله حتى ينجو أو على الأقل يؤجل مواجهة المحاكمة على تهم الفساد وخلافه من جهة، ومن جهة ثانية الاستفادة من التركيبة النفسية الصهيونية بالتوحد عند الخطر، لأنه مجتمع قائم على الصراع والحروب بشكل مستمر باعتبار الكيان الصهيوني جيشا من العصابات "طلعت له" دولة.. 

نتنياهو وشركاه


المهم إذا كان البعض لا يصدق ما أقوله أحيلكم إلى ما قاله وحذر منه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، من أن الهدف النهائي لبنيامين نتنياهو ومن معه، هو تطهير الضفة الغربية من سكانها الفلسطينيين، وليس غزة فحسب، والمسجد الأقصى من المصلين المسلمين، وضم تلك الأراضي إلى إسرائيل.


وهذا التحذير من أولمرت إما أن يكون ضمن مسلسل توزيع الأدوار أو لأهداف سياسية، فلا شيء بين الصهاينة دون غرض.. المهم أن كلام أولمرت الذي كتبه في مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية بعنوان: شركاء نتنياهو في الائتلاف يريدون حربا إقليمية شاملة.. وغزة ما هي إلا خطوة أولى.


يعنى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يؤكد ما قلته في هذا المكان أكثر من مرة طوال الأسابيع الماضية، المهم أشار أولمرت إلى أن مسعى نتنياهو وعصابته لن يتحقق دون صراع عنيف واسع النطاق، ربما يقود إلى هرمجدون أو حرب شاملة، تريق دماء اليهود داخل إسرائيل وخارجها، وكذلك دماء الفلسطينيين.


وستشمل حرب هرمجدون وفق أولمرت، غزة وجنوب إسرائيل، والقدس والضفة الغربية، والحدود الشمالية لإسرائيل بالقدر اللازم، بما يعطي الانطباع بأن الإسرائيليين يقاتلون في حرب البقاء التي تبيح ارتكاب ما لا يطاق.


وفي سبيل ذلك لم يستبعد أولمرت في مقاله تفكيك الحكومة وطرد رئيس الوزراء في المرحلة الحالية، ليتولى أفراد ما وصفها أولمرت بالعصابة لشؤون إسرائيل، وسلط كاتب المقال الضوء على الثنائي اليميني المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.


وقال أولمرت إن بن  غفير وسموتريتش قررا التضحية بالرهائن لوأد فكرة إنهاء الحملة العسكرية، التي يرى أولمرت أنها حققت حتى الآن نجاحات باهرة للجيش الإسرائيلي، لكنها بعيدة عن تحقيق النصر الكامل، حتى لو استمر العمل العسكري لعدة أشهر أخرى.


وبصراحة يقول أولمرت إن ما يريده شركاء نتنياهو من استمرار العمل العسكري، بحسب المقال، هو جر إسرائيل إلى رفح، ما يعرض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر للخطر بشكل ملموس وفوري.


وحذر المقال من إن اجتياح رفح سيشعل شوارع المدن المصرية ومن ثم الأردنية، التي تربطها بإسرائيل علاقات أمنية ضرورية. يعنى باختصار هناك سيناريو اسرائيلى يتم تنفيذه وبتنسيق أمريكي إسرائيلي لإطالة أمد الحرب، لان غزة هي مجرد نقطة البداية، والقضاء على الفلسطينيين وطردهم من بلادهم خطوة تالية.

 
ولذلك يتم تعطيل أى مفاوضات ويأتي المبعوثون الأمريكيون الواحد تلو الآخر وكبيرهم الذي علمهم السحر لإضاعة الوقت حتى يتحقق الهدف المرحلي أو النهائي..

 

 

لا تصدقوهم فلا عهد لهم.. هم يريدون التهام المنطقة كلها ومن لم يحتلوا أرضه ينهبوا ثرواته ويزرعون أرضه بالأوبئة والفتن، فالتاريخ يؤكد أنهم بلا عهد والغدر هو ناموسهم. هم يريدون غزة نقطة البداية لإسرائيل الكبرى، لكن قد تكون غزة عكس ما يحلمون وتكون هي بداية النهاية!
yousrielsaid @ yahoo.com

الجريدة الرسمية